السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي تبلغ 11 سنة، وقد بلغت في شهر فبراير من هذه السنة، كانت دورتها منتظمة في الشهرين الأولين، أما في شهر الرابع والخامس فلم تأتها، وأتتها قبل يوم أو يومين من رمضان، واستمرت دورتها عشرة أيام ثم طهرت، وبعد أكثر من عشرين يوما أتتها حيضة وكان ذلك في أول يوم العيد، وقد طهرت من حيضتها بعد أن رأت الطهر في تاريخ 24 أو 26 من الشهر الماضي، لا أتذكر متى بالضبط، المهم أن الدورة عاودتها الآن في تاريخ 2 بعد مرور 7 أو 9 أيام من انقطاعها.
وأنا متحيرة في أمرها، أخبرتها أن تعتبرها استحاضة لأنها جاءتها في غير موعدها، وبدأت أشرح لها عن المدة التي يجب أن تكون فاصلة بين الحيضتين والتي أقلها 13 يوما، وشرحت لها عن الاستحاضة وأفهمتها ماذا تفعل، ولكنها حائرة وبدأت تسألني بعض الأسئلة، وقالت: إن اعتبرت هذه استحاضة، ماذا إن لم تأتني الدورة التالية في موعدها؟
صراحة أنا أيضا متحيرة ولم أعرف بماذا أجيبها! وقد عارضتني أختي الأخرى وقالت: إنه من الطبيعي أن تأتيها الدورة غير منتظمة لكونها في بداية بلوغها، ولا أظن أن حكم الاستحاضة ينطبق عليها لكونها ما زالت صغيرة وليست فتاة كبيرة استقر معها الحيض، وطبيعي ما يحدث لها، ولا يجب عليها أن تصلي مع وجود الدم لأن هذا الأمر سيزيد من حيرتها.
وأردت أن أستشيركم لأنكم تعلمون أكثر مما نعلم في الأمور الشرعية، وأنا لا أريد أن تفهم أختي أنني أشدد عليها، أريد أن أعرف رأي الطب والشرع في هذا الموضوع.
ما رأي حضراتكم؟ وهل ما طلبته منها صحيح بأن تعتبر هذه العادة استحاضة لكون أختي لها عادة معروفة ولم تضطرب إلا حين انقطعت في تلك الشهرين المتتاليين وهذه أول مرة تأتيها الدورة بهذه الطريقة المتقاربة؟ والدورة الآن تسيل منها بغزارة وهو فعلا دم حيض برائحته وثخانته، وأيضا تشعر بالألم المعروف للحيض، وأختي الآن لا تريد أن تصلي لكونها تعتبر ما جاءها حيضا، وهي حائرة ولم تفهم ما شرحته لها خاصة حين عرفت أن دم الاستحاضة يكون لونه كالدم العادي ومختلف عن دم الحيض!
أعتذر عن الإطالة، أتمنى أن لا تحيلوني إلى أسئلة سابقة، وأتمنى من حضراتكم أن تعجلوا في الرد حتى لا تجتمع على أختي صلوات كثيرة إذا كان يدخل حكم هذه الحيضة في حكم الاستحاضة.
ملاحظة: هناك من الأئمة من يقول أن أقل مدة الطهر تكون 8 أيام، فهل يجوز أن نأخذ بهذا القول؟
وبارك الله فيكم وفي أوقاتكم، وجزاكم الله خيرا على جهودكم المبذولة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
الدم الذي يرجع بعد مضي ثلاثة عشر يوماً أو أكثر من انقطاع الحيض الأول، فهذا الدم حيض جديد، أما إذا عاد الدم قبل أن تنقضي هذه المدة، فينظر إن كانت مدة الانقطاع مع مدة الدم السابق مكملة خمسة عشر يوماً، فهذا الدم الثاني استحاضة ليس بحيض.
أما إن كان مجموع الدم الأول، ومدة النقاء بين الدمين والدم التالي، إذا كان مجموع ذلك كله خمسة عشر يوماً أو أقل، فالدم الأول والثاني كله حيضٌ واحد، والنقاء المتخلل بينهما طهرٌ صحيح، إذا كانت المرأة قد اغتسلت بعد انقطاع الدم الأول فصلت وصامت فصلاتها صحيحة، وكذلك صومها صحيح، بكل تقدير سواء اغتسلت أو لم تغتسل؛ لأن الصوم لا تشترط له الطهارة.
أما إذا كان مجموع الدمين وما بينهما من النقاء، أكثر من خمسة عشر يوماً فلا يمكن جعل جميع الدم حيضاً؛ لأن أكثر الحيض خمسة عشر يوماً، ومن ثم فهذه امرأة مستحاضة، ترجع إلى عادتها ما دامت لها عادة، فتعبر أيام عادتها هي الحيض وما عداه استحاضة، هذا خلاصة الكلام من خلافٍ كثير من العلماء لا يحصيه هذا المقام الذي نحن فيه، ولكن نرجو -إن شاء الله- أن يكون الأمر قد اتضح.
وأما هل أحد من الأئمة قال بأن أقل الطهر ثمانية أيام؟ فالجواب أن العلماء فريقان، فريق يحدد أقل الطهر بأيام معدودة، وهؤلاء اختلفوا كثيراً في أقل مدة الطهر، والذي أعلمه أنه لم يقل أحدٌ منهم بأن أقل الطهر ثمانية أيام.
وأما الفريق الثاني فيقول: الطهر لا حد لأقله، فلا يحدده بأيام وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ومن وافقه على هذا الرأي من العلماء قديماً وحديثاً.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدورة الشهرية في بداية البلوغ تكون غير منتظمة وتعتمد على هرمون واحد يسمى أستروجين، ولا يوجد توازن هرموني ولا يوجد تبويض من المبايض، وبالتالي تنزل الدورة بشكل غير منتظم، والذي يؤدي إلى انتظامها هو إفراز هرمون ثاني من جراب البويضة بعد خروجها من المبيض يسمى بروجيستيرون، وهو الذي يكمل بناء بطانة الرحم ويؤدي إلى نزول الدورة المنتظمة بعد موت جراب البويضة ونقص هرمون بروجيستيرون، وقد تمتد هذه الفترة من عدم انتظام الدورة لمدة ثلاث سنوات أو حتى عمر 15 إلى 16 سنة.
والدورة الشهرية نتاج أو محصلة تفاعل وتعاون بين الغدة النخامية التي تفرز هرمونات لتحفيز المبايض على نمو وخروج بويضة كل شهر، مرة من المبيض الأيمن، ومرة من المبيض الأيسر، وهذه المبايض تفرز هرمونين هما أستروجين وبروجيستيرون وهما مهمان لبناء وتجهيز بطانة الرحم للاستعداد للدورة الشهرية الجديدة، وبعد خروج البويضة تزيد نسبة إفراز هذين الهرمونين، لأن المسؤول عن ذلك في ذلك الوقت من الدورة الشهرية هو الجراب أو الكيس الذي خرجت منه البويضة، هذا ما يحدث في الأحوال العادية عند الفتيات والنساء الكبار.
أما في فترة البلوغ والسنوات الثلاث الأولى بعد دورة البلوغ فالأمر مختلف، والتعاون بين الغدة النخامية والمبايض لم يكتمل ولا توجد هرمونات من الغدة النخامية لتحفيز ونمو البويضات، وبالتالي لا يوجد تبويض، والهرمون المسؤول عن الدورة الشهرية في الفترة الأولى هو هرمون أستروجين فقط، وهو الذي يغذي بطانة الرحم، وعند نقص هذا الهرمون تتساقط هذه البطانة الضعيفة وتنزل قطرات من الدم قليلة أو كثيرة على شكل دورة شهرية، وهذا يحدث كل شهرين أو ثلاثة أو أكثر أو أقل، وهذا ما يحدث مع أختك الصغيرة تماما، وبالتالي فهذا الأمر طبيعي جدا ولا يوجد ما يدعو للقلق، وبعد مرور السنوات الثلاث الأولى بعد دورة البلوغ ينتظم عمل الهرمونات وتنتظم الدورة الشهرية، ويحدث هذا الأمر بالتدريج وليس مفاجئا، وعلى ذلك فانتظام الدورة الشهرية يأتي أيضا متدرجا وليس بين يوم وليلة، مع ضرورة المحافظة على وزن الفتاة؛ لأن أهم أسباب عدم انتظام الدورة بعد مرور تلك الفترة هو السمنة أو الوزن الزائد.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم لما فيه الخير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي تبلغ 11 سنة، وقد بلغت في شهر فبراير من هذه السنة، كانت دورتها منتظمة في الشهرين الأولين، أما في شهر الرابع والخامس فلم تأتها، وأتتها قبل يوم أو يومين من رمضان، واستمرت دورتها عشرة أيام ثم طهرت، وبعد أكثر من عشرين يوما أتتها حيضة وكان ذلك في أول يوم العيد، وقد طهرت من حيضتها بعد أن رأت الطهر في تاريخ 24 أو 26 من الشهر الماضي، لا أتذكر متى بالضبط، المهم أن الدورة عاودتها الآن في تاريخ 2 بعد مرور 7 أو 9 أيام من انقطاعها.
وأنا متحيرة في أمرها، أخبرتها أن تعتبرها استحاضة لأنها جاءتها في غير موعدها، وبدأت أشرح لها عن المدة التي يجب أن تكون فاصلة بين الحيضتين والتي أقلها 13 يوما، وشرحت لها عن الاستحاضة وأفهمتها ماذا تفعل، ولكنها حائرة وبدأت تسألني بعض الأسئلة، وقالت: إن اعتبرت هذه استحاضة، ماذا إن لم تأتني الدورة التالية في موعدها؟
صراحة أنا أيضا متحيرة ولم أعرف بماذا أجيبها! وقد عارضتني أختي الأخرى وقالت: إنه من الطبيعي أن تأتيها الدورة غير منتظمة لكونها في بداية بلوغها، ولا أظن أن حكم الاستحاضة ينطبق عليها لكونها ما زالت صغيرة وليست فتاة كبيرة استقر معها الحيض، وطبيعي ما يحدث لها، ولا يجب عليها أن تصلي مع وجود الدم لأن هذا الأمر سيزيد من حيرتها.
وأردت أن أستشيركم لأنكم تعلمون أكثر مما نعلم في الأمور الشرعية، وأنا لا أريد أن تفهم أختي أنني أشدد عليها، أريد أن أعرف رأي الطب والشرع في هذا الموضوع.
ما رأي حضراتكم؟ وهل ما طلبته منها صحيح بأن تعتبر هذه العادة استحاضة لكون أختي لها عادة معروفة ولم تضطرب إلا حين انقطعت في تلك الشهرين المتتاليين وهذه أول مرة تأتيها الدورة بهذه الطريقة المتقاربة؟ والدورة الآن تسيل منها بغزارة وهو فعلا دم حيض برائحته وثخانته، وأيضا تشعر بالألم المعروف للحيض، وأختي الآن لا تريد أن تصلي لكونها تعتبر ما جاءها حيضا، وهي حائرة ولم تفهم ما شرحته لها خاصة حين عرفت أن دم الاستحاضة يكون لونه كالدم العادي ومختلف عن دم الحيض!
أعتذر عن الإطالة، أتمنى أن لا تحيلوني إلى أسئلة سابقة، وأتمنى من حضراتكم أن تعجلوا في الرد حتى لا تجتمع على أختي صلوات كثيرة إذا كان يدخل حكم هذه الحيضة في حكم الاستحاضة.
ملاحظة: هناك من الأئمة من يقول أن أقل مدة الطهر تكون 8 أيام، فهل يجوز أن نأخذ بهذا القول؟
وبارك الله فيكم وفي أوقاتكم، وجزاكم الله خيرا على جهودكم المبذولة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
الدم الذي يرجع بعد مضي ثلاثة عشر يوماً أو أكثر من انقطاع الحيض الأول، فهذا الدم حيض جديد، أما إذا عاد الدم قبل أن تنقضي هذه المدة، فينظر إن كانت مدة الانقطاع مع مدة الدم السابق مكملة خمسة عشر يوماً، فهذا الدم الثاني استحاضة ليس بحيض.
أما إن كان مجموع الدم الأول، ومدة النقاء بين الدمين والدم التالي، إذا كان مجموع ذلك كله خمسة عشر يوماً أو أقل، فالدم الأول والثاني كله حيضٌ واحد، والنقاء المتخلل بينهما طهرٌ صحيح، إذا كانت المرأة قد اغتسلت بعد انقطاع الدم الأول فصلت وصامت فصلاتها صحيحة، وكذلك صومها صحيح، بكل تقدير سواء اغتسلت أو لم تغتسل؛ لأن الصوم لا تشترط له الطهارة.
أما إذا كان مجموع الدمين وما بينهما من النقاء، أكثر من خمسة عشر يوماً فلا يمكن جعل جميع الدم حيضاً؛ لأن أكثر الحيض خمسة عشر يوماً، ومن ثم فهذه امرأة مستحاضة، ترجع إلى عادتها ما دامت لها عادة، فتعبر أيام عادتها هي الحيض وما عداه استحاضة، هذا خلاصة الكلام من خلافٍ كثير من العلماء لا يحصيه هذا المقام الذي نحن فيه، ولكن نرجو -إن شاء الله- أن يكون الأمر قد اتضح.
وأما هل أحد من الأئمة قال بأن أقل الطهر ثمانية أيام؟ فالجواب أن العلماء فريقان، فريق يحدد أقل الطهر بأيام معدودة، وهؤلاء اختلفوا كثيراً في أقل مدة الطهر، والذي أعلمه أنه لم يقل أحدٌ منهم بأن أقل الطهر ثمانية أيام.
وأما الفريق الثاني فيقول: الطهر لا حد لأقله، فلا يحدده بأيام وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ومن وافقه على هذا الرأي من العلماء قديماً وحديثاً.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدورة الشهرية في بداية البلوغ تكون غير منتظمة وتعتمد على هرمون واحد يسمى أستروجين، ولا يوجد توازن هرموني ولا يوجد تبويض من المبايض، وبالتالي تنزل الدورة بشكل غير منتظم، والذي يؤدي إلى انتظامها هو إفراز هرمون ثاني من جراب البويضة بعد خروجها من المبيض يسمى بروجيستيرون، وهو الذي يكمل بناء بطانة الرحم ويؤدي إلى نزول الدورة المنتظمة بعد موت جراب البويضة ونقص هرمون بروجيستيرون، وقد تمتد هذه الفترة من عدم انتظام الدورة لمدة ثلاث سنوات أو حتى عمر 15 إلى 16 سنة.
والدورة الشهرية نتاج أو محصلة تفاعل وتعاون بين الغدة النخامية التي تفرز هرمونات لتحفيز المبايض على نمو وخروج بويضة كل شهر، مرة من المبيض الأيمن، ومرة من المبيض الأيسر، وهذه المبايض تفرز هرمونين هما أستروجين وبروجيستيرون وهما مهمان لبناء وتجهيز بطانة الرحم للاستعداد للدورة الشهرية الجديدة، وبعد خروج البويضة تزيد نسبة إفراز هذين الهرمونين، لأن المسؤول عن ذلك في ذلك الوقت من الدورة الشهرية هو الجراب أو الكيس الذي خرجت منه البويضة، هذا ما يحدث في الأحوال العادية عند الفتيات والنساء الكبار.
أما في فترة البلوغ والسنوات الثلاث الأولى بعد دورة البلوغ فالأمر مختلف، والتعاون بين الغدة النخامية والمبايض لم يكتمل ولا توجد هرمونات من الغدة النخامية لتحفيز ونمو البويضات، وبالتالي لا يوجد تبويض، والهرمون المسؤول عن الدورة الشهرية في الفترة الأولى هو هرمون أستروجين فقط، وهو الذي يغذي بطانة الرحم، وعند نقص هذا الهرمون تتساقط هذه البطانة الضعيفة وتنزل قطرات من الدم قليلة أو كثيرة على شكل دورة شهرية، وهذا يحدث كل شهرين أو ثلاثة أو أكثر أو أقل، وهذا ما يحدث مع أختك الصغيرة تماما، وبالتالي فهذا الأمر طبيعي جدا ولا يوجد ما يدعو للقلق، وبعد مرور السنوات الثلاث الأولى بعد دورة البلوغ ينتظم عمل الهرمونات وتنتظم الدورة الشهرية، ويحدث هذا الأمر بالتدريج وليس مفاجئا، وعلى ذلك فانتظام الدورة الشهرية يأتي أيضا متدرجا وليس بين يوم وليلة، مع ضرورة المحافظة على وزن الفتاة؛ لأن أهم أسباب عدم انتظام الدورة بعد مرور تلك الفترة هو السمنة أو الوزن الزائد.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم لما فيه الخير.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1PlvFnj
تعليقات
إرسال تعليق