ما هي الرقية الشرعية الصحيحة لعلاج السحر؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة أود استشارتكم في شأن والدتي التي أصيبت بالمس من السحر، وقد ذهبنا بها للعديد من الرقاة، وبعضهم قال: أن العمل في الرحم، والبعض الآخر قال: أنه مس عاشق، ودائماً ترى الأحلام بأن أحدا يعتدي عليها، ولا تستطيع أن تجلس بمفردها، وتشعر بأن أشياء تتحرك داخل بطنها، وهذه الأشياء تزداد عند سماع القرآن والرقية، وتشعر كأنها تجري، وإذا جلست بمفردها تبكي ولا تستطيع النوم، رغم أنها تقرأ القرآن باستمرار، ومع العلم أن والدي قد توفي وهي في سن 24 سنة، أي أكثر من 20 سنة.

أعطاها بعض الرقاة حبوباً للقيء، والبعض الآخر كان يقرأ على الماء ثم تشربه وتتقيء، ولم يتمكن أحد من علاجها حتى الآن، فما هي الرقية الصحيحة لعلاجها؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.



الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف السوء عن والدتك، وأن يعافيها من هذا الابتلاء، وأن يردَّ إليها صحتها وعافيتها، وأن يردَّ عنها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظها بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنه مع الأسف الشديد أن كثرة حالات المسِّ تجعل الرُّقاةُ لا يُعطون الوقت الكافي لكل حالة، لأنه يجد أمامه عشرات الحالات في الانتظار، وبالتالي يحاول أن يقرأ قراءة سريعة حتى يستطيع أن يُرضي الجميع، وهذا يأتي على حساب الحالة، ولذلك أنا أنصح بالبحث عن راقٍ عنده وقت وعنده فراغ، لأن هذه الحالات تحتاج إلى قراءة مطوّلة ومُكرَّرة، -وبإذن الله تعالى- لو تمَّ ذلك فسيكون -إن شاء الله تعالى- القضاء على هذه الأشياء التي تعاني منها الوالد.

لكني أنصح بعدة أشياء، خاصة وأن الوالدة فيها خير -كما ذكرتِ- فهي الحمد لله مداومة على قراءة القرآن وغيره:
- أن تحافظ على الصلوات في أوقاتها.
- أن تحافظ على الأذكار التي بعد الصلاة، ولا تتعجَّل.
- وأن تصلي الصلاة باطمئنان وبهدوء، ولا تُصلي صلاة سريعة.
- أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، إذا لم تكن تحفظها من الممكن أن تأتوا بها، وهي كثيرة وموجودة في كتيبات وكتب، وعلى الإنترنت ويمكن طباعتها وسحبها على ورق، تقرأ أذكار الصباح والمساء بانتظام، خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً.
- أن تكون دائمًا محافظة على الطهارة والوضوء قدر الاستطاعة، إذا ما أرادت أن تنام تتوضأ للنوم، وتظل تذكر الله تعالى، وتقرأ أذكار النوم وتواصل الذكر حتى تغيب عن الوعي تمامًا.

أنصح إضافة إلى ذلك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل -هذا المقرئ المشهور- وهي موجودة على الإنترنت، وموجودة أيضًا تُباع في مكتبة ابن القيم -هنا بالدوحة- الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، الرقية الطويلة، لأن هناك رقية قصيرة وهناك رقية تصل تسع ساعات، فأنا أنصح بتشغيلها في البيت، حتى وإن لم تكن مستيقظة أو منتبهة، المهم أن تُقرأ في البيت وتحاول أن تُشغل هذا الجهاز، سواء كان بالمسجل أو بالكمبيوتر أو اللاب توب عن طريق النت -أو غير ذلك-، وبصوتٍ مرتفعٍ تسمعه بوضوح وتنام -بإذن الله تعالى-، مع تكرار هذه الرقية سوف يُخفف الله عنها هذه الآلام -بإذنِ الله-، وقد تذهب تمامًا.

الرقية الشرعية لا يلزم أن تكون من الشخص الراقي نفسه، وإنما قد تكون من الراقي وقد تكون من كتاب، وقد تكون من مسجل أو تكون من أي جهاز آخر، فأنا أنصح باستعمال هذا -بإذن الله تعالى- مع مواصلة البحث عن راقٍ لديه شيء من الوقت، ونحن عندنا في قطر عدد كبير من الرُّقاة، وأعتقد أنك ستجدين -بإذن الله تعالى- شخصًا لديه قدرًا من الوقت يستطيع أن يواصل معكم، خاصة إذا كان الراقي في أطراف الدوحة بعيدًا عن الزحمة الكبيرة في الدوحة -وبإذن الله تعالى- سوف يشفيها الله تعالى، مع مواصلة الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفيها، تدعو لنفسها، وأنتم تدعون لها، وأبشري -بإذن الله تعالى- بالشفاء العاجل لها قريبًا، ونسأل الله أن يصرف عنها كل سوء، وأن يعافيها من كل بلاء، وأن يجزيك عنها خيرًا.

هذا وبالله التوفيق.


via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1E2IW3P

تعليقات