السؤال:
السلام عليكم
طفلي عمره سنة وثمانية أشهر و19 يوما، أخاف عليه جدا من مرض التوحد، لذلك أود استشارتكم.
لا ينطق بأي كلمة سوى (ماما وبابا ونانا ودادا). ولا يستخدمها معنا، ويقولها من ضمن لغة الأطفال أو (البربرة) كما يسمونها، ويقول كلمة (واحد) التي علمته إياها.
يتواصل بصريا بشكل ممتاز معي ومع أبيه ومع كل من يلاطفونه، ضحوك جدا، واجتماعي، ويحب الأطفال، وأنا أعيش في الغربة إلا أنني في زيارة لأهلي منذ (3) أسابيع، ولأول مرة يراهم طفلي، إنه وبعد ساعات قليلة أخذ يقفز على ظهر جدته، وجده، وخاله، ويعانق أولاد خاله، ويضحك معهم عندما يلاعبونه، لكنه لا يستجيب لاسمه في كثير من الأحيان، بل وأحيانا يكون أمامي وليس منشغلا بشيء، ومع ذلك لا يرد على اسمه حتى أصرخ مرات كثيرة، ويعلو صوتي، ومع علو الصوت لا يرد أحيانا، وأحيانا يرد، وفي أحوال أخرى يرد من أول مرة أو ثاني مرة أناديه بها ومن دون رفع صوتي.
أنا واثقة من حركاته، وتتبعه للصوت أن سمْعه بخير، وعندما أقول له: حليب، أو عصير، أو أي شيء يحبه؛ يلتفت فورا ويسرع إلي. لا يعرف أجزاء جسمه، ولا يحفظها، مع أني أحاول منذ فترة تعليمه إياها، وأقول له: أين عينك -وأشير إلى عينه-؟ ومع ذلك لا يستجيب، لكني أقول له في الشارع أحيانا: أين السيارة؟ فيشير إلى السيارات في الشارع.
يفهم الأوامر ويستجيب لها في كثير من الأحيان، وعندما أقول له: تعال، فهو يأتي، وعندما أقول: اجلس. أعطني (الببرونة) افتح البراد واعطني الحليب. ابتعد. اخرج؛ يفهمها جميعا، وهو نشيط جدا، ويحب الحركة، وبدأ المشي بعمر (11) شهرا، ومشيه طبيعي -والحمد لله- ومتوازن.
لديه أخ بعمر (3) شهور، وكان لا يتفاعل معه في البداية، ولم يشعر بالغيرة منه، ولكنه الآن يقترب منه، ويمسك بيديه أحيانا، ويضع أصبعه في فم أخيه، وعندما أضع الصغير؛ لأهزه يحاول أن يبعده، وأشعر أنه ربما يغار منه، لكني لست متأكدة.
يلعب بالسيارات بالشكل الصحيح، ويمشيها على الجدران والأرض، وحتى على أبيه!، علمته حركة (باي) وأن يصافح الناس إلا أنه نادرا ما يقوم بعمل (باي) وأطلب منه كثيرا أن يقوم بها لكنه لا يستجيب ولا يرد.
منذ يومين رأى طفلا في التلفاز يقوم بحركة (باي) فقلده، مع العلم أنه نادرا ما يقلد، وأحاول كثيرا التلفظ بكلمات أمامه وتقطيعها إلى أجزاء إلا أنه لا يكررها خلفي، وأحيانا يصافح الناس، ويحب لعبة الغميضة (بيكابو)، وأحيانا يقوم بتقليدي لها، فيقوم بتغطية عينيه وكشفهما، ويحب لعبة الاستخباء مع والده، ويتبع الأشياء حيث أخفيها، ويحاول إحضارها، ويتسلق الأثاث. ويشعر بالغضب عندما يفشل بتحقيق أمر ما.
عندما أقول له: هات السيارة. يستجيب ويحضرها في كثير من الأحيان، وأقول له: هات المكعبات، أيضا يحضرها ويعرفها، وأحضر الكرة. يعرف جميع هذه الألعاب. أو أقول له: اركب العربة، فيركبها.
يحب الفواكه وغذاؤه بشكل عام جيد، فهو يحب البيض، والحليب، رغم أنه لا يأكل إلا بمشاهدة برامجه المفضلة على قناة (براعم)، كما يحب مشاهدة فيديوهات تعليم الألوان باللغة الإنجليزية، ومشاهدة أغاني الأطفال الإنجليزية، وهذا الأمر يقلقني؛ لأني قرأت أن الطفل الذي تأخر في النطق من الخطأ تعريضه للغة الإنجليزية. فما رأيكم؟
يجيد التقليب بين الفيديوهات في الموبايل، ولا يرتب الألعاب بشكل متوازن، أو يتضايق من تخريبها، يمشي أحيانا قليلا جدا على أطراف أصابعه، وأحيانا يرفرف بيديه، ولا ينزعج أبدا من الأصوات العالية، وأحيانا يضيق عينيه وهو يلعب أو يبكي، لا أعرف لماذا؟
مشكلتي معه هو أنه كثيرا جدا لا يستجيب لاسمه وكأنه لا يسمعه، وأنا متأكدة بأن سمعه جيد جدا، لا يحفظ أجزاء جسده حتى الآن، ولا يشير إليها، ولا يتفاعل معي عندما أحاول أن أعلمه، مع أنه يشير إلى الصور في القصص أو الكتب أحيانا.
وقد أصيب بالصفار بعد ولادته بعدة أيام وقمت بإجراء تحليل الدم، وقيل لي إن نسبته ليست خطرة، واستمر بالنزول حتى اختفى نهائيا بعمر (3) أشهر، وهي مدة طويلة نسبيا، علما أن طفلي الثاني جرى معه الشيء ذاته، وزال عنه الصفار منذ فترة وجيزة، وعمره (3) شهور. لا يقلد الحركات أو الكلام إلا نادرا، ولا يتكلم سوى ما ذكرته بالأعلى. وبدأت بإعطائه (أوميغا 3) منذ خمسة أيام تقريبا. فما رأيكم؟ وهل يعاني من مشكلة ما كنقص في التركيز أو الذكاء مثلا؟ أو هل يعاني من سمات توحدية؟
أشعر أحيانا أنه ذكي، وأحيانا أخرى أشعر أنه متأخر عن أقرانه.
أود رأيكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده اضطراب التوحد، وما وصفت من بعض الصفات كاللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضا لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد ما ورد في سؤالك.
ولا يبدو طفلك يمانع الاحتكاك واللعب بالأطفال أو حتى مع الراشدين الكبار، وكما فهمت أنه يلعب مع الآخرين، ولا يحب أن يبقى بمفرده، فكل هذه صفات يمكن أن توجد عند الطفل الطبيعي.
ومعظم الأطفال أحيانا لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجا في لعب أو هواية ما، فيحاول ألا يستجيب، فلا تقلقي، وخاصة أنه يستجيب عندما تدعينه لما يحب كالحليب والعصير. ولا يبدو من سؤالك أن عنده ضعف تركيز أو ذكاء، أنصحك بمتابعة تطور الطفل، وإذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على طبيب أطفال؛ ليقوم -أولا- بالفحص العام والشامل وخاصة مراحل التطور النفسي الحركي، ولينفي وجود أي شيء جسدي مقلق، كفحص الحواس وغيرها، والغالب أنه لن يجد شيئا، ولكن ليطمئن قلبي.
وأخيرا، ربما يفيد أن تخففي من قلقك، أو على الأقل تحويله لشيء إيجابي كعرض الطفل على طبيب أطفال.
حفظ الله طفلك، وأقرّ أعينكم.
السلام عليكم
طفلي عمره سنة وثمانية أشهر و19 يوما، أخاف عليه جدا من مرض التوحد، لذلك أود استشارتكم.
لا ينطق بأي كلمة سوى (ماما وبابا ونانا ودادا). ولا يستخدمها معنا، ويقولها من ضمن لغة الأطفال أو (البربرة) كما يسمونها، ويقول كلمة (واحد) التي علمته إياها.
يتواصل بصريا بشكل ممتاز معي ومع أبيه ومع كل من يلاطفونه، ضحوك جدا، واجتماعي، ويحب الأطفال، وأنا أعيش في الغربة إلا أنني في زيارة لأهلي منذ (3) أسابيع، ولأول مرة يراهم طفلي، إنه وبعد ساعات قليلة أخذ يقفز على ظهر جدته، وجده، وخاله، ويعانق أولاد خاله، ويضحك معهم عندما يلاعبونه، لكنه لا يستجيب لاسمه في كثير من الأحيان، بل وأحيانا يكون أمامي وليس منشغلا بشيء، ومع ذلك لا يرد على اسمه حتى أصرخ مرات كثيرة، ويعلو صوتي، ومع علو الصوت لا يرد أحيانا، وأحيانا يرد، وفي أحوال أخرى يرد من أول مرة أو ثاني مرة أناديه بها ومن دون رفع صوتي.
أنا واثقة من حركاته، وتتبعه للصوت أن سمْعه بخير، وعندما أقول له: حليب، أو عصير، أو أي شيء يحبه؛ يلتفت فورا ويسرع إلي. لا يعرف أجزاء جسمه، ولا يحفظها، مع أني أحاول منذ فترة تعليمه إياها، وأقول له: أين عينك -وأشير إلى عينه-؟ ومع ذلك لا يستجيب، لكني أقول له في الشارع أحيانا: أين السيارة؟ فيشير إلى السيارات في الشارع.
يفهم الأوامر ويستجيب لها في كثير من الأحيان، وعندما أقول له: تعال، فهو يأتي، وعندما أقول: اجلس. أعطني (الببرونة) افتح البراد واعطني الحليب. ابتعد. اخرج؛ يفهمها جميعا، وهو نشيط جدا، ويحب الحركة، وبدأ المشي بعمر (11) شهرا، ومشيه طبيعي -والحمد لله- ومتوازن.
لديه أخ بعمر (3) شهور، وكان لا يتفاعل معه في البداية، ولم يشعر بالغيرة منه، ولكنه الآن يقترب منه، ويمسك بيديه أحيانا، ويضع أصبعه في فم أخيه، وعندما أضع الصغير؛ لأهزه يحاول أن يبعده، وأشعر أنه ربما يغار منه، لكني لست متأكدة.
يلعب بالسيارات بالشكل الصحيح، ويمشيها على الجدران والأرض، وحتى على أبيه!، علمته حركة (باي) وأن يصافح الناس إلا أنه نادرا ما يقوم بعمل (باي) وأطلب منه كثيرا أن يقوم بها لكنه لا يستجيب ولا يرد.
منذ يومين رأى طفلا في التلفاز يقوم بحركة (باي) فقلده، مع العلم أنه نادرا ما يقلد، وأحاول كثيرا التلفظ بكلمات أمامه وتقطيعها إلى أجزاء إلا أنه لا يكررها خلفي، وأحيانا يصافح الناس، ويحب لعبة الغميضة (بيكابو)، وأحيانا يقوم بتقليدي لها، فيقوم بتغطية عينيه وكشفهما، ويحب لعبة الاستخباء مع والده، ويتبع الأشياء حيث أخفيها، ويحاول إحضارها، ويتسلق الأثاث. ويشعر بالغضب عندما يفشل بتحقيق أمر ما.
عندما أقول له: هات السيارة. يستجيب ويحضرها في كثير من الأحيان، وأقول له: هات المكعبات، أيضا يحضرها ويعرفها، وأحضر الكرة. يعرف جميع هذه الألعاب. أو أقول له: اركب العربة، فيركبها.
يحب الفواكه وغذاؤه بشكل عام جيد، فهو يحب البيض، والحليب، رغم أنه لا يأكل إلا بمشاهدة برامجه المفضلة على قناة (براعم)، كما يحب مشاهدة فيديوهات تعليم الألوان باللغة الإنجليزية، ومشاهدة أغاني الأطفال الإنجليزية، وهذا الأمر يقلقني؛ لأني قرأت أن الطفل الذي تأخر في النطق من الخطأ تعريضه للغة الإنجليزية. فما رأيكم؟
يجيد التقليب بين الفيديوهات في الموبايل، ولا يرتب الألعاب بشكل متوازن، أو يتضايق من تخريبها، يمشي أحيانا قليلا جدا على أطراف أصابعه، وأحيانا يرفرف بيديه، ولا ينزعج أبدا من الأصوات العالية، وأحيانا يضيق عينيه وهو يلعب أو يبكي، لا أعرف لماذا؟
مشكلتي معه هو أنه كثيرا جدا لا يستجيب لاسمه وكأنه لا يسمعه، وأنا متأكدة بأن سمعه جيد جدا، لا يحفظ أجزاء جسده حتى الآن، ولا يشير إليها، ولا يتفاعل معي عندما أحاول أن أعلمه، مع أنه يشير إلى الصور في القصص أو الكتب أحيانا.
وقد أصيب بالصفار بعد ولادته بعدة أيام وقمت بإجراء تحليل الدم، وقيل لي إن نسبته ليست خطرة، واستمر بالنزول حتى اختفى نهائيا بعمر (3) أشهر، وهي مدة طويلة نسبيا، علما أن طفلي الثاني جرى معه الشيء ذاته، وزال عنه الصفار منذ فترة وجيزة، وعمره (3) شهور. لا يقلد الحركات أو الكلام إلا نادرا، ولا يتكلم سوى ما ذكرته بالأعلى. وبدأت بإعطائه (أوميغا 3) منذ خمسة أيام تقريبا. فما رأيكم؟ وهل يعاني من مشكلة ما كنقص في التركيز أو الذكاء مثلا؟ أو هل يعاني من سمات توحدية؟
أشعر أحيانا أنه ذكي، وأحيانا أخرى أشعر أنه متأخر عن أقرانه.
أود رأيكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده اضطراب التوحد، وما وصفت من بعض الصفات كاللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضا لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد ما ورد في سؤالك.
ولا يبدو طفلك يمانع الاحتكاك واللعب بالأطفال أو حتى مع الراشدين الكبار، وكما فهمت أنه يلعب مع الآخرين، ولا يحب أن يبقى بمفرده، فكل هذه صفات يمكن أن توجد عند الطفل الطبيعي.
ومعظم الأطفال أحيانا لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجا في لعب أو هواية ما، فيحاول ألا يستجيب، فلا تقلقي، وخاصة أنه يستجيب عندما تدعينه لما يحب كالحليب والعصير. ولا يبدو من سؤالك أن عنده ضعف تركيز أو ذكاء، أنصحك بمتابعة تطور الطفل، وإذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على طبيب أطفال؛ ليقوم -أولا- بالفحص العام والشامل وخاصة مراحل التطور النفسي الحركي، ولينفي وجود أي شيء جسدي مقلق، كفحص الحواس وغيرها، والغالب أنه لن يجد شيئا، ولكن ليطمئن قلبي.
وأخيرا، ربما يفيد أن تخففي من قلقك، أو على الأقل تحويله لشيء إيجابي كعرض الطفل على طبيب أطفال.
حفظ الله طفلك، وأقرّ أعينكم.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1Jq1XPC
تعليقات
إرسال تعليق