السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة ينتابني الفضول بشان قضية الدعارة، وأريد أن أعرف ما حكم الشرع من الفتيات اللواتي يتخذن الدعارة مهنة، وإذا لم تجد الفتاة أو المرأة مهنة شريفة، وكانت مضطرة لجلب المال من أجل إطعام أولادها أو إعانة أسرتها، فهل يسمح لها بممارسة تلك المهنة؟
وهل يحق لأي شخص أن يطلق لفظ عاهرة على فتاة مثلت هذا الدور في فيلم به بعض اللقطات الجنسية، لكي تظهر معاناة الفتيات اللاتي يقمن بتلك المهنة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wissal حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يُجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- من أنه ينتابك فضول بشأن قضية الدعارة وتريدين معرفة الحكم الشرعي فيمن يمتهن مهنة الدعارة، وإذا لم تجد الفتاة أو المرأة مهنة شريفة وكانت مضطَّرة لجلب المال وإعانة أسرتها، وهل يحق لأحدٍ أن يقول لفتاة عاهرة لأنها مثَّلتْ في فلْمٍ هذا الدور، وقامت ببعض اللقطات الجنسية حتى تُظهر معاناة هؤلاء الفتيات؟
أقول لك -يا بُنيتي-: إن الله تبارك وتعالى -جل جلاله- أحلَّ الحلال وحرَّم الحرام، وهناك محرمات كبرى حرَّم الله -تبارك وتعالى- على المسلم أن يقع فيها، ومنها جريمة الزنى حتى ولو كانت لمرة واحدة، أما أن تُمارس فتاة أو امرأة مسلمة مهنة الدعارة فهذا من الإفساد في الأرض، ولها عقاب عظيم وعذاب أليم يوم القيامة، لأن هذا إفساد -يا بُنيتي- ليس مجرد شهوة تنتهي، وإنما هذا من الفساد الذي بيَّن الله -تبارك وتعالى- خطورته على الإنسانية جمعاء.
ولذلك عندما كان قومُ لوطٍ يفعلون الفاحشة بتوسُّعٍ كانت النتيجة أن الله عاقبهم عقابًا لم يُعاقبه أحدًا من العالمين، بل وفي آخر الآيات التي تكلَّمَ فيها عن عذاب قوم لوط، قال: {وما هي من الظالمين ببعيدٍ}، أي كل من ظلم نفسه بشيءٍ من هذا فإنه سوف يقع عليه من العقاب ما الله به عليم.
ولعلك لا تعلمين -يا بُنيتي- أن مرض الإيدز الذي أصاب الإنسانية سببه امتهان هذه المهنة الفاسدة والوقوع في الحرام، والزنى حقيقة -يا بُنيتي- لا تُحلُّه ضرورة أبدًا، فكونها تمتهن مهنة من أجل أولادها هذا ليس صحيحًا، تستطيع أن تتسوَّل، فالتسوُّل أهون في الشرع مليون مرة من أن تأكل بثديْيها؛ لأن العرب يقولون: (تموت الحُرَّةُ ولا تأكل بثدييها)، فهذه المهنة مهنة المفسدين في الأرض، الذين يصدون عن سبيل الله ويدمِّرون شباب الأمة ورجالها، ويُفسدون الرجل على امرأته، ويُفسدون الأخ على أخيه، والابن على أبيه، والولد على أمه، فهذا من الإفساد العظيم، الذي تُطبق عليه أشد أنواع العقوبات في الإسلام.
هل يحق لأحدٍ أن يقول لفتاة أنت عاهرة لأنها قامت ببعض اللقطات الجنسية؟
لا يوجد هناك مبرر لأن يقوم الإنسان بالمعصية إلَّا إذا كان مضطرًا، بمعنى أنه إذا لم يفعل سوف يُقتل، أما كونها تمتهن هذه المهنة من أجل الأموال أو من أجل التمثيل أو من أجل أنها مضطرة لجلب الطعام لأولادها، هذا كله لا يجوز شرعًا بحال من الأحوال، لأن قضية ممارسة الدعارة -يا بُنيتي- ليست مجرد زنىً، وإنما هذا فساد في الأرض، لأن هذا احتراف للحرام، واحتراف للمنكر، وتدمير للقيم، وتدمير للمبادئ، وتدمير للأخلاق، وإفساد للأسر وإفساد للبيوت، لأن الرجال عندما يرون أن هذا الأمر سهل قد لا يفكر الرجل في أن يتزوج، وقد يخون الرجل امرأته، وقد يُبتلى بأمراضٍ ينقلها إلى أهله، ولذلك هذه ليست معصية عادية، وإنما هذه من عظائم الذنوب ومن كبار الجرائم التي يُعاقب الله عليها عقابًا عظيمًا يوم القيامة، ولا تُحِلُّها ضرورة، لا تمثيل فلم أو القيام بدورٍ من أجل إظهار المعاناة، ولا أن تفعل ذلك من أجل إطعام أولادها، حتى ولو كانوا سيموتون جوعًا، فهذه من المهن المحرمة جدًّا، والتي سيُعاقب الله -تبارك وتعالى- فاعلتها بكل إنسان نام معها.
وعليك -ابنتي الكريمة- أن تنصحيها بأن هذه جريمة ومعصية لا تحلها ضرورة أبدًا، وأنه لا يجوز لأي إنسان عاقل أن يهلك نفسه حتى ينقذ الآخرين، فهذا منطق مرفوض وغير مقبول، ولا يجوز بحال أن يُلقي الإنسان نفسه في النار حتى يُنقذ شخصًا آخر، أو حتي يساعد في عرض مشكلته أو لفت نظر الناس إليه، وعليك أن تُصححي لديها هذا الفهم الخاطئ وأنه محرم شرعًا مهما كانت الغاية أو الهدف.
هذا وبالله التوفيق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة ينتابني الفضول بشان قضية الدعارة، وأريد أن أعرف ما حكم الشرع من الفتيات اللواتي يتخذن الدعارة مهنة، وإذا لم تجد الفتاة أو المرأة مهنة شريفة، وكانت مضطرة لجلب المال من أجل إطعام أولادها أو إعانة أسرتها، فهل يسمح لها بممارسة تلك المهنة؟
وهل يحق لأي شخص أن يطلق لفظ عاهرة على فتاة مثلت هذا الدور في فيلم به بعض اللقطات الجنسية، لكي تظهر معاناة الفتيات اللاتي يقمن بتلك المهنة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wissal حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يُجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- من أنه ينتابك فضول بشأن قضية الدعارة وتريدين معرفة الحكم الشرعي فيمن يمتهن مهنة الدعارة، وإذا لم تجد الفتاة أو المرأة مهنة شريفة وكانت مضطَّرة لجلب المال وإعانة أسرتها، وهل يحق لأحدٍ أن يقول لفتاة عاهرة لأنها مثَّلتْ في فلْمٍ هذا الدور، وقامت ببعض اللقطات الجنسية حتى تُظهر معاناة هؤلاء الفتيات؟
أقول لك -يا بُنيتي-: إن الله تبارك وتعالى -جل جلاله- أحلَّ الحلال وحرَّم الحرام، وهناك محرمات كبرى حرَّم الله -تبارك وتعالى- على المسلم أن يقع فيها، ومنها جريمة الزنى حتى ولو كانت لمرة واحدة، أما أن تُمارس فتاة أو امرأة مسلمة مهنة الدعارة فهذا من الإفساد في الأرض، ولها عقاب عظيم وعذاب أليم يوم القيامة، لأن هذا إفساد -يا بُنيتي- ليس مجرد شهوة تنتهي، وإنما هذا من الفساد الذي بيَّن الله -تبارك وتعالى- خطورته على الإنسانية جمعاء.
ولذلك عندما كان قومُ لوطٍ يفعلون الفاحشة بتوسُّعٍ كانت النتيجة أن الله عاقبهم عقابًا لم يُعاقبه أحدًا من العالمين، بل وفي آخر الآيات التي تكلَّمَ فيها عن عذاب قوم لوط، قال: {وما هي من الظالمين ببعيدٍ}، أي كل من ظلم نفسه بشيءٍ من هذا فإنه سوف يقع عليه من العقاب ما الله به عليم.
ولعلك لا تعلمين -يا بُنيتي- أن مرض الإيدز الذي أصاب الإنسانية سببه امتهان هذه المهنة الفاسدة والوقوع في الحرام، والزنى حقيقة -يا بُنيتي- لا تُحلُّه ضرورة أبدًا، فكونها تمتهن مهنة من أجل أولادها هذا ليس صحيحًا، تستطيع أن تتسوَّل، فالتسوُّل أهون في الشرع مليون مرة من أن تأكل بثديْيها؛ لأن العرب يقولون: (تموت الحُرَّةُ ولا تأكل بثدييها)، فهذه المهنة مهنة المفسدين في الأرض، الذين يصدون عن سبيل الله ويدمِّرون شباب الأمة ورجالها، ويُفسدون الرجل على امرأته، ويُفسدون الأخ على أخيه، والابن على أبيه، والولد على أمه، فهذا من الإفساد العظيم، الذي تُطبق عليه أشد أنواع العقوبات في الإسلام.
هل يحق لأحدٍ أن يقول لفتاة أنت عاهرة لأنها قامت ببعض اللقطات الجنسية؟
لا يوجد هناك مبرر لأن يقوم الإنسان بالمعصية إلَّا إذا كان مضطرًا، بمعنى أنه إذا لم يفعل سوف يُقتل، أما كونها تمتهن هذه المهنة من أجل الأموال أو من أجل التمثيل أو من أجل أنها مضطرة لجلب الطعام لأولادها، هذا كله لا يجوز شرعًا بحال من الأحوال، لأن قضية ممارسة الدعارة -يا بُنيتي- ليست مجرد زنىً، وإنما هذا فساد في الأرض، لأن هذا احتراف للحرام، واحتراف للمنكر، وتدمير للقيم، وتدمير للمبادئ، وتدمير للأخلاق، وإفساد للأسر وإفساد للبيوت، لأن الرجال عندما يرون أن هذا الأمر سهل قد لا يفكر الرجل في أن يتزوج، وقد يخون الرجل امرأته، وقد يُبتلى بأمراضٍ ينقلها إلى أهله، ولذلك هذه ليست معصية عادية، وإنما هذه من عظائم الذنوب ومن كبار الجرائم التي يُعاقب الله عليها عقابًا عظيمًا يوم القيامة، ولا تُحِلُّها ضرورة، لا تمثيل فلم أو القيام بدورٍ من أجل إظهار المعاناة، ولا أن تفعل ذلك من أجل إطعام أولادها، حتى ولو كانوا سيموتون جوعًا، فهذه من المهن المحرمة جدًّا، والتي سيُعاقب الله -تبارك وتعالى- فاعلتها بكل إنسان نام معها.
وعليك -ابنتي الكريمة- أن تنصحيها بأن هذه جريمة ومعصية لا تحلها ضرورة أبدًا، وأنه لا يجوز لأي إنسان عاقل أن يهلك نفسه حتى ينقذ الآخرين، فهذا منطق مرفوض وغير مقبول، ولا يجوز بحال أن يُلقي الإنسان نفسه في النار حتى يُنقذ شخصًا آخر، أو حتي يساعد في عرض مشكلته أو لفت نظر الناس إليه، وعليك أن تُصححي لديها هذا الفهم الخاطئ وأنه محرم شرعًا مهما كانت الغاية أو الهدف.
هذا وبالله التوفيق.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1USrL99
تعليقات
إرسال تعليق