أعاني من كثرة النوم والخمول، ما الحل؟

السؤال:
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين، ووفقكم لما فيه صلاح العباد والبلاد.

يا دكتور: أنا أنام لفترات طويلة جدا تصل لـ(12) ساعة، وبعد النوم أشعر بتعب شديد (ضعف في العضلات) وبعد ساعة أو ساعتين عندما أريد أن أقرأ –مثلا- أنام ساعة أو ساعتين، وعندما تريد أمي أن توقظني في أيام الدوام توقظني بصعوبة جدا، وتصبح غاضبة جدا.

هذه الحالة منذ سنتين ونصف بل أكثر، وأصبحت سطحية بالنسبة لي قبل شهرين تقريبا، وأي ظاهرة أعتقد أنها مشكلة ومرض يحتاج إلى علاج، وأنا معروف بالخمول والكسل عند معارفي وأصحابي (منذ سنتين ونصف).

ذهبت للطبيب مؤخرا، ووصف لي دواء (ريتالين) فما هو الداء؟ وما هو الدواء برأيك أنت؟ (الشافي هو الله, إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء) هل تنصحني بالاستمرار على هذا الدواء؟ وهل له أعراض جانبية؟

لقد تناولت منه قرصا واحدا، وأريد أن أتركه وأستمر برياضة الجري، وهل إذا أخذت الدواء أمتنع عن الجري؟ علما أن الطبيب وصف الدواء لي مساء قرصا واحدا لعشرة أيام، ثم صباحا ومساء عشرين يوما، ثم أمرني بالمقابلة بعد شهر، وهل هذا الدواء يعد من المخدرات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ليث حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوم الكثير نهارا قد يكون له علاقة بعدم وضوح الأهداف، وعدم وجود عمل أو دراسة، والسهر دون داع ليلا، وبالتالي يغلب النوم نهارا، والاعتماد على وجود من يقوم بإيقاظك، وبالتالي يظل العقل الباطن في حالة من الخمول والكسل، والاطمئنان أن أحدا سوف يقوم بالعمل، وتجهيز طعام الإفطار، وترتيب الغرفة، وتحضير ملابس الخروج، وما عليك سوى وضع جسمك داخل الثياب والخروج!

هذا –للأسف- ما يفعله الكثير من الشباب، ويترك كل مسؤولية الأسرة على الوالد والوالدة؛ لأنهما من أنجبا الأسرة، وبالتالي تقع المسؤولية عليهما وحدهما، وهذا خطأ فادح يرتكبه الآباء بتحمل كامل المسؤولية، ويرتكبه الأبناء بعدم تحمل المسؤولية مبكرا، والمفروض أن يدفع الآباء أبناءهم دفعا لتحمل جزء من مسؤولية البيت، والمشاركة في تربية الإخوة الصغار.

وهناك حالة مرضية من اضطراب النوم تسمى (Narcolepsy) حيث تزداد فترة النوم النهاري على الرغم من النوم ليلا، ويصاحب تلك الحالة خمول وكسل شديد، وحالة من الاكتئاب.

دواء (ريتالين) يستخدم في علاج بعض الأمراض المرتبطة بتشتت الانتباه وفرط الحركة، خصوصا في الأطفال والمراهقين، من خلال ضبط الهرمونات والموصلات في المخ، وعلى رأسها هرمون (سيروتينين) ولا بأس من تناوله، ولكن يجب إعادة التفكير في نمط الحياة، وتسجيل ما يمكن عمله في المنزل وخارجه، والحرص على أداء ذلك بكل جدية ورغبة في المساعدة للأسرة.

مع ضرورة فحص صورة الدم (CBC) وفحص وظائف الغدة الدرقية (TSH & Free T4) وفحص فيتامين (د)، وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحليل، وكثيرا ما نجد من يعاني من المشاكل في النوم والخمول والكسل بأن لديه فقر دم، وكسلا في وظائف الغدة الدرقية، ونقصا في فيتامين (د) وفيتامين (ب) المركب، ومع العلاج تتحسن الأمور كلها إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.


via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1KvbBv6

تعليقات