اكتشفت خيانة زوجي وانحراف سلوكه، فكيف أتعامل معه؟

السؤال:
السلام عليكم.

عمري 22 سنة، متزوجة منذ 6 أشهر، وزوجي عمره 32 سنة، وقد كان معروفا عنه كثرة السفر مع أصحابه، وكنت أعلم بذلك، ورغم ذلك وافقت على الزواج منه، وكانت نظرتي إيجابية لهذا الموضوع، ولم أفكر في أي شيء سلبي.

تزوجته وعشت بداية حياتي معه بسلام، عانيت من بعض الخلافات البسيطة حتى في شهر العسل، اختلفنا أكثر من مرة بحكم أننا لا نعرف طبائع بعضنا جيدا، فقد كانت فترة عقد القران قصيرة، لم نستطع من خلالها أن نفهم بعضنا، وكانت تنتهي الخلافات على خير.

أحببته من قلبي، وكنت أراه ملكا نزل من السماء، إلى أن جاء اليوم الذي تحطم فيه كل شيء جميل في حياتي، وكان ذلك في الخامس من رمضان، حيث كان زوجي مستعدا لصلاة الفجر، فأخذ يتحدث مع صديقه بالجوال ويمزح ويضحك، مما جعلني لم أرتح للمحادثة، ثم بعد انتهاء المحادثة عاد واتصل مرة أخرى، وكانت مكالمة مبهمة، وسمعته يخطط لسفرة جديدة، فسألته من يكون المتصل، أخبرني أنه شخص تعرف عليه في أندونيسيا.

عندما ذهب زوجي إلى الصلاة، فتشت الجوال، ووجدت محادثة تدل على أنه يسافر لأسباب مشبوهة، كما وجدت محادثات قديمة له مع أندونيسيات منذ 2012، 2013م، فصعقت من هول المفاجئة، ولا أستطيع أن أصدق أنه يفعل ذلك، ولكن الأمور واضحة، لم أواجهه، وكتمت الأمر، لكنني لم أعد أطيقه، وقد لمح في مرة أنه سيسافر مع أصحابه، فرفضت، فاختلفنا، فغضب وخاصمني.

أشيروا علي، ما هو التصرف الصحيح المطلوب مني؟ هل أكمل معه حياتي؟ لا أستطيع أن أنسى ما فعل، ولا أستطيع أن أعيش معه حياة طبيعية، وكيف أمنعه من السفر؟ لأنني لم أعد أثق فيه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونتمنى أن لا تضعفي بل كوني عونا لزوجك على الاكتفاء بالحلال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الخير والآمال.

رغم تقديرنا للصدمة إلا أننا نرفض الاستسلام للإحباط، واستعيني بالله وتعرفي على ما يبحث عنه، وثقي بأنك الأجمل عنده، وقد اختارك رغم معرفته بالنساء، فكوني له عروسا متجددة، واقتربي منه وأقبلي عليه، واجعلي بيتك جاذبا وفراشك ناعما، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، وثقي بأن من يصلي الفجر فيه الخير الكثير، وبالصلاة والدين يجبر الخلل والتقصير، فاربطيه بالله وذكريه بمراقبته سبحانه في السر والعلن، واجتهدي في أن تكوني صديقته وزوجته وصاحبة أسراره.

ولا مانع من أن تطالبيه بأن يأخذك معه في أسفاره، ووضحي له حبك، وخوفك عليه لا منه، ولا تظهري له أنك لا تصدقيه ولا تحسني به الظن، وتوقفي عن التجسس على هاتفه، واجتهدي في حمايته من السقوط، واعلمي أن توفر الحلال من أهم ما يغني عن الحرام.

وأرجو أن تعلمي أن التعارف بين الرجال سهل، وإن اختلفت الجنسيات، ومعرفة الرجال كنز، ولكن المطلوب هو التقرب إلى الأخيار، والمرء حيث يضع نفسه، وقد قال الفاروق عمر: ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر، فشجعيه على مصاحبة الأخيار، واعلمي أنك أول من ينتفع بصحبته للطيبين.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر والتعامل مع الوضع بحكمة وحنكة وحزم، ونسعد بتواصلك مع موقعك للتشاور، ونذكر بأن رسالتك كبيرة ودورك كبير في الأخذ بيده، ونسأل الله أن يقر عينك بتوبته وصلاحه واستقامته، ونكرر لك الشكر على التواصل مع موقعك، ونتشرف بإفادتنا بالخطوات الجديدة التي نتمنى أن يكون الستر عليه، والتعرف على نمط شخصيته، والتوجه إلى ربك وربه، أساسيات وثوابت في التعامل مع الوضع، ونسأل الله أن يهدي الشباب، وأن يبعدهم عن الفواحش، وأن يغنيهم بالحلال عن الحرام.


via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1WDXlcH

تعليقات