أشعر بالذنب بعد محادثة شاب ونصحه في أمر خطبته لصديقتي

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (24) سنة، ملتزمة -بفضل الله-، مشكلتي في التعامل مع الشباب، لم أتحدث مع أي شاب أبداً، وحريصة على الالتزام، وأحافظ على حدود التعامل والعلاقة بين الشاب والبنت، حتى لو كان الحديث على الإنترنت.

حدث معي أمر أثار قلقي هذه الأيام، عندي صديقة ملتزمة، وهناك أخ ملتزم أعرفه من بعيد يريد التقدم لها، تحدثا مع بعضهما حول موضوع الخطبة، فحدث سوء تفاهم، فأردت التدخل بالحسنى والإصلاح علني أكون سبباً في زواجهما.

عندما تحدثت مع الأخ أحسست بأنني ارتكبت ذنباً، وهو حديثي مع رجل أجنبي عني، علماً بأننا لم نتحدث إلا فيما يرضي الله، ولم نتجاوز الحدود، شعرت بأنه يفضفض لي بما يضيق صدره من إعراض صديقتي عن الكلام عنه لأهلها، وطلب مني الدعاء له، فوجدت نفسي أنصحه.

هل ارتكبت ذنباً؟ وماذا يجب أن أفعل إن كنت مذنبة? لقد أقفلت صفحة الفيس بوك نهائياً، لكنني ما زلت قلقة وأشعر بالذنب، ويراودني شعور دائم بأنه لا فرق بيني وبين من تحادث الشباب فكلتانا تحدثت مع رجل أجنبي.

أحتاج إلى النصيحة، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكما يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبت على الحق، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أبنتنا الفاضلة أميرة-، فأنا حقيقة في غاية السعادة والسرور أن أرى في أمة النبي الكريم المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- فتاة مثلك، تحرص على مرضاة مولاها تبارك وتعالى، وإغلاق كل أبواب الفتن والشبهات، حتى وإن كان الأمر صغيراً، وجرى بها عادة السواد الأعظم من الفتيان والفتيات فبارك الله فيك –يا بنيتي-، وثبتك الله على الحق، وكم أتمنى أن تظلي على ما أنت عليه من العفة والفضيلة، وإغلاق منافذ الشيطان قاطبة حتى يمن الله تبارك وتعالى عليك بزوج صالح طيب مبارك يستحقك، ويكون عوناً لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما دار بينك وبين هذا الشاب؛ فإن الكلام في أصله ليس حراماً، الكلام بين الرجال والنساء ليس حراماً، لذلك قال الله تبارك وتعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، فإذا كان الكلام كلاما عادياً فهو ليس فيه شيء غالبا، إلا إذا لم يكن للكلام أي داع، خاصة في مراحل السن التي أنت فيها، على اعتبار أنك ما زالت فتاة لم تتزوجي، والشاب الذي تكلم معك غالباً ما يكون حاله كذلك، فهذا الأمر قد يكون مداعاة فعلاً لدخول الشيطان بينكما، والكلام في أوله غالباً يكون كلاما مباحا، وقد يكون كلاما شرعيا، ولكن مع تكرار الكلام يحدث هناك نوع من الألفة القلبية والميل القلبي الداخلي دون أن يشعر الإنسان، ثم فجأة بعد فترة يكتشف أنه أصبح متعلقاً بالطرف الآخر.

وهذا الذي يحدث غالباً -ابنتي الفاضلة- مع كل الناس، أن الكلام يبدأ بالكلام العادي، ثم بعد ذلك مع تكرار الكلام يحدث هناك نوع من الألفة، فإذا ما غاب الشخص عن الكلام أو توقف يشعر الإنسان بنوع من الفراغ، فإغلاقك لهذا الباب نهائياً رحمة من الله تبارك وتعالى لك حتى لا تتعلقي بشخص ليس لك بزوج، وليس من حقه أيضاً أن تتعلقي به، وليس من حقك أنت كذلك.

لذا أرى -بارك الله فيك- أن هذا الذي حدث أمر عادي -إن شاء الله تعالى-، وليس فيه شيء، ولكن نحن في غنى عن هذا الأمر وعليك بإغلاق الباب كما فعلت، واستمري في ذلك، واسألي الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بالزوج الصالح الطيب المبارك، ويكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأكرر دعائي لك بالتوفيق والسداد، وأن يمن عليك بزوج صالح يستحق هذا الجوهرة الجميلة الرائعة التي ملئ الله قلبها محبة له وخوفاً منه سبحانه، فأنت تذكريننا بابنت صاحبة اللبن الذي تقول إذا لم يكن عمر يرانا فإن رب عمر يرانا.

أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يثبتك على ما أنت فيه من الخير والعفة، وأن يعينك على الاستمرار على ذلك، وأن يمن عليك بخيري الدنيا والآخرة إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.


via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1JGvqAT

تعليقات