ما حدود التعامل والكلام بين الخطيبين؟

السؤال:
أنا طالب في كلية الهندسة، أحببت ابنة عمي، ولكن من شدة حبي لها لم أخبرها، وطلبت من أمي أن تكلم والدتها، ثم تحدث والدي مع والدها، وقد وافقت، واتفقنا على أن نجعل الخطبة بعد 3 سنوات من الآن إن شاء الله، ثم الزواج بعد التخرج بسنتين.

أنا قبل معرفة والديها لم أتحدث معها، ولكن الآن أتحدث معها ولكن في حدود الاحترام، وفي حدود ما يرضي الله تعالى، وافق والدها وقال: إننا لن نعلن هذا الأمر حتى الخطبة، ولكن من يعلم هم أهلنا المقربون فقط.

أنا الآن عندي عدة أسئلة الرجاء الإجابة عليها:
1- أنا أحبها لدرجة شديدة، لدرجة أني أخاف جدا -وهذا الموضوع يزعجني جدا- أن أصبح يوما فأجد نفسي لا أحبها، فهل من علاج لهذا الوسواس؟

2- نحن عندما نتحدث معا نتحدث في مواضيع عادية جدا، مثل: الدراسة، الأخبار الجديدة، يعني الصحة، وهكذا... وقليلا ما نتحدث في أمور الحب، وعندما نفعل يكون في حدود...، مع العلم أن والدينا يعلمون بكلامنا وحديثنا، فهل هذا خطأ؟

3- أنا أعيش في مكان بعيد عنها بسبب دراستي، وأخشى أن تفتر علاقتنا، فهل من حل؟

4- هل الشائعات: بأنك يجب أن تتزوج ممن هي أصغر منك هو الصواب وغير ذلك هراء؟

لكم فائق الاحترام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوعٍ، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الطلبة المتميزين، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الفاضل محمَّد- أحب أن أقول لك: إن الاشتغال بالحب في هذه المرحلة خطير جدًّا على مستقبلك، فإنك إذا أعطيت تفكيرك كله لهذه القضية صدِّقني لن تظلَّ متميزًا، ولن تُحقق ما تحتاج إليه.

ومن هنا فإني أقول لك: إن الحُبَّ ميلٌ قلبي، لا يستطيع الإنسان أن يتحكَّم فيه، وأنا معك في هذا، ولكن المبالغة في الاتصالات والخوف والهلع الشديد، والخوف من أن العلاقة تنتهي بينك وبينها، ولذلك تتكلم معها يوميًا، وتتكلم معها في أمور الحب مع أمور عادية: هذا الكلام كله أتمنى أن تُخفف منه إلى أبعد حد، صدقني لو أنك رجل فاشل لن تقبلك هذه الأخت مطلقًا، ألست معي في ذلك يا مُحمَّد؟ لو أنك لم تنجح في الهندسة فأبوها وأهلها لن يوافقوا عليك، الآن يوافقون؛ لأنك ستكون مهندسًا، ولكن لو انشغلت بها الآن عن مستقبلك، ولم تنجح؛ والله لن يسألوا عنك، ولن يُلقوا لك بالاً، ويعتبرونها خسارة فيك.

ولذلك أرجوك -بارك الله فيك- ألا تُعطي مساحة كبيرة لهذه العلاقة، حددِّ موعدًا معينًا ما دام هناك اتفاق بينك وبين أهلها، وإن كنتُ لا أرى أن هذا الاتفاق صحيح؛ لأن الاتفاق حاليًا ليس اتفاقا شرعيا؛ لأنها ليست زوجة لك، ولذلك أتمنى أن يكون الكلام قليلاً جدًّا، ولا يحمل أي مسائل عاطفية الآن، وإن أغلقت هذا الكلام معها ما دام أهلها الآن على علم بأنك تقدَّمت لها، ووافقوا على ذلك، أرى -بارك الله فيك- أن تُغلق هذا الباب نهائيًا، تتفق معها على أن تتكلما -مثلاً- كل شهرٍ مرة أو مرتين، كلامٌ خفيفٌ، (السلام عليكم، وعليكم السلام، ما أخبارك؟) كأقصى شيءٍ أجازه بعض أهل العلم؛ لأن الآن هي ليست لك زوجة؛ وبالتالي لا يجوز لك أن تتكلم معها، كأي امرأة أخرى وأي فتاة في الجامعة معك أو في الشارع.

نعم، تقول: أنا في مصر والناس يتكلمون بحريَّة وطلاقة، وليس بينهما أي رابط شرعي، أقول أنا: هذا الواقع ليس دينا، هذا واقع خاطئ وليس شرعيًا -ولدي-، هل إذا علمت أن أختك لها علاقة مع إنسان وتبادله الحب والغزل، هل أنت تقبل هذا لنفسك يا مُحمَّد؟ تقبل لأختك أن تُقيم علاقة مع إنسان أجنبي عنها يضحك عليها، ويتكلم معها في العواطف والمشاعر؟ أعتقد أنك رجلٌ حُرٌ عربيٌ أصيلٌ لن تقبل ذلك، فما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك.

لذا حتى وإن كانت ابنة عمِّك، حتى وإن كان أهلها قد وافقوا على خطبتك لها، إلا أن هذا كله يبقى غير شرعي يا ولدي.

أرى -بارك الله فيك- أن تقول لها الآن: نحن الآن وافق الأهل على الارتباط، لكن كما تعلمين نحن في دراسة، أنا لا أريد أن أعطلك ولا تعطليني، حتى أصبح مهندسًا ناجحًا، أستحقك في المستقبل، لأني لو لم أنجح في دراستي لن تقبليني زوجًا لك.

ومن هنا أقول: ركّز -ولدي محمَّد- على هذا، الناس يُريدونك مهندسًا كبيرًا، وصدِّقني لو فشلت لن يقبلوك حتى ولو ألقيت السلام عليهم، فركز على دراستك وعلى دينك، وأن تتفق معها على ألا يكون بينكما أي كلام من أجل الله تعالى، واعلم أن من تعجَّل الشيء قبل أوانه عاقبه الله بحرمانه، واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، واعلم أن من عفَّ نفسه عن شيءٍ في الحرام ناله في الحلال. فاترك هذا الأمر، وأغلق هذا الباب، والتفت لدراستك وعلاقتك بربك، واتفق معها على أن تتوقفا توقيفًا كاملاً من أجل الله؛ حتى لا يُعاقبكم الله بالحرمان في المستقبل، وأبشر بالخير كُلِّه.

هذا، وبالله التوفيق.


via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1G5fjO9

تعليقات