هل مشكلتي نفسية أم مرض بالقلب أم هي أعصاب وعضلات؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحية وشكركم على مجهوداتكم، في البداية سأكتب سيرتي المرضية من البداية:

عمري 30 وغير متزوج، عندي إجهاد وتعب مستمر منذ أكثر من سنة، لكن في الأربعة الأشهر الأخيرة زاد، مع أنني لا أعمل، وتأتيني حالات أحس فيها بعدم وجود طاقة أبدًا حتى لو أكلت، كأنني صائم، ودائمًا أقوم من النوم متعب مع أنني أنام كثيرًا.



جاءني قبل ثلاثة أشهر صداع وآلام في الظهر والرقبة، حتى مع النوم لا أرتاح، وفي الصبح ظهري يتعبني، وأتقلب كثيرًا؛ لأريحه.



وصف لي الطبيب برقبالين، وباكلوفين لمدة شهر، فخفت الآلام مع العلاج، وبنفس الوقت أحسست بنشاط، وقلت: سأنزل وزني، ومارست الرياضة لمدة أربعة أيام بأفضل حال دون متاعب، وفي اليوم الخامس لم أمارس الرياضة، وفي الليل أحسست بخفقان بالقلب من دون سابق إنذار، ووضعت يدي على الوريد، وشعرت بالنبض، وفجأة أحسست أن النبض توقف، وأحسست بهبوط في جسمي كله؛ خفت وجاءتني نوبة هلع، وتسارعت نبضات قلبي، جلست لمدة شهر في مخاوف، ورحت لطبيب الباطنة وعملت تخطيطاً وتحاليل، ويقول: كل شيء سليم ما عدا فيتامين د، وإنزيمات الكبد زيادة، وعملت تحاليل كبد، وكانت سليمة والحمد لله.



وصف لي فيتامين د في دي 3، ووصف أيضًا بروزاك؛ لأنه شك أن الذي عندي أوهام، استعملت البروزاك وسببت لي نوبات هلع توقظني من النوم؛ فتركتها، وأحيانًا أقوم من النوم وعندي زيادة في ضربات القلب.



صار يأتيني خفقان، ومرات أحس بتعب تحت البلعوم، يجيء لمدة ثوان تعب وخفقان من دون ضيق تنفس، وآلام في منتصف الصدر إلى اليسار، وأحيانًا بعد الأكل أحس بثقل في الصدر وبتعب وخفق ناحية القلب عندما أضحك.



وجلست أسبوعين ويأتيني أحياناً ضيق في التنفس (ليس صفيرا) وتعب كثير، دقات القلب عندي في وقت الراحة كانت تصل 90 في الدقيقة، والآن من 60 إلى 70، مع أنني بدين، ولست رياضياً.



ملاحظة: جاءتني أعراض مشابهة لهذه الأعراض مرتين قبل هذا وبالتحديد عند ممارسة الرياضة؛ لكي أنزل وزني، وأيضًا يأتيني خدر في يدي اليسرى واليمنى منذ أكثر من سنتين عند النوم، وتزيد عند الاحتلام، وتتخدر يداي كاملة إلى الكتف، وإرهاق ليوم كامل، فماذا ترى؟ هل مشكلتي لها صلة بالقلب أم الأعصاب والعضلات أو هي نفسية؟ وهل هناك ارتباط بين أمراض الأعصاب والعضلات؟ وهل تؤثر على القلب؟ وهل هناك خوف من ممارسة الجري؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

أنت قمت بكل الإجراءات الطبية الصحيحة حين هجمت عليك هذه الأعراض، وقد قابلت الأطباء، وقمت بالفحوصات اللازمة، وأعطاك الطبيب عقار (باكلوفين baclofen) وهو دواء ممتاز جدًّا لعلاج الآلام الجسدية، لكنه قد يؤدي إلى التعود في بعض الأحيان، لذا دائمًا ننصح الناس بأن تكون هناك محاذير حول استعماله.



أخِي الكريم: من الواضح جدًّا أنه أتتك نوبة هلع وفزع، تسارع ضربات القلب، مع شيء من الخوف الحاد، هذا هو نوبة الهرع والفزع، وهذه النوبات بعد أن تُجهض وتنتهي وتتلاشى يدخل الإنسان فيما نسميه مرحلة القلق التوقعي الوسواسي، أي أن الإنسان يكون متوجسًا دائمًا حول أعراضه، مما يؤدي إلى ما نسميه بالحالة النفسوجسدية.



هنالك عضلات في الجسم تتأثر جدًّا بالحالة النفسية، ومنها عضلات الصدر، والأعصاب، وأسفل الظهر، والرأس، لذا يحسُّ كثير من الناس بآلام وتقلصات، يحسبون أنها عضوية، وهي ليست عضوية، هي ناتجة من الحالة النفسية، حتى وإن كان قلقًا بسيطًا أو فزعًا.



أيها الفاضل الكريم: حالتك ليست مرضًا في القلب، وليست مرضًا في الأعصاب أو العضلات، إنما تقلص عضلي يحدث لك نتيجة التوتر النفسي.



فيا أخِي الكريم: العلاج بسيط جدًّا، ممارسة الرياضة تعتبر أمرًا ضروريًا يصل إلى مرحلة الوجوب في حالتك؛ لأنها وسيلة علاجية محترمة، وقد أُثبت أن الرياضة تؤدي إلى إفراز مواد كيميائية مهمة جدًّا، منها مادة تعرف باسم (BDNF) وهذه هي المادة التي تؤدي إلى نمو وتنشيط خلايا الدماغ؛ مما ينتج عنه الراحة النفسية والاسترخاء، والشعور بالحيوية، وزوال الإجهاد النفسي أو الجسدي، هذا خط علاجي أساسي.



تنظيم الوقت، ممارسة تمارين الاسترخاء، هذا كله علاج وعلاج مهم جدًّا، وأعتقد أن هذا هو الذي يُناسبك.



بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك علاج متميز يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) أعتقد أنه مع جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أو ما يعرف تجاريًا (جنبريد genprid) في المملكة العربية السعودية، ستكون هي الأدوية المثالية بالنسبة لك، السبرالكس هو العلاج الأساسي، الدوجماتيل هو العلاج المساعد أو المدعم، ولن تحتاج لها أبدًا لفترة طويلة.



إذًا –أخِي الكريم– طبق ما ذكرته لك من إرشاد، خاصة فيما يتعلق بالرياضة، واذهب وقابل طبيبك، وشاوره في موضوع الأدوية، وأريدك دائمًا أن تكون إيجابيًا، الإيجابية في الحياة مهمة ومطلوبة جدًّا، والإنسان يمكن أن يغيِّر نفسه.



أخِي الكريم، الله تعالى حبانا بإيجابيات عظيمة وطاقات مكتومة، متى ما أحسنا استعمالها وأخرجناها وهرَّبناها يزول ما بنا -إن شاء الله تعالى-.



أخِي الكريم: دون أن ندخل في خصوصياتك، لماذا لا تقدم على الزواج؟

المودة، السكينة، الرحمة، هذا الميثاق الغليظ لا تحرم نفسك منه.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1xFWbUc

تعليقات