لحمية الأنف عند الأطفال هل تؤثر على المخ؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله



ابنتي عمرها سنتان، وتعاني من لحمية الأنف، فهي تشخر عند النوم، وأحياناً كأن النفس مقطوع عنها، وتقوم وهي تتلقف الهواء، وعند مراجعتي لأكثر من طبيب أفاد بأن لا علاج ينفع، ولا بد من عملية جراحية. ولكن عمرها صغير ولا نستطيع ذلك.



أسئلتي هي:

-هل اللحمية تؤثر على المخ أو لها أضرار لا قدر الله؟

-هل يوجد علاج طبي أو بالطب البديل للحمية؟

-هل بول الإبل -أجلكم الله- نافع للحمية؟

-وما هو السن المناسب للعملية الجراحية؟



ودمتم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أبو سارة حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



اللحمية هي عبارة عن كتلة من نسيج يشبه اللوزة تتموضع خلف الأنف في البلعوم الأنفي، وتسد الفتحات الخلفية للأنف عندما تكبر، وتسبب انسداد التنفس عند الطفل، ولهذا تأثيرات جانبية عديدة، حيث إن نقص الأكسجين في الدم الناتج عن انسداد الأنف عن الطفل يؤدي لنقص الأكسجين عن الدماغ، ولهذا تأثيرات قلبية، وعلى ذكاء الطفل وسرعة تطوره الروحي والحركي مع مضي الأشهر والسنوات الذي قد يتظاهر بضعف التحصيل الدراسي.



كما أن شكل الوجه يتغير مع النمو؛ ليصبح الأنف عريضًا والشفة السفلية كبيرة ومتدلية، والأسنان متسوسة (بسبب التنفس الفموي) كما تكثر لدى الطفل الالتهابات البلعومية (أيضاً بسبب التنفس الفموي). كما أن لهذه اللحمية -الناميات الغدية- تأثيرًا سيئًا على السمع، حيث إن وجودها في البلعوم الأنفي يؤدي لسد أنابيب التهوية للأذن الوسطى (نفير أوستاش) التي تمتد من جانبي البلعوم الأنفي إلى الأذن الوسطى في الطرفين، وهذا الانسداد يؤدي لأن تصبح الأذن الوسطى معزولة بدون تهوية؛ وبالتالي يتراكم فيها الضغط السلبي؛ مما يسبب شدا على غشاء الطبل، ويعيق حركته، وبعدها تبدأ السوائل بالانصباب في الأذن الوسطى من جدرانها؛ وبالتالي يتأثر السمع لتعطل آلية نقل الصوت ضمنها.



بالنسبة للعلاج الطبي الدوائي العادي، أو بالطب البديل، فلا علاج لهذه الضخامة بالدواء، حيث إنها عبارة عن كتلة نسيجية لا تزول إلا بالجراحة, وإنما في حالات الانسداد البسيط في حال كون هذه اللحمية متوسطة أو صغيرة الحجم يمكن الانتظار والمراقبة للطفل أثناء النهار، وفي أثناء النوم، فإن كانت الأعراض قليلة من ناحية الانسداد التنفسي؛ يمكن لهذه اللحمية مع الزمن أن تتراجع، وبنفس الوقت يكبر البلعوم الأنفي للطفل أثناء نموه، وتحل المشكلة, ولكني وبحسب الأعراض التي ذكرتها لطفلتك -حفظها الله- لا أنصح بهذا الانتظار، مع المراقبة؛ حيث إن الأعراض شديدة.



العمر المناسب للعملية يبدأ من عمر السنة، وفي حال ابنتك عمرها سنتان، فهذا العمر مثالي للجراحة عكس ما تعتقده, فيجب الموازنة بين الاختلاطات التي قد تصيب الطفلة من هذه الشدة التنفسية المزمنة وبين مخاطر الجراحة التي لا بد أن يناقشها معك طبيبك المختص، واتخاذ القرار الأنسب لابنتك الغالية.



بالنسبة لبول الإبل، فقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشربه للتداوي، وما كان -صلى الله عليه وسلم- ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، ولمشايخنا الأعزاء الكلمة الفصل في هذا، وبالنسبة لي لا يوجد تجارب خاصة بعلاج اللحمية بهذه الطريقة، وعلى هذا لا أنصحك به طالما أنه لم يختبر بهذا العمر ولهذه الحالة، وليس ما يصلح لأمراض البطن يصلح في غير هذا الموضع، والله أعلم.



مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1ymGUHD

تعليقات