السؤال:
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة، لدي مشكلة مع زوجي الذي هو قريبي، تزوجت وأنا طالبة في الجامعة، واشترطت عليه أن أكمل دراستي الجامعية، وتعثرت في مسيرتي الدراسية بسبب مشاكلي معه، وأنجبت طفلتين، والآن زادت مشاكلي معه، فدائماً يقول لي: ماذا أستفيد منك بعد إنهاء دراستك؟ ويقول لي أيضاً: اطلبي من والدك أن يوظفك مثل أخواتك.
يكلمني بأسلوب وقح، ويهزئني دائماً، ولا يحترمني، ويريد مني أن أرفع صوتي على والدي لكي يوظفني، ويصف نفسه بالغباء لأنه تزوجني قبل التخرج، ويقارن نفسه بزوج أختي الموظفة، ويعايرني بمستوى أهلي المادي ويقول لي: يا بنت الفقر، علماً أن زوجي بار بأهله، ومحافظ على صلاته، وكريم، وغيور.
سئمت الحياة معه، فهل أطلب الطلاق منه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: لا شك -أختنا الفاضلة- أن الحياة الزوجية دائما ما تمر بمثل هذه المنعطفات، وتلك الهنات، ويستحيل وجود بيت في الحياة خالٍ من المشاكل.
ثانياً: من الحقائق الثابتة أن أي مشكلة في الحياة تخضع للحل إذا وضعت في إطارها الطبيعي، وتتفاقم وتزداد اتساعاً إذا تضخمت أكثر من حجمها، والمشكلة التي نتحدث عنها لا نتفق معها بالطبع، فليس من العقل ولا الدين أن يحرض الزوج امرأته على أهلها، أو يعاملها بدونية، لكن في ذات الوقت نرفض أن نجعل من هذه المشكلة ميدانا للتضخيم لدرجة أن تتحدثي عن الانفصال، وأنت أم، وعندك أولاد -نسأل الله أن يحفظهم لك-، ولا شك أنك تعلمين أن كثيراً من بيوت المسلمين، وربما حولك منهم، لو دققت النظر يعيشون العناء والمعاناة، ويصبرون -احتساباً لله- وأملاً أن يصلح الله أزواجهم، وحتى لا يتشتت الأبناء، وهذا هو الظن بكل أخت مسلمة حريصة على نفسها وأولادها، وقبل ذلك على دينها، ولا شك أنك من هؤلاء الأخوات المتدينات كما ظهر ذلك في ثنايا حديثك.
ثالثاً: هذه الظاهرة الطارئة لها علاج، إذا ما تم التعامل معها بعقلانية وواقعية، أما الواقعية: فهو الإيمان أن كل رجل لا يخلو من أخطاء شأنه شأن المرأة، وأن من أرادت زوجاً خالياً من الأخطاء فقد طلبت المحال، وعلى المرأة أن تتعامل مع الأخطاء طلبا لإزالتها، أو طلبا للتقليل من حدتها. وأما الطرق العقلانية فهي كالتالي:
1- تذكر حسنات الزوج: لا شك أن للزوج بعض الأمور الطيبة التي تحبينها، وقد ذكرت دينه وكرمه، لكن الشيطان يعمل على تذكيرك بشروره وإحسانك إليه، هذا التزامن من الشيطان هو الذي يؤدي إلى حالات التضخيم التي ضيقت عليك خناق تفكيرك، والصواب أن نتذكر محاسنه بجوار أخطائه، ونتذكر كذلك الأخطاء التي نقع فيها، فأنت بشر ولا توجد امرأة كاملة، ولا شك أن هناك بعض الأخطاء التي تقعين فيها، تذكر كلا الأمرين معا هو الذي يمنعك من تضخيم الموقف، والتعامل معه بهدوء وواقعية.
2- عند الاختلاف في أي أمر تحلي دائما بالهدوء التام وضبط الأعصاب، واعلمي أن الشيطان أقرب إليكما عند اشتداد الغضب، وأن المرأة تأخذ بالحلم ما لا تأخذ بالغضب.
3- اجتهدي في الابتعاد عن إثارته، وجادليه دائما بالتي هي أحسن، ولا تحاولي إثارته.
4- اجتهدي في تعميق فكرة الحوار بينكما، على أن يتميز بالشفقة عليه مع تقديرك له، وإظهار حرصك عليه، وتحدثي دائما عن حياته وما فيها من جوانب مشرقة، وامدحي فيه تدينه، كل هذه المعاني بلغة الشفقة التي تحمل التقدير له، واحذري -أختنا- أن تجعليه في مواجهة نفسه، أو تضعيه في موقف ضعيف لا يستطيع الإجابة عن نفسه، لأنه سيتحول ساعتها إلى إنسان ينتصر لنفسه بالباطل حتى يثبت رجولته، وسيقابلك بكلام قوي ربما لا يعتقد صوابه، ولكن فقط لإثبات رجولته وفحولته، وحتى يهرب من موطن الضعف هذا، وخير وسيلة إلى تجاوز تلك المرحلة معاملته بنوع عال من التقدير له ولشخصه، مع عتب عليه فيما أردت الحديث عنه، وعند الخلاف ابتعدي عن تشعب النقاش، بمعنى حرري محل النزاع دون استحضار للماضي أو التاريخ، فقط ركزي حديثك حول القضية المثارة.
5- لا تحاولي أن تناقشيه ساعة الغضب، فقط انتظري حتى يهدأ، وحدثيه وهو في طبيعته الهادئة، قولي له: لقد ذكرت أمس كذا وكذا، والأمر كان كذا وكذا، من دون تفصيل وبعبارات مختصرة جدا، ولو كانت مكتوبة لتلاشى الصدام فلا حرج.
6- لا تيأسي -أختنا- واعلمي أن الله قريب مجيب الدعاء، وأن الدعاء سهم صائب فأملي في الله خيرا.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يهدي زوجك، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة، والله الموفق.
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة، لدي مشكلة مع زوجي الذي هو قريبي، تزوجت وأنا طالبة في الجامعة، واشترطت عليه أن أكمل دراستي الجامعية، وتعثرت في مسيرتي الدراسية بسبب مشاكلي معه، وأنجبت طفلتين، والآن زادت مشاكلي معه، فدائماً يقول لي: ماذا أستفيد منك بعد إنهاء دراستك؟ ويقول لي أيضاً: اطلبي من والدك أن يوظفك مثل أخواتك.
يكلمني بأسلوب وقح، ويهزئني دائماً، ولا يحترمني، ويريد مني أن أرفع صوتي على والدي لكي يوظفني، ويصف نفسه بالغباء لأنه تزوجني قبل التخرج، ويقارن نفسه بزوج أختي الموظفة، ويعايرني بمستوى أهلي المادي ويقول لي: يا بنت الفقر، علماً أن زوجي بار بأهله، ومحافظ على صلاته، وكريم، وغيور.
سئمت الحياة معه، فهل أطلب الطلاق منه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: لا شك -أختنا الفاضلة- أن الحياة الزوجية دائما ما تمر بمثل هذه المنعطفات، وتلك الهنات، ويستحيل وجود بيت في الحياة خالٍ من المشاكل.
ثانياً: من الحقائق الثابتة أن أي مشكلة في الحياة تخضع للحل إذا وضعت في إطارها الطبيعي، وتتفاقم وتزداد اتساعاً إذا تضخمت أكثر من حجمها، والمشكلة التي نتحدث عنها لا نتفق معها بالطبع، فليس من العقل ولا الدين أن يحرض الزوج امرأته على أهلها، أو يعاملها بدونية، لكن في ذات الوقت نرفض أن نجعل من هذه المشكلة ميدانا للتضخيم لدرجة أن تتحدثي عن الانفصال، وأنت أم، وعندك أولاد -نسأل الله أن يحفظهم لك-، ولا شك أنك تعلمين أن كثيراً من بيوت المسلمين، وربما حولك منهم، لو دققت النظر يعيشون العناء والمعاناة، ويصبرون -احتساباً لله- وأملاً أن يصلح الله أزواجهم، وحتى لا يتشتت الأبناء، وهذا هو الظن بكل أخت مسلمة حريصة على نفسها وأولادها، وقبل ذلك على دينها، ولا شك أنك من هؤلاء الأخوات المتدينات كما ظهر ذلك في ثنايا حديثك.
ثالثاً: هذه الظاهرة الطارئة لها علاج، إذا ما تم التعامل معها بعقلانية وواقعية، أما الواقعية: فهو الإيمان أن كل رجل لا يخلو من أخطاء شأنه شأن المرأة، وأن من أرادت زوجاً خالياً من الأخطاء فقد طلبت المحال، وعلى المرأة أن تتعامل مع الأخطاء طلبا لإزالتها، أو طلبا للتقليل من حدتها. وأما الطرق العقلانية فهي كالتالي:
1- تذكر حسنات الزوج: لا شك أن للزوج بعض الأمور الطيبة التي تحبينها، وقد ذكرت دينه وكرمه، لكن الشيطان يعمل على تذكيرك بشروره وإحسانك إليه، هذا التزامن من الشيطان هو الذي يؤدي إلى حالات التضخيم التي ضيقت عليك خناق تفكيرك، والصواب أن نتذكر محاسنه بجوار أخطائه، ونتذكر كذلك الأخطاء التي نقع فيها، فأنت بشر ولا توجد امرأة كاملة، ولا شك أن هناك بعض الأخطاء التي تقعين فيها، تذكر كلا الأمرين معا هو الذي يمنعك من تضخيم الموقف، والتعامل معه بهدوء وواقعية.
2- عند الاختلاف في أي أمر تحلي دائما بالهدوء التام وضبط الأعصاب، واعلمي أن الشيطان أقرب إليكما عند اشتداد الغضب، وأن المرأة تأخذ بالحلم ما لا تأخذ بالغضب.
3- اجتهدي في الابتعاد عن إثارته، وجادليه دائما بالتي هي أحسن، ولا تحاولي إثارته.
4- اجتهدي في تعميق فكرة الحوار بينكما، على أن يتميز بالشفقة عليه مع تقديرك له، وإظهار حرصك عليه، وتحدثي دائما عن حياته وما فيها من جوانب مشرقة، وامدحي فيه تدينه، كل هذه المعاني بلغة الشفقة التي تحمل التقدير له، واحذري -أختنا- أن تجعليه في مواجهة نفسه، أو تضعيه في موقف ضعيف لا يستطيع الإجابة عن نفسه، لأنه سيتحول ساعتها إلى إنسان ينتصر لنفسه بالباطل حتى يثبت رجولته، وسيقابلك بكلام قوي ربما لا يعتقد صوابه، ولكن فقط لإثبات رجولته وفحولته، وحتى يهرب من موطن الضعف هذا، وخير وسيلة إلى تجاوز تلك المرحلة معاملته بنوع عال من التقدير له ولشخصه، مع عتب عليه فيما أردت الحديث عنه، وعند الخلاف ابتعدي عن تشعب النقاش، بمعنى حرري محل النزاع دون استحضار للماضي أو التاريخ، فقط ركزي حديثك حول القضية المثارة.
5- لا تحاولي أن تناقشيه ساعة الغضب، فقط انتظري حتى يهدأ، وحدثيه وهو في طبيعته الهادئة، قولي له: لقد ذكرت أمس كذا وكذا، والأمر كان كذا وكذا، من دون تفصيل وبعبارات مختصرة جدا، ولو كانت مكتوبة لتلاشى الصدام فلا حرج.
6- لا تيأسي -أختنا- واعلمي أن الله قريب مجيب الدعاء، وأن الدعاء سهم صائب فأملي في الله خيرا.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يهدي زوجك، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة، والله الموفق.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1D5guMs
تعليقات
إرسال تعليق