السؤال:
طبيبنا العزيز/ محمد عبد العليم:
أنت على اطلاع على استشاراتي السابقة، وتتذكرني جيدًا عندما أقدم أي استشارة في الموقع, حيث إنني كنت أعاني من نوبات الهلع والوسواس القهري، وشفيت تمامًا من نوبات الهلع منذ سنتين، وصرت أعرف كيف أواجه القلق وأتغلب عليه إلى حد ما، مع وجود أعراض القلق العام بالتحديد، ولكن لم تأتني أي نوبة هلع حادة منذ تركي للسيبراليكس قبل سنة أو قرابة السنتين من الآن، وبعد استخدام له لمدة سنة مع تنوع قليل بين البروزاك والفافرين ذهبت النوبات، ولكن الوسواس القهري ما زال موجودًا مع أنني تغلبت على كثير من الأفكار الوسواسية حتى ظننت أن الوسواس زال وشفيت منه، ولكنه لم يزل، وظل يعود بشكل متجدد, وإذا سمحت لي أن أشرح الوسواس على حسب تجربتي فهو كالآتي:
هذا المرض يقوم على ربط غير منطقي أو غير موضوعي للمعلومات، يؤدي إلى تكرار نفس الأفكار أو الأفعال بدون نتيجة مفيدة، ومختلفة واقعيًا ربما كان نوعًا من الجنون؛ لأن فيه تكرارًا للأفكار أو للأفعال بدون فائدة وبدون نتيجة منطقية أو موضوعية إن صح التعبير.
لقد علمت أيضًا أن هذا المرض يغير تقنياته، فعندما يتغلب المريض على فكرة ما, تأتي فكرة وسواسية جديدة مكانها بنفس الآلية غالبًا، أو ربما بآلية أخرى نادرًا, ويتطور الوسواس ليأتي بآلية جديدة كالظنان في حالات نادرة كحالتي.
لقد تطور الوسواس القهري عندي لأفكار ظنانية قهرية بسبب النمط التركيبي لشخصيتي الوسواسية الظنية بالفأل السيء، واحتمال وجود قوانين خلقها الله ولا نعرفها في الطبيعة، وغير ذلك إن صح وصفي, وأشرت أنت علي بذلك سابقًا, وذلك الاختلاط في بعض الأمور، فعلى سبيل المثال: صرت أكرر فعل الأشياء؛ لأني أظن داخل نفسي أن فعل هذا الشيء سيجلب لي الخير، مع أنني على علم أن هذه تفاهات، ولكنها قهرية عند حدوث الموقف، وتحتاج مني إلى وقت لتقييم الوضع، وسأضرب لك أمثلة في هذا الحديث لاحقًا.
في الفترة الأخيرة أصبحت أتخيل أفكارًا عند القيام بشيء وأعلم أنها غير واقعية، ولكني أخاف أن تقع وأقلق بسبب عدم معرفتنا الكاملة بالقوانين التي خلقها الله في الكون، فهناك احتمال لكل شيء، ومن هذه الأفكار الفأل السيء وغيره، ولكني أتدارك الوضع وأقول: أنه لا يوجد واقع إلا ما ندرك، وهذه ليست سوى ظنون غير منطقية، ولكن بعد فوات الأوان، فالأفكار تلقائية، وأكون قد كررت الفعل أكثر من مرة, وفوق ذلك تأتيني ظنون تلقائية لأي شيء أراه، فإذا فعلت هكذا سيصير هكذا في أغلب الأمور.
صار عندي مثل حالة المد والجزر، فتارة تكون هذه الأفكار خفيفة عندما أكون مشغولًا في عمل أو مع الناس، وأحيانًا تغلبني الأفكار الوسواسية المصاحبة بالظنان عندما أكون وحدي.
سأضرب لك -عزيزي الطبيب الفاضل محمد- عدة أمثلة ليتضح بها المقال، مثلًا: عندما أتنفس لا بد أن آخذ نفسًا عميقًا حتى تمتلىء الرئتان بالهواء ويصل الأوكسجين للدماغ، وإلا فإني أظن أنني سأمرض وأموت بسبب نقص الهواء إذا أخذت نفسًا عاديًا، وأكرر ذلك على الدوام في كل نفس حتى أثر ذلك على الجيوب الأنفية والتهبت، وأصبحت أعالجها الآن بمضادات الهيستامين، وأيضًا أشعر بآلام في القلب وانتفاخ في القولون، مع أنني أدرك أن الفكرة غير منطقية، وأن التنفس الطبيعي يقوم بالواجب، ولكنني أشعر بخوف وقلق يدفعني رغمًا عني لفعل وظن ذلك للأسف الشديد.
المثال الثاني: هو عندما أظلل على الكلمات في صفحات الإنترنت -مثلا- ويأتي التظليل على كلمة دماغ فأتخيل فورًا أن التظليل عليها سيؤثر على دماغي بسبب أنني أفكر في الغباء أو أمراض الدماغ، وعند التفكير بها من الممكن أن تأتي إلي مثل قضية الفأل السيء نوعًا ما، إن صح التوضيح.
مثال آخر أختم به: فعندما أكتب أي جملة على سبيل المثال، وأخطىء بها؛ أعيد تعديلها مرتين فوق المرة الأولى التي أخطأت بها حتى يصبح الناتج فرديًا، وأظن بأنه عند عملي لهذه الأشياء بتكرار فردي وليس زوجي سأصبح أذكى وأفضل، وهذا أمر مضحك أيضًا؛ لأنه من المنطقي إن أخطأت أن أقوم بالتعديل مرة واحدة فقط، وأواصل لعدم وجود فائدة من التعديل مرتين.
أضف إلى هذا أنني الآن أيضًا مصاب بالرهاب الاجتماعي إلى درجة معينة، وفي بعض المواقف، وذلك ليس ظنًا وإنما قائم على أدلة موضوعية.
مثلا: عند دخولي إلى مكان راق أشعر بخجل شديد، وبعدم الثقة بنفسي، وذلك ربما بسبب أنني أشعر أن الناس هناك أفضل مني في المظهر، وفي الكلام، فأتلعثم عند مقابلتهم، وأيضًا عند دخولي إلى أماكن الأعمال ومقابلة بعض الشخصيات ذات الكاريزما.
أنا أعاني في بعض الأحيان أيضًا من حالة تتمثل بأنه إذا تم الرد علي أكثر من مرة ردًا ملجمًا من نفس الشخص في بعض النواحي كالمزاح؛ أخجل من هذاالشخص الذي رد علي ولا أعود للكلام معه، وأستحي منه وأتجنبه، وأفقد الثقة بنفسي أمامه أحيانًا، وهذا غير طبيعي.
أيضًا تعرضت لموقف قبل أمس: بينما كنت أنتظر دوري في مكان ما لقضاء غرض معين فدخل زبون قبلي في الدور؛ فتكلمت معه ومع المسؤول، وأخذت حقي بطريقة قوية ومهذبة، ولبقة وهادئة، ولم أسكت عن ذلك، ولكن عندما نظرت إلى عينيه أصبح رأسي يهتز لا إراديًا من التوتر، وبطريقة ملحوظة وواضحة، ثقتي بعقلي ونفسي جيدة إلى حد كبير في بعض الأحيان، وليس كلها، فكيف أزيد ثقتي بنفسي؛ لأنني أحتاج إلى ذلك جدًا، وأشعر أن عندي إمكانيات مذهلة لم أستطع إخراجها في حياتي حتى الآن؟
وكيف أتخلص من التوتر أمام بعض الأشخاص أصحاب اللباقة في الحديث، وأصحاب الردود القوية بالنسبة لي؟ لأني أحب أن أكون أيضًا محاورًا في أي مكان أقعد به معهم، وليس مستمعًا فقط بسبب الخجل والتوتر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا سعيد جدًّا برسالتك، وكلماتك الطيبة، وأؤكد لك أنني قد تفهمتها تمامًا، واطلعت على كل محتوياتها، وكل كلمة ذكرتها تؤكد لي بالفعل الجانب الوسواسي النمطي في التفكير الذي تعاني منه.
ويا أخي الكريم: سيظل المذهب الذهبي هو الأرجح وهو الأفضل، وهو أن تُحقِّر الوساوس، ألا تناقش أبدًا، وأن تقوم بفعل ضدها. هذا يجب أن يكون مبدأك، وإذا صعب عليك الأمر هذا أرجو أن تقابل أخصائيًا نفسيًا، تحتاج لخمس جلسات لإعادة صياغة التفكير، والتخلص من التفكير الوسواسي واستبداله بما هو مخالف.
أيها الفاضل الكريم: شعورك بالتوتر أمام بعض الأشخاص من أصحاب اللباقة في الحديث وأصحاب الردود القوية: هذا ناتج من سوء تقديرك لذاتك، لا، أنت أيضًا مقتدر، أنت أيضًا صاحب لباقة، من الذي قال أن اللباقة محكومة على شخصٍ معين؟ لا، لا تقلل من شأنك أبدًا، واختلط بالناس، تفاعل مع الناس، جالس الناس، استمع، حاور، اقرأ، اطلع، وأعتقد هذا كل الذي تحتاجه.
ويا أخِي الكريم: لا تُسلط نفسك على نفسك من خلال كثرة رقابة أدائك، نحن لا ندعو للفوضوية في التفكير أو في الحياة، لكن قطعًا الإنسان يترك شيئًا من جِبليَّته ومن فطرته وغريزته لتكون هي التي تدفعه نحو التصرف، لكن إذا كان كل شيء مصطنعاً في حياتنا، نتكلف كلماتنا، نتكلف أفعالنا، هذا ليس بالأمر الجيد.
أنا على ثقة تامة أن مقدراتك لمواجهة الوساوس موجودة، فقط لا تحاورها، لا تفسِّرها، لا تُحللها، ضعها تحت قدمك، وهذا هو قمة التحقير لها.
استمر على الدواء، وأنا متأكد أنك سوف تتخطى هذا الخجل والتوتر، والخجل الذي تعاني منه أعتقد أن فيه شيئًا من الحياء، والحياء كله خير أو خير كله، وفيه شطر من الإيمان؛ فلا تتحسر عليه، ولا تعتبره علة أو أمرًا معيقًا، على العكس تمامًا، انطلق بأفكارك الإيجابية، وسوف تجد أن الدنيا قد فُتحتْ لك، وأن أمرك قد تيسَّر، وأن هذه الشوائب النفسية كلها قد انتهت، وأصبحتَ شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك، وهذا هو الذي نريده لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
طبيبنا العزيز/ محمد عبد العليم:
أنت على اطلاع على استشاراتي السابقة، وتتذكرني جيدًا عندما أقدم أي استشارة في الموقع, حيث إنني كنت أعاني من نوبات الهلع والوسواس القهري، وشفيت تمامًا من نوبات الهلع منذ سنتين، وصرت أعرف كيف أواجه القلق وأتغلب عليه إلى حد ما، مع وجود أعراض القلق العام بالتحديد، ولكن لم تأتني أي نوبة هلع حادة منذ تركي للسيبراليكس قبل سنة أو قرابة السنتين من الآن، وبعد استخدام له لمدة سنة مع تنوع قليل بين البروزاك والفافرين ذهبت النوبات، ولكن الوسواس القهري ما زال موجودًا مع أنني تغلبت على كثير من الأفكار الوسواسية حتى ظننت أن الوسواس زال وشفيت منه، ولكنه لم يزل، وظل يعود بشكل متجدد, وإذا سمحت لي أن أشرح الوسواس على حسب تجربتي فهو كالآتي:
هذا المرض يقوم على ربط غير منطقي أو غير موضوعي للمعلومات، يؤدي إلى تكرار نفس الأفكار أو الأفعال بدون نتيجة مفيدة، ومختلفة واقعيًا ربما كان نوعًا من الجنون؛ لأن فيه تكرارًا للأفكار أو للأفعال بدون فائدة وبدون نتيجة منطقية أو موضوعية إن صح التعبير.
لقد علمت أيضًا أن هذا المرض يغير تقنياته، فعندما يتغلب المريض على فكرة ما, تأتي فكرة وسواسية جديدة مكانها بنفس الآلية غالبًا، أو ربما بآلية أخرى نادرًا, ويتطور الوسواس ليأتي بآلية جديدة كالظنان في حالات نادرة كحالتي.
لقد تطور الوسواس القهري عندي لأفكار ظنانية قهرية بسبب النمط التركيبي لشخصيتي الوسواسية الظنية بالفأل السيء، واحتمال وجود قوانين خلقها الله ولا نعرفها في الطبيعة، وغير ذلك إن صح وصفي, وأشرت أنت علي بذلك سابقًا, وذلك الاختلاط في بعض الأمور، فعلى سبيل المثال: صرت أكرر فعل الأشياء؛ لأني أظن داخل نفسي أن فعل هذا الشيء سيجلب لي الخير، مع أنني على علم أن هذه تفاهات، ولكنها قهرية عند حدوث الموقف، وتحتاج مني إلى وقت لتقييم الوضع، وسأضرب لك أمثلة في هذا الحديث لاحقًا.
في الفترة الأخيرة أصبحت أتخيل أفكارًا عند القيام بشيء وأعلم أنها غير واقعية، ولكني أخاف أن تقع وأقلق بسبب عدم معرفتنا الكاملة بالقوانين التي خلقها الله في الكون، فهناك احتمال لكل شيء، ومن هذه الأفكار الفأل السيء وغيره، ولكني أتدارك الوضع وأقول: أنه لا يوجد واقع إلا ما ندرك، وهذه ليست سوى ظنون غير منطقية، ولكن بعد فوات الأوان، فالأفكار تلقائية، وأكون قد كررت الفعل أكثر من مرة, وفوق ذلك تأتيني ظنون تلقائية لأي شيء أراه، فإذا فعلت هكذا سيصير هكذا في أغلب الأمور.
صار عندي مثل حالة المد والجزر، فتارة تكون هذه الأفكار خفيفة عندما أكون مشغولًا في عمل أو مع الناس، وأحيانًا تغلبني الأفكار الوسواسية المصاحبة بالظنان عندما أكون وحدي.
سأضرب لك -عزيزي الطبيب الفاضل محمد- عدة أمثلة ليتضح بها المقال، مثلًا: عندما أتنفس لا بد أن آخذ نفسًا عميقًا حتى تمتلىء الرئتان بالهواء ويصل الأوكسجين للدماغ، وإلا فإني أظن أنني سأمرض وأموت بسبب نقص الهواء إذا أخذت نفسًا عاديًا، وأكرر ذلك على الدوام في كل نفس حتى أثر ذلك على الجيوب الأنفية والتهبت، وأصبحت أعالجها الآن بمضادات الهيستامين، وأيضًا أشعر بآلام في القلب وانتفاخ في القولون، مع أنني أدرك أن الفكرة غير منطقية، وأن التنفس الطبيعي يقوم بالواجب، ولكنني أشعر بخوف وقلق يدفعني رغمًا عني لفعل وظن ذلك للأسف الشديد.
المثال الثاني: هو عندما أظلل على الكلمات في صفحات الإنترنت -مثلا- ويأتي التظليل على كلمة دماغ فأتخيل فورًا أن التظليل عليها سيؤثر على دماغي بسبب أنني أفكر في الغباء أو أمراض الدماغ، وعند التفكير بها من الممكن أن تأتي إلي مثل قضية الفأل السيء نوعًا ما، إن صح التوضيح.
مثال آخر أختم به: فعندما أكتب أي جملة على سبيل المثال، وأخطىء بها؛ أعيد تعديلها مرتين فوق المرة الأولى التي أخطأت بها حتى يصبح الناتج فرديًا، وأظن بأنه عند عملي لهذه الأشياء بتكرار فردي وليس زوجي سأصبح أذكى وأفضل، وهذا أمر مضحك أيضًا؛ لأنه من المنطقي إن أخطأت أن أقوم بالتعديل مرة واحدة فقط، وأواصل لعدم وجود فائدة من التعديل مرتين.
أضف إلى هذا أنني الآن أيضًا مصاب بالرهاب الاجتماعي إلى درجة معينة، وفي بعض المواقف، وذلك ليس ظنًا وإنما قائم على أدلة موضوعية.
مثلا: عند دخولي إلى مكان راق أشعر بخجل شديد، وبعدم الثقة بنفسي، وذلك ربما بسبب أنني أشعر أن الناس هناك أفضل مني في المظهر، وفي الكلام، فأتلعثم عند مقابلتهم، وأيضًا عند دخولي إلى أماكن الأعمال ومقابلة بعض الشخصيات ذات الكاريزما.
أنا أعاني في بعض الأحيان أيضًا من حالة تتمثل بأنه إذا تم الرد علي أكثر من مرة ردًا ملجمًا من نفس الشخص في بعض النواحي كالمزاح؛ أخجل من هذاالشخص الذي رد علي ولا أعود للكلام معه، وأستحي منه وأتجنبه، وأفقد الثقة بنفسي أمامه أحيانًا، وهذا غير طبيعي.
أيضًا تعرضت لموقف قبل أمس: بينما كنت أنتظر دوري في مكان ما لقضاء غرض معين فدخل زبون قبلي في الدور؛ فتكلمت معه ومع المسؤول، وأخذت حقي بطريقة قوية ومهذبة، ولبقة وهادئة، ولم أسكت عن ذلك، ولكن عندما نظرت إلى عينيه أصبح رأسي يهتز لا إراديًا من التوتر، وبطريقة ملحوظة وواضحة، ثقتي بعقلي ونفسي جيدة إلى حد كبير في بعض الأحيان، وليس كلها، فكيف أزيد ثقتي بنفسي؛ لأنني أحتاج إلى ذلك جدًا، وأشعر أن عندي إمكانيات مذهلة لم أستطع إخراجها في حياتي حتى الآن؟
وكيف أتخلص من التوتر أمام بعض الأشخاص أصحاب اللباقة في الحديث، وأصحاب الردود القوية بالنسبة لي؟ لأني أحب أن أكون أيضًا محاورًا في أي مكان أقعد به معهم، وليس مستمعًا فقط بسبب الخجل والتوتر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا سعيد جدًّا برسالتك، وكلماتك الطيبة، وأؤكد لك أنني قد تفهمتها تمامًا، واطلعت على كل محتوياتها، وكل كلمة ذكرتها تؤكد لي بالفعل الجانب الوسواسي النمطي في التفكير الذي تعاني منه.
ويا أخي الكريم: سيظل المذهب الذهبي هو الأرجح وهو الأفضل، وهو أن تُحقِّر الوساوس، ألا تناقش أبدًا، وأن تقوم بفعل ضدها. هذا يجب أن يكون مبدأك، وإذا صعب عليك الأمر هذا أرجو أن تقابل أخصائيًا نفسيًا، تحتاج لخمس جلسات لإعادة صياغة التفكير، والتخلص من التفكير الوسواسي واستبداله بما هو مخالف.
أيها الفاضل الكريم: شعورك بالتوتر أمام بعض الأشخاص من أصحاب اللباقة في الحديث وأصحاب الردود القوية: هذا ناتج من سوء تقديرك لذاتك، لا، أنت أيضًا مقتدر، أنت أيضًا صاحب لباقة، من الذي قال أن اللباقة محكومة على شخصٍ معين؟ لا، لا تقلل من شأنك أبدًا، واختلط بالناس، تفاعل مع الناس، جالس الناس، استمع، حاور، اقرأ، اطلع، وأعتقد هذا كل الذي تحتاجه.
ويا أخِي الكريم: لا تُسلط نفسك على نفسك من خلال كثرة رقابة أدائك، نحن لا ندعو للفوضوية في التفكير أو في الحياة، لكن قطعًا الإنسان يترك شيئًا من جِبليَّته ومن فطرته وغريزته لتكون هي التي تدفعه نحو التصرف، لكن إذا كان كل شيء مصطنعاً في حياتنا، نتكلف كلماتنا، نتكلف أفعالنا، هذا ليس بالأمر الجيد.
أنا على ثقة تامة أن مقدراتك لمواجهة الوساوس موجودة، فقط لا تحاورها، لا تفسِّرها، لا تُحللها، ضعها تحت قدمك، وهذا هو قمة التحقير لها.
استمر على الدواء، وأنا متأكد أنك سوف تتخطى هذا الخجل والتوتر، والخجل الذي تعاني منه أعتقد أن فيه شيئًا من الحياء، والحياء كله خير أو خير كله، وفيه شطر من الإيمان؛ فلا تتحسر عليه، ولا تعتبره علة أو أمرًا معيقًا، على العكس تمامًا، انطلق بأفكارك الإيجابية، وسوف تجد أن الدنيا قد فُتحتْ لك، وأن أمرك قد تيسَّر، وأن هذه الشوائب النفسية كلها قد انتهت، وأصبحتَ شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك، وهذا هو الذي نريده لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1Dj1lV9
تعليقات
إرسال تعليق