أعاني من ألم في المعدة وشعور بالقلق يجعلني كثيرة البكاء، ما تفسيركم لحالتي؟

السؤال:

السلام عليكم

أشكركم على هذا الموقع الرائع والخدمة الرائعة، وأطلب من الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأسألكم أن تساعدوني في حل مشكلتي.



أنا عمري 24 سنة، وأنا من مصر، ومنذ سنة كنت مخطوبة، وكنت دائما مترددة في أن أكمل مع هذا الشخص أم أتركه، وكنت أحلم أحلام مزعجة، وأحس أنني خائفة، وكنت أتراجع إلى أن قررت أن أفسخ الخطوبة.



ولكنني لم أشعر بالراحة، بل تعبت أكثر، كنت أبكي لوقت طويل، وأشعر بألم في معدتي، وقد تحسنت كثيراً عن السابق، لكنني ما زلت أحس بألم في معدتي أحياناً، وألم في صدري أحيان أخرى، ولو ذهبت إلى أي مكان تكون يدي باردة جداً، وفي نفس الوقت تتعرق، حتى لو كان المكان دافئاً.



أشعر أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الناس كما كنت سابقا، ولا أرغب بالخروج، وأحياناً أشعر بالصداع، وتركيزي أصبح ضعيفاً، وصرت أنسى كثيرا، وأبكي كثيراً، وأي أحد يضايقني أتعب وأحس بهذه الأعراض، وإذا تقدم أحد لخطبتي أشعر بالخوف، وإذا قابلته أتصرف بطريقة لاإرادية، وقد ذهبت إلى طبيب باطني، وقال: إنني بخير، وأهلي معترضون على ذهابي إلى طبيب نفساني.



أنا حالياً لا أعمل، ولكنني قدمت على الوظيفة كمعلمة للمرحلة الإعدادية، وخائفة أن لا أستطيع التعامل مع الطالبات، وقلقة بسبب الألم الذي أحس به؛ ولأن أي شخص يستفزني أتعب، ولن أستطيع أن أشرح الدرس، ونفسيتي تتأثر.



أريد تفسيراً لحالتي، وهل سأستمر هكذا دائما؟ وأريد علاجاً دوائياً يكون متوفراً في مصر، وتحديد الجرعة المطلوبة، لكنني خائفة من الآثار الجانبية، وأن أتعود عليه، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



قد اطلعتُ على رسالتك، و-إن شاء الله تعالى- تفهمتها، وأقول لك: إن حالتك بسيطة وبسيطة جدًّا، أنت لديك درجة بسيطة مما نسميه بالقلق الوسواسي، وهذا جعلك كثيرة التردد، ومن ثم حدث لك ما نسميه بعسر المزاج الثانوي أيضًا، إذًا هي حالة قلقية وسواسية مع عُسرٍ في المزاج، وكلها من الدرجة البسيطة، والأعراض الجسدية كالشعور بالصداع، وحتى قلة التركيز ناتجة من هذه الحالة، و-إن شاء الله تعالى- ليست من مرضٍ عضوي أبدًا.



العلاجات الدوائية موجودة و-إن شاء الله تعالى- هي سليمة وبسيطة جدًّا، لكن قبل أن أتحدث عن الدواء: لا بد أن تُكافئي نفسك مكافئات إيجابية من خلال إنجازاتك، -الحمد لله تعالى- أنت تخرجت ومُقدمة على وظيفة، والآن التفكير في الزواج، هذه كلها أحداث جميلة وعظيمة في مثل عمرك هذا، فلا تقللي من قيمة الأشياء، وانظري إلى نفسك إيجابيًا، هذا يعود عليك بمردود عظيم.



النقطة الأخرى هي: حُسن إدارة الوقت ننصح بها كثيرًا، والنوم المبكر دائمًا ممتاز، يعطي استرخاءً وتنشيطًا للدماغ في الصباح مما يحسِّن من التركيز، وتلاوة القرآن بتدبر يفيد كثيرًا أيضًا في هذا السياق. التفاعل الإيجابي مع أفراد الأسرة، والمساهمات الفعّالة في شؤون الأسرة أيضًا مفيدة. تواصلك مع صديقاتك فيها -إن شاء الله تعالى- خير كثير لك، فاجعلي نمط حياتك على هذا النسق، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى- فائدة كبيرة جدًّا.



العلاج الدوائي: كما ذكرت لك الأدوية متوفرة وموجودة، وأعتقد أفضل دواء في حالتك هو عقار يعرف تجاريًا باسم (مودابكس) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال) وأيضًا (زولفت)، لا يسبب الإدمان أو التعود، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، فقط ربما يفتح الشهية نحو الطعام قليلاً، وربما يزيد من نومك قليلاً في الأيام الأولى، بخلاف ذلك ليس له أي أثر، وعمومًا الجرعة التي تحتاجينها صغيرة جدًّا، وهي حبة واحدة في اليوم، علمًا بأن الجرعة الكُليَّة لهذا الدواء أربع حبات في اليوم.



ابدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناوليها ليلاً، يفضل بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة يوميًا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.



أيتها الفاضلة الكريمة: الجئي للاستخارة في الأمور التي تحسين فيها بتردد حقيقي، بل في الكبير والصغير، واسألي الله التوفيق لما يحبه ويرضاه، لكن يجب أن يكون تفهمك للاستخارة تفهمًا صحيحًا، وكثيرٌ من الناس يلجئون للاستخارة، لكن يقولون لم أحسُّ بارتياح، أو أتاني شعور بالضيق، أو لم أر رؤيا في المنام، ويعتقدون أن هذا معناه أن الأمر الذي يودون الإقدام عليه ليس مُحببًا، الأمر ليس هكذا، الأمر أصلاً أن تصلي الركعتين وتقرئي دعاء الاستخارة بنية صادقة وعميقة، وتمضين في الأمر، وهنا يكون الأمر قد انتهى؛ لأنك سألت من بيده الخير أن يجعل لك ما هو خير، دون حدوث أي مشاعر، فإن تمَّ الأمر فمعنى هذا هو الخير الذي اختاره الله، وإن لم يتمَّ فقد صرفه الله تعالى عنك.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/13Z1ktl

تعليقات