السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذه النصائح والمجهود الذي تقدمونه في هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
حقيقة لا أعرف من أين أبدأ؟ مشكلتي: أنني مؤخراً أصبحت أعاني من ضغوطات كبيرة في البيت، أثرت علي كثيراً، فأمي مريضة، وأخي الصغير أيضاً، ومنذ أن مرضت أمي وأنا لست بخير، تزعزت قوتي وأصبحت في خوف يومي، وقلق وتفكير مهلك، وازداد الأمر سوء أنني أعاني من آلام تقويم الأسنان وضرس العقل؛ مما زادني رعباً، والآن أشعر بألم في نهاية الحلق، مع الشعور بضغط يذهب ويعود ولا أعرف سببه.
عانيت قبلها بأسبوعين من ألم شديد في الصدر، وشعور بضغط في نفس المنطقة، وذهبت للمستشفى لعمل تخطيط القلب، وكان -الحمد لله- سليماً، لكن ازدادت شكوكي، وبدأت أراقب نفسي في كل ألم أشعر به، ولم أعد أخرج لأي مكان، وإن خرجت شعرت بتعب وأفسدت الأمر، أصبحت لا أشعر بما حولي، فقط محاصرة بما أشعر، وأنه سيحدث الأسوأ، وأن هذه الآلام الغريبة سأموت بها، لم أعد أنام جيداً لكثرة التفكير والترقب.
تغيبت قرابة شهر عن الجامعة، وسأعتذر هذا الفصل لعدم قدرتي على الذهاب، أشعر بحزن ويأس شديد بأنني سأظل هكذا طويلاً، أود الهروب من هذا الخوف، ومن صراعات عقلي المميتة.
المحزن أنني لا أعلم إن كان مرضي نفسي أم جسدي؟ وهذه المشكلة الكبرى، كنت أنوي الذهاب إلى طبيب نفسي، لكن لا يوجد من يرافقني، وأنا في هذه الحالة، فإن كان هناك دواء سيحسن من حالتي النفسية للمضي قدماً، رغم الظروف المحيطة بي، أرجو أن تدلوني عليه، أريد أن أعود كما كنت، فلم أعد أحتمل، لكم كل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لست مريضة نفسية ولا مريضة جسدية، هذه أول رسالة إيجابية نرسلها لك، ويجب أن تأخذي بها، الذي تعانين منه هو أمر بسيط جدًّا، وصفته أنك تعانين من ضغوط كبيرة، والضغوط موجودة في الحياة، والإنسان من المهم ومن الضروري، ولا بد أن يكون له القدرة ليبني دفاعات نفسية معقولة ليواجه بها الضغوط الحياتية، والضغوط لا بد أن تُوجد، بل على العكس نحن نعتبر أن الضغوط الاجتماعية والضغوط النفسية هي الدافع لكثير من الناس حتى ينجح، هي الطاقة التي تحركنا، فالذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يُضغط عليه لا تنبسط أموره.
إذن التعامل مع الضغوط الحياتية يجب ألا يكون تعاملاً سلبيًا، إنما يواجهها الإنسان، يصبر عليها، يضع الخطط المعقولة التي توصله للحل، وليس من الضروري أن تُحلُّ كل مشكلة، هذه طبيعة الحياة وهذه طبيعة البشر.
موضوع آلام الأسنان: هذا أمر عادي جدًّا، لا تكوني حساسة لمثل هذه الدرجة، اذهبي وقابلي الطبيب و-إن شاء الله- كل أمورك سوف تترتب.
أنا أعتقد أن مشاعرك السلبية هي التي جعلتك تحسّين بشيء من عسر المزاج، وانخفاض الطاقات، وضعف الدافعية لديك، لا، أنت شابة، لديك قوة نفسية وجسدية وطاقات عظيمة جدًّا، يجب أن تسخريها وتستفيدي منها، وتنظمي وقتك في الدراسة حتى تكوني من المتميزات، تكوني فعّالة مع أسرتك، وتبني صداقات مع الصالحات من البنات، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.
ليس هنالك ما يجعلك تتخوفين من الأمراض وتترددين على المستشفيات، هذا طريق خاطئ جدًّا، ويؤدي إلى كثير من التعقيدات، فلا بد أن تضعي لنفسك الحدود التي تمنعك من مثل هذه التصرفات السلبية، ودائمًا عيشي على الأمل والرجاء، وكوني متقية لربك، واسأليه الستر والفرج، هذا – أيتها الفاضلة الكريمة – (أي الدعاء) هو سلاح المؤمن، إذا دعا الإنسان متيقنًا فهذا -إن شاء الله- يفرج كل كرب.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي رئيسي، لكن هناك دواء بسيط جدًّا يُسمى فلوناكسول، مضاد للقلق وللتوترات يمكن أن تتناوليه، وجرعته هي نصف مليجرام (حبة واحدة) يتم تناولها في الصباح لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعلينها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر، ثم حبة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء أيضًا وجدتْ ذات فائدة كبيرة، فأرجو أن تشرعي في مثل هذا النشاط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذه النصائح والمجهود الذي تقدمونه في هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
حقيقة لا أعرف من أين أبدأ؟ مشكلتي: أنني مؤخراً أصبحت أعاني من ضغوطات كبيرة في البيت، أثرت علي كثيراً، فأمي مريضة، وأخي الصغير أيضاً، ومنذ أن مرضت أمي وأنا لست بخير، تزعزت قوتي وأصبحت في خوف يومي، وقلق وتفكير مهلك، وازداد الأمر سوء أنني أعاني من آلام تقويم الأسنان وضرس العقل؛ مما زادني رعباً، والآن أشعر بألم في نهاية الحلق، مع الشعور بضغط يذهب ويعود ولا أعرف سببه.
عانيت قبلها بأسبوعين من ألم شديد في الصدر، وشعور بضغط في نفس المنطقة، وذهبت للمستشفى لعمل تخطيط القلب، وكان -الحمد لله- سليماً، لكن ازدادت شكوكي، وبدأت أراقب نفسي في كل ألم أشعر به، ولم أعد أخرج لأي مكان، وإن خرجت شعرت بتعب وأفسدت الأمر، أصبحت لا أشعر بما حولي، فقط محاصرة بما أشعر، وأنه سيحدث الأسوأ، وأن هذه الآلام الغريبة سأموت بها، لم أعد أنام جيداً لكثرة التفكير والترقب.
تغيبت قرابة شهر عن الجامعة، وسأعتذر هذا الفصل لعدم قدرتي على الذهاب، أشعر بحزن ويأس شديد بأنني سأظل هكذا طويلاً، أود الهروب من هذا الخوف، ومن صراعات عقلي المميتة.
المحزن أنني لا أعلم إن كان مرضي نفسي أم جسدي؟ وهذه المشكلة الكبرى، كنت أنوي الذهاب إلى طبيب نفسي، لكن لا يوجد من يرافقني، وأنا في هذه الحالة، فإن كان هناك دواء سيحسن من حالتي النفسية للمضي قدماً، رغم الظروف المحيطة بي، أرجو أن تدلوني عليه، أريد أن أعود كما كنت، فلم أعد أحتمل، لكم كل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لست مريضة نفسية ولا مريضة جسدية، هذه أول رسالة إيجابية نرسلها لك، ويجب أن تأخذي بها، الذي تعانين منه هو أمر بسيط جدًّا، وصفته أنك تعانين من ضغوط كبيرة، والضغوط موجودة في الحياة، والإنسان من المهم ومن الضروري، ولا بد أن يكون له القدرة ليبني دفاعات نفسية معقولة ليواجه بها الضغوط الحياتية، والضغوط لا بد أن تُوجد، بل على العكس نحن نعتبر أن الضغوط الاجتماعية والضغوط النفسية هي الدافع لكثير من الناس حتى ينجح، هي الطاقة التي تحركنا، فالذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يُضغط عليه لا تنبسط أموره.
إذن التعامل مع الضغوط الحياتية يجب ألا يكون تعاملاً سلبيًا، إنما يواجهها الإنسان، يصبر عليها، يضع الخطط المعقولة التي توصله للحل، وليس من الضروري أن تُحلُّ كل مشكلة، هذه طبيعة الحياة وهذه طبيعة البشر.
موضوع آلام الأسنان: هذا أمر عادي جدًّا، لا تكوني حساسة لمثل هذه الدرجة، اذهبي وقابلي الطبيب و-إن شاء الله- كل أمورك سوف تترتب.
أنا أعتقد أن مشاعرك السلبية هي التي جعلتك تحسّين بشيء من عسر المزاج، وانخفاض الطاقات، وضعف الدافعية لديك، لا، أنت شابة، لديك قوة نفسية وجسدية وطاقات عظيمة جدًّا، يجب أن تسخريها وتستفيدي منها، وتنظمي وقتك في الدراسة حتى تكوني من المتميزات، تكوني فعّالة مع أسرتك، وتبني صداقات مع الصالحات من البنات، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.
ليس هنالك ما يجعلك تتخوفين من الأمراض وتترددين على المستشفيات، هذا طريق خاطئ جدًّا، ويؤدي إلى كثير من التعقيدات، فلا بد أن تضعي لنفسك الحدود التي تمنعك من مثل هذه التصرفات السلبية، ودائمًا عيشي على الأمل والرجاء، وكوني متقية لربك، واسأليه الستر والفرج، هذا – أيتها الفاضلة الكريمة – (أي الدعاء) هو سلاح المؤمن، إذا دعا الإنسان متيقنًا فهذا -إن شاء الله- يفرج كل كرب.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي رئيسي، لكن هناك دواء بسيط جدًّا يُسمى فلوناكسول، مضاد للقلق وللتوترات يمكن أن تتناوليه، وجرعته هي نصف مليجرام (حبة واحدة) يتم تناولها في الصباح لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعلينها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر، ثم حبة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء أيضًا وجدتْ ذات فائدة كبيرة، فأرجو أن تشرعي في مثل هذا النشاط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1xhMhEA
تعليقات
إرسال تعليق