ما هي الوقاية والعلاج من مرض التوهم والفصام؟

السؤال:

السلام عليكم

أود أن أشكركم على موقعكم الذي استفدت منه.



سأذكر استفساري بشيء من التفصيل: لا أدري بداية مرضي بالفصام، لكن ما أعرفه أنه من عام 2011م بدأت عندي أعراضه الواضحة، مثل الإحساس بأن الناس يتحدثون عني، ويتآمرون علي، وأشعر بأني مضطهدة، ثم كانت النوبة الأولى مع هلاوس سمعية، وبصرية في اغسطس 2012م، ثم ذهبت للمستشفى ووصفوا لي حبتين زايبركسا، وحبتين ديباكين كرونو ثم شفيت بفضل الله أولا وأخيرا.



بعد إيقاف الدواء مع متابعة الدكتور في إبريل 2013م بشهرين تعرضت لانتكاسة، تفاصيلها أني شككت أن أخي كان يقصدني بكلمة شتيمة، ثم لم أنم بعدها، ثم أصبحت أشك أن الجميع يتحدثون عني ويراقبونني وأنهم يقرؤون أفكاري، ثم ذهبت للمستشفى ووصف لي الدكتور نفس الدواء السابق فشفيت، ولله الحمد.



استمريت على الأدوية لمدة سنة ونصف تقريبا، وبعد إيقاف الدواء بمتابعة الدكتور أيضا بثلاثة شهور تقريبا تعرضت لانتكاسة قريبة من ناحية الأعراض لسابقتها، لكن زيادة عليها أصبحت لدي شكوك فيمن حولي، ثم وصف لي الدكتور 3 حبات زايبركسا، وحبتين ديباكين، ثم تدرج في خفض الدواء إلى أن أصبحت الآن حبة زايبركسا مع حبة ديباكين.



في عيد الفطر 1435هـ بدأت عندي وساوس سيئة، وخواطر (حديث نفس) عمن حولي، أخجل من ذكره، وكنت أذكر نفسي أن الله لا يؤاخذ الإنسان على هذه الخطرات، وأن الإنسان يستعيذ بالله منها، وكنت أخاف أن أنطق به، كنت أتعب إذ كنت أحس أن من حولي يقرؤون فكري، لكن لم تكن فكرة مسيطرة، وإنما تجيء وتذهب، وتحسنت بعد شهر تقريبا.



ما هي المدة المناسبة للاستمرار على الدواء؟ وما هي مدة الجرعة الوقائية التي أحتاجها وكميتها؟ وهل أستطيع إيقاف الدواء يوما ما؟ وإذا أوقفت الدواء فكيف أعرف بوادر المرض قبل أن تتحول إلى نكسة عنيفة؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أشكرك على ثقتك في إسلام ويب وعلى كلماتك الطيبة ورسائلك الواضحة جدًّا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.



أيتها الفاضلة الكريمة: الحمد لله تعالى أنت مستبصرة استبصارًا كاملاً لحالتك، وهذا مهم جدًّا، لأن الإنسان إذا عرف حقيقة مرضه قطعًا هذا يساعده كثيرًا في اتباع الخطوات والإرشادات والتعليمات الطبية ليتخلص من المرض ويتجنب الانتكاسات.



أعراضك – كما ذكرت وتفضلت – فيها أعراض فصامية واضحة، لكن الطبيب وفي الثلاث مرات أعطاك عقار دباكين، والدباكين يعرف أنه من الأدوية المثبتة للمزاج، ويُعطى في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.



ربما يكون تشخيصك هو نوع من الفصام الوجداني، وهذا قطعًا مآله أفضل كثيرًا من الفصام العادي، فهذه بُشرى -إن شاء الله تعالى.



بالنسبة للاستمرار على الدواء: علاجك الأساسي هو علاج بيولوجي (دوائي) وأنت تعرضت للانتكاستين.



لذا أقول لك وحسب ما يقتضيه الواجب المهني والعلمي: يجب ألا تتوقفي عن أدويتك، لا تتوقفي عنها مع ضرورة المتابعة مع طبيبك، وأعتقد أن أقل مدة تحتاجينها لأن تكوني على الجرعة الوقائية هي خمس سنوات من الآن، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا في حياة الإنسان.



لا تحسِّي بأي نوع من الملل، الأدوية أصبحت سليمة، أصبحت الجرعات مقتصرة، ونحن الآن لدينا مرضى يأتونا ويتناولون إبرة واحدة فقط في الشهر، ثنتا عشرة إبرة في السنة.



الأمور الحمد لله تعالى تسير من حسن إلى أحسن، والشيء الآخر الذي يجعلني أنصحك وبكل شدة وقوة في عملية المتابعة وتناول الأدوية هو: أن التوقف عن الدواء – والذي ينتهي بانتكاسات مرضية – قد يُصعب الأمور ويجعل النوبات المرضية تتقارب، وحتى إن تناول الإنسان الدواء لن تكون الاستجابات استجابات إيجابية وسهلة.



أرجو منك أن تحرصي على تناول علاجك، وهذه هي الخطوة الرئيسية، وحالتك -إن شاء الله تعالى- من الحالات المستجيبة للعلاج.



من الواضح أن مقدراتك وملكاتك المعرفية ومهاراتك ممتازة جدًّا، وهذا يُشجع كثيرًا، لأن هذه الأمراض كثيرًا ما تُفتت شخصية الإنسان وتقلل من مقدراته الاجتماعية والمهاراتية.



حالتك الحمد لله جيدة وطيبة، وأتمنى لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1xhP9S7

تعليقات