أشعر بطاقة سلبية عند خروجي من البيت أو كلامي أمام الناس.. ما السبب؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا شاب عمري 21 سنة، عندي استفساران.



أولاً: كنت مصابًا برهاب اجتماعي، لكني تعافيت منه إلى حد ما، ولكني أشعر بخمول، وخوف، وعدم القدرة على الكلام، والتلعثم أمام الجمهور، أو أمام أشخاص خارج البيت، أو عند خروجي من البيت أشعر بطاقة سلبية، ما سبب ذلك؟ وما علاجه؟



ثانيًا: أنا لا أجيد التعامل مع الجنس الآخر؟ فمثلا عند محادثتي معهن في الدراسة، أشعر أني لا أجيد المعاملة، ومن الممكن أن أسيء لهن في كلامي.



أرجو الرد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.



أيها الفاضل الكريم: ذكرتَ أن لديك درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي وتخلصت منها -الحمد لله تعالى-، وصارت لك القدرة أن تتفاعل مع الآخرين، وكل الذي بك هو هذا الخمول وضعف الدافعية، وهذا - أيها الفاضل الكريم – يأتي من خلال أن تقتنع قناعة مطلقة بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.



هذا منهج عظيم، منهج قرآني، خذ به، واعلم أن الله قد حباك وأعطاك طاقات وقوة كاملة، هذه القوة وهذه الطاقات قد تكون مختبئة، ما عليك إلا أن تعزم أمرك وتتوكل على الله وتنظم وقتك، وتذكر أنك شاب، لا تضيع هذه الأيام الجميلة، ضع لنفسك هدفًا في الحياة، وحين يكون هنالك هدفًا وأشياء لا بد للإنسان أن يُطبقها ويؤديها هنا قطعًا سوف تتحسَّن الدافعية عندك.



لا تجعل نفسك تعيش في فراغ، لا تجعل نفسك تعيش في خواء، لا تجعلها تعيش بدون هدف، كن إنسانًا نافعًا لنفسك ولغيرك، ولا بد أن تكون لك فعاليات كبيرة على نطاق الأسرة.



أنت في هذا العمر كيف تسير الدراسة الجامعية الآن؟ هذا لا بد أن نسألك عنه؟ إن كنت في الدراسة لا بد أن تجتهد، وإن لم تكن في الدراسة فاطْرق باب العمل، ودعّم نفسك من خلال حضور كورسات مسائية، والحصول على شهادات وديبلومات (مثلاً).



أما الصلاة: فهو أمر ضروري، فرأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، أدِّها والتزم بها ولا تضيعها، فمن حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاةً يوم القيامة، وحُشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف، حافظ عليها مع الجماعة في المسجد.



كن من الشباب المتفوقين المتميزين الإيجابيين، حين تتخذ هذا المنهج سبيلاً لحياتك لن يكون هنالك تلعثم أبدًا، لن يكون هنالك اضطراب، لن تكون هنالك طاقات سلبية، وساعد نفسك بممارسة الرياضة، والزم نفسك اجتماعيًا بأنك لا بد أن تُشارك الآخرين في مناسباتهم، في أفراحهم، في أتراحهم، زيارة المرضى في بيوتهم أو في المستشفيات... أعمال كثيرة وعظيمة، وفيها أجر وثواب، وفيه تطبيع للنفس وتطويرها وتأهيلها، هذا هو الذي تحتاج له أيها الفاضل الكريم.



بالنسبة للتعامل مع الجنس الآخر: ماذا تريد من هذا التعامل أيها الفاضل الكريم؟ لا بد أن تنضبط بالضوابط الشرعية حين تتعامل مع المرأة، وحين يكون مستوى تفكيرك على هذا النسق – أي أنك ملتزم وتعرف من هنَّ محارمك، وتعرف من هي المرأة الأجنبية وتتعامل بالحدود المشروعة – إن شاءَ الله تعالى- ستجد أنك استطعت أن تتعامل معاملة سليمة وصحيحة دون أي جزع أو خوف.



المشكلة الكبيرة: أن الكثير من الشباب يُريدون أن يظهروا أنفسهم أمام البنات بمظهر الشخص الجذاب، الشخص الجيد، المتفوق، الذي يمكن أن يجتذب الفتاة، الشخص الذي لا مثيل له، هذا الكلام فارغ، لا تجعل هذا منهجك، اجعل منهجك ما ذكرته لك وسوف تجد نفسك متفوقًا ومتفوهًا وقويًّا حين تتعامل مع الجنس الآخر كما أسميته.



أيها الفاضل الكريم: لا مانع من أن تتناول عقارًا يعرف تجاريًا باسم (مودابكس)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، وأيضًا (زولفت)، معروف جدًّا في مصر، هو عقار جيد، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم، ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.



هذا من أفضل الأدوية التي تعالج المخاوف والقلق، وكذلك الوساوس.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/13Z6iGm

تعليقات