أعاني من أحلام اليقظة، هل تدل على مرض الفصام؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مشكلتي أنني أريد أن أعرف هل أنا مريضة أم لا؟ قالوا لي بأن عندي فصاما، وقد قرأت عن معاناة مرضى الفصام، ولم أجد عندي منها شيئاً، مثل رؤية أشخاص، وسماع أصوات، واعتقادات، هذه كلها ليست عندي -ولله الحمد-، والذي أعانيه هو أحلام اليقظة، فأنا أسرح كثيراً، وأستخدم عقار ريسبردال، وهو يخفف أحلام اليقظة عندي، وسابقاً كان يوقفها تماماً.



مع العلم أنني لم أذهب إلى الطبيبة إلا مرتين، ولا أعاني مما يعانيه مرضى الفصام الذين أقرأ عنهم، ومع العلم أن أول مرة أخذت فيها حبوب ريسبردال مع عقار آخر -نسيت اسمه-، أتتني الاعتقادات الخاطئة، وكانت أول مرة في حياتي وآخر مرة؛ حيث ظننت أن شخصاً يريد إيذائي، وكان هذا عندما أخذت هذه الحبوب أول مرة.



هل أنا مريضة فعلاً بالفصام أو ثنائي القطب؟ أختي قالت لي بأن عندي شيزوفرينيا وجداني، لكنني لا أشعر بأنني مريضة أبداً، وكل الذي أعانيه هو أحلام اليقظة فقط، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



كلمة الفصام ربما تكون ترجمة غير صحيحة للكلمة الإنجليزية، والتشخيصات العالمية الحديثة تشير أنه توجد عدة أنواع من الفصاميات وما يشبه الفصاميات، وهذه الأمراض ليست كلها واحدة، وأستطيع أن أقول أن 80% من أمراض الفصام الآن يمكن علاجها بصورة جيدة وممتازة جداً، بشرط أن يتابع الإنسان مع الطبيب المختص، ويتناول العلاجات المقررة ويتبع الإرشادات المطلوبة، وأن يكون التدخل العلاجي مبكراً، فتأخير العلاج ليس من المصلحة.



أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تستوعبي هذه المقدمة؛ لأنها بالفعل مهمة جداً وهي حجر الزاوية في تقديري من حيث تفهم ما هو الفصام وما هو المطلوب من إجراءات حياله، والفصام له أعراض كثيرة، وليس من الضروري أن يشعر بها الإنسان، إنما قد يلاحظها من حوله، وكما تفضلت وذكرت أن الهلاوس جزء رئيسي من الأعراض التشخيصية، لكن لا بد أن أقول لك: أنها ليست كل شيء، أنت ذكرت أنك حين أخذت الدواء أتتك حالة كنت تعتقدين أن شخصاً يريد إيذائك، وبعد ذلك اختفت هذه الأعراض، وتناولك لعقار الرزيبريدال يخفف عليك ما أسميته أحلام اليقظة، أنا حقيقة لا أستطيع أن أنفي، أو أن أقول لك أنك لا تعانين من مرض الفصام، لكن الذي أستطيع أن أؤكده لك حتى وإن كان لديك هذا المرض لديك درجة بسيطة منه، أو أحد أنواعه الجيدة للاستجابة للعلاج، وهذا أمر ضروري ومهم جداً.



فواصلي علاجك وتابعي مع طبيبك، هذا هو المهم جداً -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأود أن أضيف أن هنالك أمراض ذهانية تشبه الفصام، وهي ليست فصام في حقيقة الأمر، وهذه غالباً لا يحتاج فيها المريض أن يواصل على الأدوية لفترات طويلة، إذاً لا تنزعجي حافظي على علاجك، راجعي طبيبك، وأختك مخطئه حين تقول لك أنك تعانين من الشزوفرينيا الوجدانية أو خلافه، هذه مسميات صادمة في بعض الأحيان، وفي أغلب الأحيان ليست حقيقة.



وأود أن أقول لك أنه من حقك أن تعرفي وتفهمي تشخيص حالتك من الطبيب المعالج، ولا مانع أبداً أن تسألي طبيبك وتستوضحيه حول حالتك ما هي، ما هي الخطة العلاجية، إلى أي مدة تحتاجين لمواصلة العلاج وهكذا.



وأنا أريد أيضاً أن أضيف نقطة أخرى: وهي أن هذه المسميات بالنسبة لي كطبيب لا أقول لا تعني الكثير، هي تعني بعض الشيء، لكن أهم شيء يعنيني هو اتباع الإرشادات الطبية وتناول العلاج وتطوير المهارات، وحتى مرضى الفصام الآن جلهم ومعظمهم يمكن أن يعيشون حياة طبيعية، لا أقول كلهم، لكن جلهم يستطيع أن يعيش حياة طبيعية بشرط أن تتبع الخطوات التي ذكرتها حول العلاج والمتابعة.



بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1sFjDg3

تعليقات