هكذا يصطاد داعش رهائنه الأجانب

 نشر موقع "فوكاتيف" الأمريكي تقريراً للصحافي جون نيفل، تناول فيه آلية خطف الرهائن التي يعمل تنظيم داعش على تنفيذها، مشيراً إلى أن العديد من الجماعات الإرهابية تشتري الرهائن الأجنبية المختطفة وتتاجر فيها، لكن
يبدو أن داعش يعمل بطريقة مستقلة.

وقال معد التقرير إن الاتهامات الأخيرة الموجهة إلى إحدى جماعات التمرد المدعومة من أمريكا، بتسهيل اعتقال الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف، الذي قطعت داعش رأسه، قد سلطت الضوء على انتشار ظاهرة السوق السوداء للرهائن.

وأوضح التقرير أن الجماعات المسلحة في جميع أنحاء العالم استخدمت الخطف للحصول على فدية باعتباره وسيلة للتمويل، فقام تنظيم القاعدة على سبيل المثال بجمع 125 مليون دولار على الأقل منذ عام 2008، ولكن المنظمات الكبيرة التي تتفاوض غالبا ما تستعين بمنظمة أصغر في المراحل الأولى من اعتقال الرهينة.

ومنذ 11 سبتمبر (أيلول)، أتقن تنظيم القاعدة أسلوباً خاصّاً لتجنيد عصابات محلية للقيام بالخطف الفعلي لدرء الخطر عن مقاتليها. ويمتلك تنظيم القاعدة الخبرة المؤسسية والبنية التحتية التي تساعده على احتجاز الرهائن ونقلها فضلاً عن التفاوض للحصول على الفدية المطلوبة وهو ما لا تستطيع فعله الجماعات الصغيرة.

ويرى الكثير من المراقبين أن داعش تعمل بشكل مختلف على الأقل في الوقت الراهن، فقد قاموا "بخطف كل الرهائن الذين يحتجزونهم بأنفسهم"، حسبما يقول بيتر بوكارت، من منظمة "هيومن رايتس ووتش".

ولكن حالة الصحافي سوتلوف انطوت على تساؤلات بشأن الأشكال الأخرى من المساعدة التي تتلقاها داعش من جماعات أخرى، خطفت داعش سوتلوف في أغسطس (آب) عام 2013، وأعلنت عن إعدامه في فيديو بثته على الإنترنت.

ونقل موقع "ديلي بيست" عن صديق لسوتلوف والمتحدث باسم العائلة، باراك بارفي، قوله إن جماعة تدعمها الولايات المتحدة تُدعى "عاصفة الشمال" أبلغت داعش بموقع سوتلوف نظير رسم قدّره بارفي بما بين 25 و50 ألف دولار. وكان بارفي، نقلا عن مصادر على الأرض، قد ادّعى في وقت سابق أن سوتلوف قد "بيع على الحدود"، مما أدى ببعض وسائل الإعلام إلى القول بشكل غير صحيح أن متمردين مدعومين من الولايات المتحدة هم من خطفوا سوتلوف.

ونفى وزير الخارجية جون كيري ومسئولين بالإدارة فضلاً عن السيناتور جون ماكين، الذي التقى العام الماضي مع أعضاء العاصفة الشمالية، رواية بارفي.

وشكك في هذه الرواية أيضاً المدير التنفيذي لقوة مهام الطوارئ السورية معاذ مصطفى، وهي جماعة ضغط مؤيدة للتدخل في سوريا وعلى علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الحكومة، مؤكداً أن "عاصفة الشمال" خصوم ألداء لداعش، وأنه لا يوجد أي تعاون بين داعش والجماعات الأخرى لأن "داعش تحارب كل الجماعات الأخرى، ولا يوجد في الغالب أي نوع من التنسيق المتبادل الذي تحتاجه مثل هذه الصفقات".

هذا وقد أفادت التقارير بأن داعش طالبت بالحصول على 132 مليون دولار، للإفراج عن الصحافي الأمريكي جيم فولي، ولكن رفضت الولايات المتحدة الصفقة، لاتباعها سياسة قديمة في عدم تقديم تنازلات للجماعات الإرهابية، وقامت داعش بقتل فولي في وقت لاحق.

وبرغم التركيز الإعلامي على الغربيين، فإن الغالبية العظمى من رهائن داعش من السوريين والعراقيين وغيرهم من سكان المنطقة، يقول بوكارت "إن عمليات الخطف والابتزاز الأوسع نطاقاً تستهدف الأثرياء السوريين والعراقيين، وإن لم يكن الأثرياء جداً".

تعليقات