قال تعالى: ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ لجنة إِذﹶ اﹶقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ* وَلاَ يَسْتَثْنُونَ* فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ* فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ* أَنﹸ ٱغدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمﹸ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ* فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ* أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ* وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ* فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ* قَالَ أَوْسَطُهُمﹸ أَلَمﹶ اَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ* قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ* فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ* قَالواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ* عَسَىٰ رَبّنَآ أَن ﹸيبدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ* كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾[القلم:17ــــ 33 ]«إﻧﻬاقصةيواساللهﺑﻬانبيهويذكرﺑﻬاالقرشيينويحذرهممنمغبةأمرهمالذيهمفيهمنشركوضلال،وكفروعنادإﻧﻬاقصةأصحابالجنةالذينابتلاهمالله سبحانه بالخيراتوالنعم، كماابتلى قريشًا، فكان من أمر قريش ما كان من أمر أصحاب الجنة.هاهيقصةأصحابالجنة،أصحابالحديقةوالبستانإﻧﻬم قوموسعاللهعليهمورزقهم،فأينعتثمرةجنتهموجاءوقت حصادهاواقترب.فماذاكانمنأمرهؤلاء(أصحابالجنة)الذينوسعاللهعليهم؟وماذاكانموقفهممنالفقراء والمساكين؟!! لقدقابلوانعماللهبالشحوالبخلوالعزمعلىحرمانالفقراء والمساكين! لقدأضمروانواياخبيثة:﴿ إِذﹶ اﹶقْسَمُواْ ﴾فيمابينهموتعاهدواوتعاقدوا﴿ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ ليقطعنثمرهافيالصباحالباكر.ذلكلئلايعلمﺑﻬمفقيرولايمرﺑﻬمسائلولامسكين!!ليتوفرثمرهاكلهلهمولايتصدقوامنهبشيء»(1 )فأرسل الله تعالى نارا على الحديقة ليلا أحرقت الأشجار وأتلفت الثمار، فلما أصبحوا ذهبوا إلى حديقتهم فلم يروا فيها شجرا ولا ثمرا، فظنوا أنهم أخطأوا الطريق، ثم تبين لهم أنها بستانهم وحديقتهم. وعرفوا أن الله تعالى عاقبهم فيها بنيتهم السيئة، فندموا وتابوا بعد أن فات الأوان»(2)قال لهم ــ أعقلهم وأصلحهم ــ بعد أن شاهد ما شاهد من أمر الحديقة: لقد قلت لكم عندما عزمتم على حرمان المساكين حقوقهم منها، اتقوا الله ولا تفعلوا ذلك، ولكنكم خالفتموني ولم تطيعوا أمري فكانت النتيجة ما ترون من خراب الجنة، التي أصابني من خرابها ما أصابكم.»(3)وقد ساق الله جل شأنه هذه القصة ليعلمنا أن مصير البخيل ومانع الزكاة إلى التلف وأنه يضن ببعض ماله في سبيل الله فيهلك كل ماله مصحوبا بغضب الله، ولذلك عقب تعالى بعد ذكر هذه القصة بقوله: ﴿ كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾ مثل ذلك العقاب الذي عاقبنا به أهل الحديقة يكون عقابنا في الدنيا لكل من خالف أمر الله، وبخل بما آتاه الله من النعم، ولعذاب الآخرة أعظم وأشد من عذاب الدنيا، لو كانوا يعلمون لانزجروا عن كل سبب يوجب العقاب.»(4) والله أعلم.إعداد : ذ. أحمد الحجاجيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1ــ قصة أصحاب الجنة /مصطفى بن العدوي/ص:8ـ 11بتصرف2 ــ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم/ نخبةمن علماء التفسير وعلوم القرآن/ج8/ص:3023ـ القصة في القرآن/ محمد سيد طنطاوي/ج2/ص:308 4 ــ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم/ نخبةمن علماء التفسير وعلوم القرآن/ج8/ص:304
تعليقات
إرسال تعليق