رائحة تعرقي أرقتني ونفرت الناس مني رغم أني أستحم أكثر من مرة يوميا

السؤال:

السلام عليكم



أنا بنت وعمري 22 عاما، مشكلتي برائحة عرقي، أنا أستحم يوميا وأزيل شعر المنطقة، ولا يمكن أن أخرج من بيتي دون استحمام حتى لو كنت قد استحممت بذات اليوم، يصل أحيانا استحمامي لثلاث مرات يوميا، وأنا أستحم وأغسل المنطقة، لكن منذ لحظة خروجي من الحمام أرى انزعاج الناس من رائحتي! جربت أغلب مزيلات العرق: ريكسونا، بزلين، فا، نيفيا، فيبكس، وحتى مزيلات رجالية استخدمتها قلت يمكن أن تكون أقوى ولكن بدون فائدة، ولجأت للشبة مع المسك، ليمون، بيكربونات الصوديوم ولا فائدة، كما أن بعضها عملت لي احمرارا وحكة وبقعا على الملابس.



قبل فترة قرأت موضوعا لأخت نصحت باستخدام lady speed stick وقالت: يستحيل أن ينزل معه العرق، ولا تظهر الرائحة بعد استخدامه، لأنه مضاد للتعرق ومزيل رائحه بذات الوقت. وصار لي تقريبا أسبوع ونصف وأنا أستخدمه ولم أستفد ولم تحل مشكلتي، وقرأت في موقع استشارات احتمالية أن تكون الرائحة من البكتيريا، ذهبت فورا واشتريت مطهر بيتادين واستخدمته يومين، ثم أوقفته يومين ورجعت استخدمته يومين، لكن لم ألحظ أي تغيير، ومشكلتي كما هي (المرهم يحتوي ع الكورتيزون).



لا أريد الذهاب لطبيبة، لأني أخجل من هذا الشيء، أريد منكم نصحي واقتراح مستحضر جديد متوفر بالسعودية كي أجربه، لا يهم إن كان مضاد تعرق أو مزيلا، بالرغم أنني قرأت أن المضادات لا تحبذ لكني أريد أي شيء يزيل عني الرائحة، للعلم أني أعاني من زيادة بالوزن وسريعة التعرق، وأعلم بأن السمنة سبب من أسباب خروج الرائحة، لكني أرى مثيلاتي وأخريات أسمن مني ولا يعانين معاناتي!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أقدر معاناتك مع تلك المشكلة، وأتمنى أن تكون المعلومات والنصائح التالية مفيدة لك بشكل كبير.



يوجد نوعين من الغدد العرقية بالجسم نوع (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريبا، وتفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني (Apocrine glands) وتوجد في أماكن محددة مثل الإبطين وجلد الأماكن التناسلية والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.



وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق وبالأخص في منطقة الإبطين بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد، وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية- ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة، ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:



• الاستحمام المتكرر وغسل الإبطين بعد العرق باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.

• تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.

• لبس الملابس القطنية أو الماصة أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.

• تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري.

• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار، لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.

• استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة هل هي مزيلة للعرق أو معطرة فقط؟ وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس، وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة، مثل النوع المذكور بالاستشارة “Lady stick” وهو من الأنواع الجيدة، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوي على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية للتقليل من إفرازه مثل (Drichor) أو (Spirial)، وتوجد تلك المستحضرات على عدة هيئات منها الكريم إذا رغبت في ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذي تقطنين فيه.

• وإنقاص الوزن إلى القيمة المثالية مفيد في حالتك تحديدا للتقليل من الرطوبة بالثنايات.



وأنصح أيضا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية، لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.



أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة بثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية، ويجب للتأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة لقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض الذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية، بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل الأسماك البحرية -يمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحوا أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا، ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل على تغير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني، لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد. في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقية عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.



أتمنى لك السعادة ووفقك الله، وحفظك من كل سوء.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1zcrbf3

تعليقات