أريد مواصلة الدراسة ووالدي متقاعد ويتخوف من مصاريفها!

السؤال:

السلام عليكم يا مستشاري إسلام ويب.



استشارتي اليوم تخص والدي، وهي نفسية: فشخصية والدي معقدة جداً.



والاستشارة هي: والدي سوف يخرج معاش (تقاعد) بعد شهر من الآن، والمعاش سوف يكون 1000 جنيه، ولدينا ما يقرب من 250 ألف جنيه، وأنا قدمت في التنسيق، وقبلت في جامعة خاصة بـ 12 ألف في السنة لمدة خمسة أعوام، وأنا أرى أنه لا يوجد ما يقلق من الجهة المادية هكذا، لكن من يومها ووالدي يبكي الليل ويشكو الناس نهاراً أنه لن يستطيع الإنفاق، وكأنها سوف تكلفنا أكثر من 250 ألف!



أنا الابن الوحيد في الأسرة، ولا يوجد أي مصاريف أخرى، وحتى عندما تم العرض عليه للعمل بـ 2500 جنية في الشهر إضافي للمعاش رفض وكأنه يريد الاستسلام.



أبي من الشخصيات صعبة الفهم، وما حصل الآن حدث قديماً عندما تم ترقيته فرفض الترقية، لأنه يريد البقاء في مكانه للأبد، وأنا أريد أن أجد حلا معه، خاصة وأنه يرفض الحوار، وأيضا أنا تعبت؛ لأنه يوقظني من النوم ويقول دائماً أنه خائف، ولا يريد أن يقول السبب، لكنه واضح.



فقلت: هل من الممكن أن يكون للمستشارين النفسيين حلا لمشكلتنا؟ مع العلم أنه في تلك المواقف يلجأ لأهله، وخاصة التي تدعى عمتي وهذه "خّرابة بيوت" كما نطلق عليها، وكانت السبب في طلاق والدتي من والدت قديماً، ويمكن أن تنصحه بأنه يكفي هذا التعليم لي. أرجو منكم الحل والعلاج والنصيحة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا الموضوع، الذي من المؤكد أنه ليس سهلا عليك.



يكثر الاكتئاب عند هذه الشريحة العمرية، وخاصة عندما يصل الواحد منهم إلى سن التقاعد، فتظهر عليه العديد من أعراض الاكتئاب النفسي.



ومن جملة هذه الأعراض: التشاؤم ورؤية الجوانب السلبية، والقلق المالي غير المبرر في كثير من الأحيان، والبكاء وقلة النوم وفقدان الشهية للطعام، وربما فقدان الوزن.



أنصحك بعرض الوالد على الطبيب النفسي، وخاصة أن هذا النوع من الاكتئاب يستجيب بشكل جيد للعلاج الدوائي بأحد أدوية الاكتئاب، ويمكنك أن تقنع الوالد بزيارة حتى للطبيب العام للقيام بالفحص الروتيني لاستبعاد بعض أمراض كبر السن كضغط الدم وغيره، وأن هذه الزيارة يكون فيها الخير بعون الله.



ويمكن أحيانا حتى للطبيب العام أن يصف أحد أدوية الاكتئاب، وهو ليسَ في حاجةٍ لإخبار الأب بأنه الاكتئاب، إذا صعب عليه تقبل الأمر بداية.



ومن المفيد أيضا مساعدة الأب في مرحلة لاحقة للعمل على إيجاد هواية أو اهتمام يشغل به نفسه بعد التقاعد، وربما العمل الجديد الذي عرض عليه، ومع شيء من الدخل المالي يكون مفيدا له ولصحته البدنية والنفسية.



ومعك الحق في القلق من هذه العمة، وخاصة أن والدك وهو في هذه الحالة النفسية قد يسهل عليها إقناعه بما تريد، فانتبه لهذا.



حفظ الله والدك من كل سوء، وأنعم على الأسرة بالطمأنينة وراحة البال.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1u3C2zK

تعليقات