هل اللواط مرض نفسي؟ توجيهات ونصائح

السؤال:

هل اللواط مرض نفسي سواءً كان فاعلاً أو مفعولا به، ولا ذنب على الإنسان إطلاقًا؟



كيف وكم ومتى يكون حلق العانة؟ وما الفوائد والأضرار طبيًا وشرعيًا؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.



وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي :

أولاً: كثرت الأحاديث حول اللواط، وهل كونه مرضًا، أم مجرد نزوة عابرة، أو شدة شبق جنسي، أم خروج عن الفطرة، والحقيقة -أخي الحبيب- أن الشذوذ الجنسي مرض نفسي وعضوي معًا، يقول أحد الأطباء النفسيين: لقد رأينا أنه قل أن يوجد شذوذ جنسي بغير مرض عصبي نفساني، ولا يسبب النزاع بين مركب الشذوذ وغريزة الاجتماع إلا مرض إذا قدر للشاذ أن يكون في مركز يتحكم بوساطته في إشعال نار الحرب أو إطفائها، وقد يتمخض ذلك عن جنون.



ثانيًا: شدد الإسلام على حرمة الفعل، وبين أن عاقبة أهل الفساد من اللوطين هي الهلاك، وقد أهلك الله قوم لوط، وأوقع بهم ثلاثة أنواع من العقوبة، فجعل عالي أرضهم سافلها، وأرسل عليهم الصيحة، وأمطر عليهم حجارة من سجيل بسبب ارتكابهم لتلك الفاحشة، يقول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ* مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}، وقال تعالى عن قوم لوط: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ}، وقال في سورة أخرى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}، وقد أمر الشرع كما لا يخفاك بقتل من يرتكب هذه الفاحشة لبشاعتها وشناعتها، سواء كان فاعلاً أو مفعولا به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به}، وقال صلى الله عليه وسلم: {ملعون من عمل بعمل قوم لوط}.



ثالثًا: أما حلق العانة وتوقيتها فقد قال الإمام النووي رحمه الله: وأما وقت حلقه، فالمختار أنه يضبط بالحاجة وطوله، فإذا طال حلق، وكذلك الضبط في قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقد صح عن أنس رضي الله عنه قال: (وقت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة) رواه مسلم.

والمعنى ألا يترك تركًا يتجاوز به أربعين، كما قال النووي رحمه الله.



نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، والله الموفق.

++++++++++++++++++++++

انتهت إجابة د. أحمد المحمدي المستشار التربوي، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:

++++++++++++++++++++++

أيها الفاضل الكريم: الإجابة على سؤالك حول اللواط تتطلب الكثير من الأمانة والحيادية العلمية؛ لأن اللواط في الوقت الحاضر أجازته معظم الدول وكذلك المجتمعات، وأصبح للواط منظمات، وبكل أسف كانت آخر الدول التي أباحت فعل اللواط هي الهند منذ عام تقريبًا.



ومن وجهة النظر النفسية كان اللواط أحدا الأمراض النفسية، لكن بعد احتجاجات اللواطيين المتكررة تم إسقاطه من كل التشخيصات النفسية، واعتُبر أنه فعل جنسي، أو تنوع جنسي غير شاذ، وهذا قول قطعًا لا نتفق معه، هذا الفعل آثم ومخالف للطبيعة البشرية، ولو لم يكن كذلك لَما غلظ الشرع أمره.



وأريد أن أوضح شيئا مهما جدًّا، وهو أن بعض الذين يمارسون اللواط قد غُرر بهم وتعرضوا لامتهانات وانتهاكات في صغرهم؛ ولذا دُفعوا نحو اللواط، لكن بعد أن أدركوا وارتبطوا بالواقع أصبحت مسؤوليتهم شخصية حيال أنفسهم أن يُخرجوا أنفسهم من هذه الممارسة.



هنالك عدد قليل من المرضى العقليين، من المرضى الذهانيين الذين يفتقدون الاستبصار، وقد يمارسون اللواط، وفي هذه الحالة لا شك أنه نتيجة للمرض النفسي، أو المرض العقلي الشديد.



خلاصة الأمر: لا يعتبر اللواط مرضًا نفسيًّا، وهذه هي رغبة اللواطيين أنفسهم، ولا نستطيع أن نقول أن قوم سيدنا لوط كانوا كلهم مرضى نفسيين، إنما هو فعل، هو سلوك إنساني مبغوض ومرفوض ويخرج عن خط ونطاق الطبيعية، والذي يفعل هذا الفعل إذا لم يكن مريضًا عقليًا فهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن فعله في الدنيا والآخرة.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1rZJbnu

تعليقات