السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة لم أتزوج بعد، ولا يهم السبب، المهم أني لم أتزوج مثلي مثل الكثيرات، لكن حتى السنة الماضية وأنا لدي إيمان بفرج الله، وحتى احتمال أني لن أتزوج مطلقا كنت أنظر إليه بطريقة عقلانية، وأني في بيت أبي معززة مكرمة والحياة قصيرة، وفي النهاية الموت، ولا شيء يستحق القلق، ولكن لدي أم أعتبرها هي الابتلاء الحقيقي في حياتي، لا أدري إن كانت تعي ما تفعل وتقول أم لا! لا تقوم بدور الأم أبدا في حياتها، سواء معي أو مع أخواتي، لا بكلمة ولا بفعل، صارعت نفسي للخروج من بلائها بأقل الأضرار النفسية والعقلية، ولكن الله لم يرد لي النجاة بنفسي.
عندما كنت في الـ 28 تقدمت لي إحدى قريباتنا من مستوى عائلي جيد لابنها، ولكن أنانية أمي جعلتها ترفض الخاطب بحجة أني يجب أن أتزوج من خارج العائلة، لأنني سأفضحها عند قريبتها، وهذا ناجم عن احتقارها لنفسها ولنا نحن بناتها، مع العلم أني جميلة ومثقفة وجامعية وربة منزل ممتازة، حاولت التكلم معها وقلت لها: أنا في سن خطيرة وهذه فرصتي، ولكن لا حياة لمن تنادي.
بالرغم من ذلك احتفظت دائما بثقتي بالله ونظرتي الإيجابية، وبعدما تخطيت الثلاثين بدأت أبرمج نفسي أني إذا لم أتزوج فأنا معززة في بيت أبي، أبي إنسان عادل ومتفهم ويمنع الكثير من أذاها، رغم أني أعيش معهم في منزل واحد.
عندما خطب أخي الأصغر، وهناك عروس ستأتي للمنزل زادت جرعتها من الإذلال والاحتقار، وفي مرة لم أتمالك نفسي فأصبت بصدمة نفسية ونمت أبكي، فاستيقظت على ألم شديد في البطن، ثم اكتشفت أنها مرارة، ومن بعدها لا أقول أني فقدت ثقتي بالله، لكن صرت شبه مقتنعة أن الله ابتلاني وهذا الابتلاء لن ينتهي إلا بالموت، فأصبت بالبلادة من ناحية كل شيء، الدراسة، العمل، التعلم، الطموح، حتى النظافة الشخصية أتهاون فيها أحيانا، وأحيانا يلازمني الشعور بالفزع وأنا مستيقظة، وعدم اطمئنان وخوف شديد من المستقبل، أشعر أني فقدت الإحساس تماما بكل ما يحيط بي.
هل يجب الذهاب إلى طبيب وتناول أدوية؟ أم من الممكن أن أتحسن من دون أدوية؟ وهل حالتي لا تتحسن إلا إذا خرجت من بيت أهلي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العلاقة مع الوالدين هي علاقة ملزمة بل هي علاقة إجبارية، ولا مناص منها - أيتها الفاضلة الكريمة – والشيء الآخر، وهو أكيد وقطعي: أن الوالدين تجبرهم فطرتهم السليمة على حب أبنائهم، والأبناء قطعًا أقصد بهم البنات والأولاد، فيجب أن نتأكد من قاعدة هامة أن والدتك تحبك، لكن ربما يكون لديها مشكلة في المنهجية في التعامل معك، وأنت يجب أن تتفهمي هذا الموضوع.
اجلسي مع نفسك، قومي بشيء من المراجعات حول علاقتك بوالدتك، واتخذي مناهج جديدة تمامًا ومختلفة عمَّا سبق، تجنبي الاحتكاك معها، كوني إيجابية حيالها، متى ما وجدت فرصة لتتكلمي معها الكلام الجميل، الكلام التحفيزي، إبداء الطاعة والبر لها، هذا أمر واجب، وهو أمر ضروري، فمن خلال ذلك يمكن أن يتغيَّر منهج والدتك حيالك، أعرف أن الأمر قد لا يكون بهذه البساطة، لكن بفطنتك وكياستك تستطيعين أن تعدّلي والدتك سلوكيًّا، وفي ذات الوقت يجب أن تراقبي نفسك، بل يجب أن تراجعي نفسك، تحاسبي نفسك، ما هي أخطائك أنت حتى ساءت العلاقة بينك وبين والدتك لهذه الدرجة؟ هل هنالك مساهمات سلبية من جانبك؟ فالمبدأ هو قوله تعالى: {وما أُبرِّئُ نفسي إن النفس لأمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربي}. يجب أن تكون هنالك نوع من التوازنات الإيجابية والصحيحة لإعادة ترميم هذه العلاقات، هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجيه في هذا الخصوص.
الأمر الثاني: اصرفي انتباهك عن هذه الضغوطات وعن هذه الصعوبات، بأن تجدي لنفسك برامج يومية إيجابية: القراءة، الاطلاع، تطوير الذات، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، الانخراط في عمل تطوعي أو اجتماعي أو دعوي، هذه كلها منافذ عظيمة وجميلة للنفس من أجل تطويرها، ومن أجل السعي لأن تخفف الضغوطات النفسية.
الزواج – أيتها الفاضلة الكريمة – مفاهيمك عنه جميلة، أعجبتني تمامًا، أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، هذه هي بداية الأمر ونهايته.
بالنسبة للذهاب إلى الطبيب النفسي، لا بأس في ذلك، لكن أنا لا أراك مريضة حقيقة، هذه مجرد ظاهرة، خذي ما ذكرته لك، وإن أحسست بسوداوية وكدر حقيقي في تفكيرك – لا قدر الله – هنا اذهبي إلى الطبيب النفسي، ويمكن أن يصف لك أحد محسنات المزاج.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.
السلام عليكم
أنا فتاة لم أتزوج بعد، ولا يهم السبب، المهم أني لم أتزوج مثلي مثل الكثيرات، لكن حتى السنة الماضية وأنا لدي إيمان بفرج الله، وحتى احتمال أني لن أتزوج مطلقا كنت أنظر إليه بطريقة عقلانية، وأني في بيت أبي معززة مكرمة والحياة قصيرة، وفي النهاية الموت، ولا شيء يستحق القلق، ولكن لدي أم أعتبرها هي الابتلاء الحقيقي في حياتي، لا أدري إن كانت تعي ما تفعل وتقول أم لا! لا تقوم بدور الأم أبدا في حياتها، سواء معي أو مع أخواتي، لا بكلمة ولا بفعل، صارعت نفسي للخروج من بلائها بأقل الأضرار النفسية والعقلية، ولكن الله لم يرد لي النجاة بنفسي.
عندما كنت في الـ 28 تقدمت لي إحدى قريباتنا من مستوى عائلي جيد لابنها، ولكن أنانية أمي جعلتها ترفض الخاطب بحجة أني يجب أن أتزوج من خارج العائلة، لأنني سأفضحها عند قريبتها، وهذا ناجم عن احتقارها لنفسها ولنا نحن بناتها، مع العلم أني جميلة ومثقفة وجامعية وربة منزل ممتازة، حاولت التكلم معها وقلت لها: أنا في سن خطيرة وهذه فرصتي، ولكن لا حياة لمن تنادي.
بالرغم من ذلك احتفظت دائما بثقتي بالله ونظرتي الإيجابية، وبعدما تخطيت الثلاثين بدأت أبرمج نفسي أني إذا لم أتزوج فأنا معززة في بيت أبي، أبي إنسان عادل ومتفهم ويمنع الكثير من أذاها، رغم أني أعيش معهم في منزل واحد.
عندما خطب أخي الأصغر، وهناك عروس ستأتي للمنزل زادت جرعتها من الإذلال والاحتقار، وفي مرة لم أتمالك نفسي فأصبت بصدمة نفسية ونمت أبكي، فاستيقظت على ألم شديد في البطن، ثم اكتشفت أنها مرارة، ومن بعدها لا أقول أني فقدت ثقتي بالله، لكن صرت شبه مقتنعة أن الله ابتلاني وهذا الابتلاء لن ينتهي إلا بالموت، فأصبت بالبلادة من ناحية كل شيء، الدراسة، العمل، التعلم، الطموح، حتى النظافة الشخصية أتهاون فيها أحيانا، وأحيانا يلازمني الشعور بالفزع وأنا مستيقظة، وعدم اطمئنان وخوف شديد من المستقبل، أشعر أني فقدت الإحساس تماما بكل ما يحيط بي.
هل يجب الذهاب إلى طبيب وتناول أدوية؟ أم من الممكن أن أتحسن من دون أدوية؟ وهل حالتي لا تتحسن إلا إذا خرجت من بيت أهلي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العلاقة مع الوالدين هي علاقة ملزمة بل هي علاقة إجبارية، ولا مناص منها - أيتها الفاضلة الكريمة – والشيء الآخر، وهو أكيد وقطعي: أن الوالدين تجبرهم فطرتهم السليمة على حب أبنائهم، والأبناء قطعًا أقصد بهم البنات والأولاد، فيجب أن نتأكد من قاعدة هامة أن والدتك تحبك، لكن ربما يكون لديها مشكلة في المنهجية في التعامل معك، وأنت يجب أن تتفهمي هذا الموضوع.
اجلسي مع نفسك، قومي بشيء من المراجعات حول علاقتك بوالدتك، واتخذي مناهج جديدة تمامًا ومختلفة عمَّا سبق، تجنبي الاحتكاك معها، كوني إيجابية حيالها، متى ما وجدت فرصة لتتكلمي معها الكلام الجميل، الكلام التحفيزي، إبداء الطاعة والبر لها، هذا أمر واجب، وهو أمر ضروري، فمن خلال ذلك يمكن أن يتغيَّر منهج والدتك حيالك، أعرف أن الأمر قد لا يكون بهذه البساطة، لكن بفطنتك وكياستك تستطيعين أن تعدّلي والدتك سلوكيًّا، وفي ذات الوقت يجب أن تراقبي نفسك، بل يجب أن تراجعي نفسك، تحاسبي نفسك، ما هي أخطائك أنت حتى ساءت العلاقة بينك وبين والدتك لهذه الدرجة؟ هل هنالك مساهمات سلبية من جانبك؟ فالمبدأ هو قوله تعالى: {وما أُبرِّئُ نفسي إن النفس لأمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربي}. يجب أن تكون هنالك نوع من التوازنات الإيجابية والصحيحة لإعادة ترميم هذه العلاقات، هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجيه في هذا الخصوص.
الأمر الثاني: اصرفي انتباهك عن هذه الضغوطات وعن هذه الصعوبات، بأن تجدي لنفسك برامج يومية إيجابية: القراءة، الاطلاع، تطوير الذات، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، الانخراط في عمل تطوعي أو اجتماعي أو دعوي، هذه كلها منافذ عظيمة وجميلة للنفس من أجل تطويرها، ومن أجل السعي لأن تخفف الضغوطات النفسية.
الزواج – أيتها الفاضلة الكريمة – مفاهيمك عنه جميلة، أعجبتني تمامًا، أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، هذه هي بداية الأمر ونهايته.
بالنسبة للذهاب إلى الطبيب النفسي، لا بأس في ذلك، لكن أنا لا أراك مريضة حقيقة، هذه مجرد ظاهرة، خذي ما ذكرته لك، وإن أحسست بسوداوية وكدر حقيقي في تفكيرك – لا قدر الله – هنا اذهبي إلى الطبيب النفسي، ويمكن أن يصف لك أحد محسنات المزاج.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1uqyRXS
تعليقات
إرسال تعليق