أشعر باضطراب وعدم ارتياح في منطقة العجان.. أفيدوني

السؤال:

أنا شاب عمري 25 سنة، مارست العادة السرية بإفراط، ولكن -الحمد لله- تركتها الآن لي شهر تقريبًا وقد عاهدت نفسي على تركها للأبد، وأصبحت محافظا على الصلاة فرضًا والنوافل، وصلاة الليل، والضحى، والتراويح، وأصبحت مكثرًا لذكر الله، وقراءة القرآن، وكذلك مهتمًا بصحتي من إكثار أكل الخضراوات والفواكه، والألياف والرياضة.



قبل أن أتركها كان عندي مشكلة أنني إذا تبولت تخرج نقاط بعد التبول مباشرة، أو بعد دقائق، وشعور بعدم ارتياح بمنطقة العجان والقضيب أشعر كأنها فيها اضطرابات، والآن بعد تركي للعادة لمدة شهر خف التنقيط بعد البول نسبيًا، ولكن شعور عدم الارتياح يضايقني مما سبب لي اكتئابًا وتوترًا وقلة النوم، فلا أعلم هل هي وسوسة أم لا؟



مع العلم أنني قرأت كثيرًا عن البروستاتا واحتقانها والتهابها ووسوست، أرجو مساعدتي بإيجاد علاج فعال يزيل كل الأعراض التي ذكرتها، مع العلم أنني قبل 3 أشهر كنت مصابًا بالتهاب القولون العصبي؟



وهل في هذه الحالة التي ذكرت لكم يلزم مراجعة الطبيب أم لا؟ مع العلم إنني أحرج عند زيارته لذكر الأعراض، وهل هذه الأعراض تخف مع الأيام والشهور والسنين بتركي للعادة؟ وهل هذه الأعراض تؤثر في المستقبل عند الزواج؟ مع العلم أنني لا أشعر بحرقان في البول الآن.



وسؤال ثان: هل الشعر حول فتحة الشرج يضايق أو يسبب حكة، أو عدم ارتياح عند الجلوس؟ وهل يسبب روائح وفطريات ميكروبات؟ وهل يجوز حلقه بمعنى أن هذه المنطقة تدخل في حكم شعر العانة؟



أفيدوني.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



ثبتك الله على طريق التوبة والحق بحوله وقوته، ولقد اخترت طريق الله سبحانه وتعالى وتقربت إليه بترك المعاصي والشبهات، وسوف يعينك الله على ذلك، وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة في صحيحه من كتاب التوبة: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ).



وترك العادة السرية عمل طيب سوف تؤجر عليه طالما تركتها طاعة وقربة إلى الله، فالناس تعبد الله طمعًا في الجنة، وتعبده خوفًا من النار وتعبد الله حبًا فيه، وأعلى مرتبات العبادة حب الله والتقرب بالعمل الصالح والعبادة، وشغل النفس بالواجبات وحقوق الغير من الأبوين، والأخوات والإخوة، وعمل ما يرضي الله تعالى، وعدم الانفراد بالنفس فهي أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي والعادة السرية تورث أمراضًا نفسية مثل ضعف الهمة، والقلق وفقدان الثقة بالنفس، والميل إلى ارتكاب المعاصي، وعدم الندم عليها بالإضافة الى زيادة معدل التهاب المسالك البولية، وما يترتب عليه من مشاكل في المثانة البولية، والكلى، والبروستات.



وندعو الله تبارك وتعالى بالتوفيق للشباب لترك هذه العادة، مع تناول الغذاء السليم، والنوم المعتدل ليلا، ويفضل تحليل صورة دم، وفيتامين D وأخذ العلاج المناسب، وهناك في الموقع الكثير من الاستشارات التي تتكلم عن العادة السرية، وكيفية التعامل معها والإقلاع عنها، وما هي أضرارها.



وأكثر ما يؤدي الى الإحساس بالألم والاحتقان في منطقة الحوض، هي الإثارة الجنسية ومشاهدة المواقع والأفلام التي تثير الشهوة مما يؤدي الى احتباس المني في الحويصلات المنوية، وتدفق الدم في الحوض مما يسبب الإحساس بالضيق، والألم في الحوض، وقد يؤدي الى التهاب في المسالك البولية، ولذلك لا يكفي ترك العادة السرية، ولكن يجب ترك كل ما يؤدي إليها مع عمل تحليل بول، وفي حال وجود التهاب يمكنك تناول العلاج المناسب مع تناول فوار uricol لتطهير المسالك البولية، وشرب المزيد من الماء.



وهناك كثير من الأشياء الواجبة إذا فعلناها وأقدمنا على فعلها فإنها تشغل النفس عن التفكير في الجنس، وفي العادة السرية، فأين الوقت للتخطيط المستقبل؟ وأين وقت المذاكرة والقراءة والاطلاع؟ وأين وقت تحمل المسؤولية تجاه الوالدين ومساعدة الإخوة الصغار في الواجب المدرسي؟ وأين وقت ممارسة الرياضة، والاشتراك في النادي, ولعب لعبة جماعية تفرغ فيها طاقتك, وتتعامل مع اللاعبين والمدرب, وتتفاعل مع الآخرين؟



وأين وقت المسجد للصلاة, وورد القرآن, وحفظ ما تيسر من القرآن؟ وأين وقت الأسرة والاجتماع على الغداء والعشاء؟ وأين وقت التليفزيون والراديو, والتعرف على أحوال الناس من حولنا؟ ألا ترى الفيضانات في بلاد! والقتل والتشريد في بلاد أخرى! والفقر والجوع في بلاد أخرى! والخلاصة أنك إذا شغلت وقتك بواجباتك, وأديتها على أكمل وجه فلن تجد وقتًا لتنفرد بنفسك، ومع ترك العادة وما يؤدي إليها سوف تختفي بأمر الله تلك الأعراض وبالتالي لن يؤثر ذلك على الزواج في المستقبل -إن شاء الله- وبخصوص الشعر حول الشرج هناك فتوى في الموقع أردت أن أنقلها لك، ويمكنك الاطلاع وهذا نصها ورقم الفتوى: 115823



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالشعر النابت حول حلقة الدبر من الشعر المطلوب حلقه سواء أطلق عليه اسم العانة أم لا للحاجة إلى التنظف بإزالته، وقد رأى بعض أهل العلم أنه داخل في مسمى العانة.



قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: والمراد بالعانة: "الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحواليه، وكذلك الشعر الذي حول فرج المرأة، ونقل عن أبي العباس بن سريج أنه الشعر النابت حول حلقة الدبر، فيحصل من مجموع هذا: استحباب حلق جميع ما على القبل والدبر وما حولهما". انتهى.



ومما تقدم تعلم أن الشعر النابت حول حلقة الدبر يشرع حلقه كما يشرع حلق الشعر حول الذكر. والله أعلم.



وفقك الله لما فيه الخير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1sFrWpL

تعليقات