أعيش في حيرة هل أبقى في وظيفتي أم أكمل دراستي وأحقق حلمي؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا شاب في العشرين من العمر، وقد تخرجت من الثانوية قبل سنتين من الآن، ومنّ الله علي والتحقت ببرنامج التدرج الوظيفي في إحدى الشركات الكبرى، وكنت في البداية أريد أن ألتحق بهذا البرنامج، وبإلحاح كبير وعندما التحقت به أصابني الندم، ولكن قلت فرصة ما تتكرر إلا مرة في العمر، واستمررت في الدراسة، وأنا يراودني شعور الندم تمنيت لو كنت أكملت الدراسة في أمريكا، ولكن لو خيرتني هل أكمل هنا في بلدي، ما كنت سوف أرضى ولن أرضى أساسًا، وقد ذهبت أمريكا للسياحة على أمل أن تزول رغبة إكمال الدراسة في أمريكا للأسف عندما عدت زادت رغبتي في ذلك.



توظفت الآن ودوامي ورديات (شفتات)، ولكني أشعر بتضارب مشاعري، لا أعلم ماذا علي أن أفعل؟ أخشى أن أستقيل، وينتابني الندم الذي لا راحة منه، أخشى ترك أبوي؛ لأنهما لم يرزقا إلا بولدين، وأخشى أيضا ألا أستطيع أن أكمل الدراسة، ويصعب علي الأمر، وأعود، وأكون قد خسرت كل شيء، فبماذا تنصحون وفقكم الله؟ هل أسعى لتحقيق حلمي وإكمال الدراسة الجامعية وأترك مخاوفي؟ أم أبقى في وظيفتي متمسكاً بها لكيلا أخسر كل شيء؟



ومع العلم أن لدي اضطرابات في النوم من كثرة التفكير، خصوصًا أني موظف في مسقط رأسي وبين والديَ وأخشى لو تركت وضيفتي ألا أستطيع العودة لها إلا بصعوبة، وبعد طول أمد.



مع العلم أني أكملت فترة دراستي بمدينة أخرى ليست ببعيدة جدًا عن مدينتي الأم، وأنا كل يوم أشعر بشعور الندم، وأخشى أن يضل هذا الشعور طويلاً، فبماذا تنصحوني أثابكم الله؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ majed m a حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

نعم يمكن أن يكون من الأمور الصعبة جدًا عندما يتوجب على الشاب تحديد الاختيار الذي يريد، وكما هو الحال معك بين الحيرة بين البقاء في الوظيفة الحالية وبين متابعة الدراسة، والتي هي غالبا في أمريكا.



الحياة كلها خيارات علينا أن نختار فيها ما نعتقد بأن فيه الخير، وما يمكن أن يعيننا، حسن التخطيط واستيعاب الظروف المتيحة بهذه الخيارات، وما هي الإيجابيات وما هي السلبيات، ومما يعيننا أيضا صلاة الاستخارة، ولكن بعد اتخاذ الأسباب.

أسألك سؤالاً؟



هل عندك الآن فرصة السفر والدراسة في أمريكا؟ وهل تعلم ماذا تريد أن تدرس؟



إذا كان جوابك نعم، فشخصيًا أنصحك بأن تسلك هذا الطريق، طالما أن الفرصة موجودة الآن، وقد لا تجد مثل هذه الفرصة في المستقبل، أما الوظيفة فهي دومًا متواجدة، وإن لم يكن مع نفس الشركة التي أنت فيها الآن، فربما مع شركة أخرى، أما السفر والدراسة في الخارج، فليس الأمر بالمتاح على طول.



طبعًا لا شك أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الدراسة المتعمقة والتخصص، مما يتيح لك التغيير الإيجابي المطلوب في حياة الناس في بلادنا، ووفق تخصصك وخبرتك.



موضوع الوالدين لا شك أن التردد يعكس مدى حرصك على رضاهما، وهذا شيء طيب إلا أنه ليس بالضرورة أنك لن تحقق هذا الرضى إذا سافرت، وخاصة مع وجود وسائل التواصل، فيمكنك مثلا أن تحدثهما يوميا على الهاتف، أو اسكايب، ولا شك أن والديك يريدان لك الخير والدراسة والتخصص ونيل الشهادات العليا.



طبعا السفر والدراسة في الغربة لن يكون بالأمر السهل، إلا أن الجهد والجهاد سيؤتي ثماره الطيبة، طبعًا هناك قرار لن يستطيع أحد اتخاذه نيابة عنك، ولا بد لك من اتخاذه بنفسك.



أرجو أن تفكر فيما ذكرته لك، ولعل فيما ورد في جوابي ما يعينك على اتخاذ القرار المناسب.



وفقك الله، -وإن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة، وأخبار تفوقك.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1oFVmjp

تعليقات