السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متزوج منذ سنة تقريبًا، حياتي مليئة بالمشاكل والدراما غير الممتعة، فزوجتي ذات روح مرحة وجميلة وذات خلق، ولكن العيب أنها تطلب الطلاق كثيرًا، فمنذ ثالث يوم في زواجنا طلبت الطلاق، والسبب أنها تقول أحسست أنك لا تحبني، ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن جملة "لا تحبني" ترافقني في جميع الأمور، فمشاكلنا من الجوال وإلى الجوال، فمثلا (الانستقرام) لا تريد أن أحمله بجوالي، والسبب قد تأتي فتاة وتعمل (أكاونت) لصورتي، أو تعمل فلو، وكذلك (البي بي)، وكذلك (الواتس اب).
إن ذهبنا للسوق تنظر فقط إلى عيوني، وتقول: أنت تنظر إلى الفتيات، هذا الشيء سبب لها هوسًا في هذا الأمر، لو خرجت لوحدي أصبحت كارثة في البيت، والسبب ظنها أني قد أصادف فتاة وتفتتن فيّ، ( علمًا بأنني لست جميلاً )، هي تصر على أني سأقع في حب أي فتاة, وتظن أن هؤلاء الفتيات ليس لهن أي هدف سوى محبتي، والوقوع في غرامي.. وهكذا أخاطب زوجتي.
في العيد الماضي كان زواج أختي، وأخبرتها أنني أتمنى أن تكون معي، وقد أعطيتها بعض الخيارات، فثارت لماذا كان من ضمن الخيارات أن أذهب لوحدي وأعيد عند أهلي، فطلبت الطلاق وذهبت لأهلها، ولم تعيّد معي، مع أنه أول عيد لنا مع بعضنا، ولم يكن لنا سوى شهرين متزوجين.
عادت الأمور على خير لبضعة أيام فقط، ثم عادت لمزاولة المهنة من جديد، أخرج للعمل ثم أعود لأتفاجأ بها تطلب الجوال، وبعد تصفحه تُلقي به، وتقول: "مسحت خيانتك لي"، وقد ظلت أربعة أشهر على هذا الحال، لو حملت برنامج (الواتس)، وأنا خارج البيت تقول: صور الجهاز، وأرسل لي صوره, أنا أحيي فيها الغيرة، ولكن غيرتها فوق الوصف، وفوق المعقول، أنا أحبها وأعشقها جدًا، وأتمنى أن أرزق منها بغلمان، فهي نور حياتي، وبهجة فؤادي, لكن إصرارها على هذه الأمور التي لا أعلم سببها، واهتمامها بالأمور الصغيرة هذه عقدت الأمور بيننا، وهي تعلم ذلك.
أنا أعترف أني مقصر في حقها من ناحية التسلية، والخروج مع بعضنا، أعترف به اعترافًا كاملاً، وقد وعدتها بأني سأعمل ما بوسعي لأصلح هذا الخلل، ولكن ما يكرهني في الخروج هو الاهتمام بهذه الأمور الصغيرة والتافهة من وجهة نظري.
أتمنى منكم إرشادنا وتفسير هذه الأمور لنا، ودمتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يُذهب عنها هذه الغيرة المرضية، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي يبدو منها فعلاً أن زوجتك ضحيَّة سوء فهم قديم، ترتب عليه أنها أزعجتك وأزعجت نفسها إلى هذه الدرجة، رغم أن زوجتك تتمتع بصفات رائعة، وأنت تشاركها ذلك، إلا أنها حياة ليست مريحة أو سعيدة، فرغم أنها على قدر من الجمال، وحسن الخلق، وغير ذلك إلا أنك مع كثرة الضغط هذا سوف تشعر بأن خارج البيت أفضل من داخله، وسوف تضطر لطردك روحيًّا وجسديًّا من البيت نتيجة هذا الضغط النفسي الذي قد يُولِّد لديك نوعًا من السآمة والملل من هذه الحياة.
هي مسكينة ولا تنظر في عواقب ما تصنع، وتعيش لحظتها؛ لأنه كما ذكرت قد تكون قد تعرضت في صغرها لنوع من الخيانة في داخل الأسرة، أو قد تكون سمعت من بعض صديقاتها عن الخيانات الزوجية وعمَّا يفعله الأزواج بهذه الأجهزة، وعمَّا يفعلونه أيضًا في الأسواق، وفي الطرقات وفي غير ذلك، وقد يكون هذا الكلام كله مبالغا فيه، وأنا واثق من ذلك يقينًا، إلا أنها ضحية لهذه الأفكار التي تسربت إليها منذ فترة طويلة، قد تكون منذ صغرها أو غيره؛ لأننا نأخذ انطباعات عن الأشياء من كلام الناس غالبًا، أو من المعايشة، فقد يكون البيت الذي نشأت فيه قد تكون فيه مشكلة هذه الخيانات، أو قد تكون هذه – كما ذكرت لك – معلومات تسربت من بعض الصديقات أو الزميلات واستقرتْ في نفسها، وقد تكون هي عندها مرض نفسي يُسمى (الغيرة).
ولذلك أرى بارك الله فيك أن تحاول أن تصبر عليها حتى لا تفقدها، وأن تحاول أيضًا أن تبيِّن لها خطورة هذه الأشياء؛ لأنها خطيرة جدًّا وتدل على فقدان الثقة، وهذا أمر يُؤلمك جدًّا.
والأمر الثالث – بارك الله فيك -: لا مانع من الاستعانة ببعض العقلاء من الأسرة من المقربين منها ليتكلم وليُبيِّن لها أن هذه الأشياء خطر، وأنها تصورات خاطئة، وأنه رجل معه امرأة في مثل جمالك وأخلاقك لا يمكن أبدًا أن يفكّر في هذا، وأن الدين يمنع المسلم من هذه الأشياء التي تتكلمين عنها، إلى غير ذلك من هذه الأمور الطيبة.
فإن استطعت فعلاً أن تتخطى هذه المشكلة بصبرك والتوجيهات والمداخلات فذلك حسن، وإن لم تستطع فهي تحتاج فعلاً إلى مراجعة أحد الأخصائيين النفسيين لمحاولة التغلب على فكرة هذه الغيرة المرضية؛ لأن هذا نوع من أنواع الغيرة، ولكنه يُسمى بالغيرة المرضية التي ليست لها أسباب وجيهة، وليس لها دوافع، ولكنها موجودة وتتأجج وقد تزداد مع الأيام، وبإذن الله تعالى سيقوم أخي المستشار النفسي – الدكتور محمد حفظه الله – بإعطائك بعض المهارات والتي بها تستطيع تتغلب على هذه المشكلة.
لكني أوصيك – بارك الله فيك – بالصبر الجميل وعدم العجلة، وأوصيك بالوضوح أيضًا، لا تستعمل أشياء تؤدي إلى نوع من الريبة؛ لأنه أحيانًا قد نفجِّر في الطرف الآخر مشكلة الغيرة، وقد نسبب له أزمة نفسية بتصرفاتنا غير الواضحة، كأن تُخفي الجوال، أو كأن تأخذ الجوال (مثلاً) بعيدًا عنها وتتكلم مع أحد، أو كأن تجعل للجوال رقمًا سريًا خاصًا حتى لا تستطيع أن تفتحه هي، أتمنى ألا تقع في مثل هذا، وأتمنى -بارك الله فيك- أن تساعدها بأن تضع الجوال في مكان عام أول ما تأتي، وأن تتركها تعبث به وتفعل فيه ما شاءت، ولا تعترض عليها مطلقًا ما دمت رجلاً واثقًا من نفسك، وأنك لا تفعل إلا ما يُرضي الله تعالى؛ لأنك الوحيد القادر على إخراجها من هذه الأزمة النفسية بسلوكك البيِّن الواضح الذي لا يُثير أي ريبة أو شك.
وعليك بالدعاء لها بأن يُصلحها الله تعالى، وأن يعافيها؛ لأنها تعاني من مشكلة حقيقية، وإن كنت أنت لا تشعر بها، لكنها فعلاً في مشكلة نفسية تحتاج إلى دعاء وإلحاح على الله أن يعافيها منها.
أسأل الله أن يحفظكما، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.
______________________________
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
أسأل الله لك التوفيق والسداد أنت وزوجتك.
أيها الفاضل الكريم: الصورة التي عكستها فيما يخص العلاقة بينك وبين زوجتك وغيرتها الشديدة، هذه ظاهرة مجتمعية كثيرة جدًّا في مجتمعنا، والأمور التي تثير مثل هذه الشكوك الظنانية عند بعض النساء لها مبرراتها، فدراسات كثيرة جدًّا أشارت – وبكل أسف – أن في المجتمعات الغربية مثلاً خمسة وأربعين بالمائة من الزيجات فيها خيانات زوجية، وفي مجتمعاتنا حتى وإن لم تكن الدراسات دقيقة إلا أن هناك من يتحدث عن نسبة عشرة إلى خمسة عشر بالمائة، وهذه نسبة كبيرة جدًّا ومخيفة جدًّا، إذًا اطلاع النساء على هذه الأرقام وهذه الدراسات قد يُرسِّخ لديهنَّ شيئًا من الشكوك والظنانية.
الأمر الآخر أخِي الكريم: المرأة حين تكون حريصة على زوجها وحين تكون غير مطمئنة وجدانيًا قد تأتيها هذه الأفكار دون أي أساس.
وهنالك نقطة ثالثة – وأعتقد أنها الأهم والأعم والأشمل -: بعض الأزواج قد يتصرفون تصرفات بحسنٍ نيَّة حيال امرأة أجنبية، وهذا حقيقة مُسيء جدًّا للزوجة ويشعل فيها نار الغيرة، وهذه الغيرة قد تكون مبررة، ومن ثم تهتز الثقة فيما بين الزوجين، وتصبح الزوجة مطاردة وراصدة لزوجها، وتتضخم لديها الحقائق الصغيرة، ويختلط الخيال بالحقيقة، وهذه هي الإشكالية التي نواجهها.
أيها الفاضل الكريم: أعتقد أنه من الضروري جدًّا أن تحرص على حياتك الزوجية، وقم بما يُطمئن زوجتك، هذا هو الفعل الذي أراه سوف يكون مفيدًا لكما.
الأمر الآخر: حاول أن تغيِّر من نمط الحياة مهما كنت مشغولاً، هنالك أمور أساسية إذا اتفق عليها الأزواج تساهم كثيرًا، وهي تتعلق حول المشورة فيما يخص الحياة الزوجية بصفة عامة، الأمر الثاني: احترام أهل الزوج وأهل الزوجة من قِبل الطرفين، والأمر الثالث: أن تكون هناك صِلات اجتماعية وطيدة وجيدة، وبعض الأمور التي وجدتها مفيدة جدًّا أن الزوج والزوجة إذا جلسا مرتين في الأسبوع مثلاً لتلاوة القرآن مع بعضهما البعض، فتكون هناك حلقة في داخل المنزل، هذه – أخِي الكريم – تؤدي إلى الكثير من الرسوخ الإيجابي في حياة الأزواج، هذه هي الوسائل التي أراها معقولة ومفيدة.
الطرق الأخرى – أخي الكريم – أيضًا معلومة، وهي: أن تذهبا إلى مختصٍّ في العلاقات الزوجية، وأفضل أن تكون امرأة؛ لأن هذا سوف يعطي زوجتك شيئًا من الطمأنينة، قد لا تحتاجا أبدًا للتواصل المستمر مع المختصَّة، لكن مقابلتها لمرات قليلة أعتقد أنه سوف يكون مفيدًا لكما.
في بعض الأحيان – وأنا هنا أتكلم من باب العموميات ولا أتكلم عن حالتكما -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متزوج منذ سنة تقريبًا، حياتي مليئة بالمشاكل والدراما غير الممتعة، فزوجتي ذات روح مرحة وجميلة وذات خلق، ولكن العيب أنها تطلب الطلاق كثيرًا، فمنذ ثالث يوم في زواجنا طلبت الطلاق، والسبب أنها تقول أحسست أنك لا تحبني، ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن جملة "لا تحبني" ترافقني في جميع الأمور، فمشاكلنا من الجوال وإلى الجوال، فمثلا (الانستقرام) لا تريد أن أحمله بجوالي، والسبب قد تأتي فتاة وتعمل (أكاونت) لصورتي، أو تعمل فلو، وكذلك (البي بي)، وكذلك (الواتس اب).
إن ذهبنا للسوق تنظر فقط إلى عيوني، وتقول: أنت تنظر إلى الفتيات، هذا الشيء سبب لها هوسًا في هذا الأمر، لو خرجت لوحدي أصبحت كارثة في البيت، والسبب ظنها أني قد أصادف فتاة وتفتتن فيّ، ( علمًا بأنني لست جميلاً )، هي تصر على أني سأقع في حب أي فتاة, وتظن أن هؤلاء الفتيات ليس لهن أي هدف سوى محبتي، والوقوع في غرامي.. وهكذا أخاطب زوجتي.
في العيد الماضي كان زواج أختي، وأخبرتها أنني أتمنى أن تكون معي، وقد أعطيتها بعض الخيارات، فثارت لماذا كان من ضمن الخيارات أن أذهب لوحدي وأعيد عند أهلي، فطلبت الطلاق وذهبت لأهلها، ولم تعيّد معي، مع أنه أول عيد لنا مع بعضنا، ولم يكن لنا سوى شهرين متزوجين.
عادت الأمور على خير لبضعة أيام فقط، ثم عادت لمزاولة المهنة من جديد، أخرج للعمل ثم أعود لأتفاجأ بها تطلب الجوال، وبعد تصفحه تُلقي به، وتقول: "مسحت خيانتك لي"، وقد ظلت أربعة أشهر على هذا الحال، لو حملت برنامج (الواتس)، وأنا خارج البيت تقول: صور الجهاز، وأرسل لي صوره, أنا أحيي فيها الغيرة، ولكن غيرتها فوق الوصف، وفوق المعقول، أنا أحبها وأعشقها جدًا، وأتمنى أن أرزق منها بغلمان، فهي نور حياتي، وبهجة فؤادي, لكن إصرارها على هذه الأمور التي لا أعلم سببها، واهتمامها بالأمور الصغيرة هذه عقدت الأمور بيننا، وهي تعلم ذلك.
أنا أعترف أني مقصر في حقها من ناحية التسلية، والخروج مع بعضنا، أعترف به اعترافًا كاملاً، وقد وعدتها بأني سأعمل ما بوسعي لأصلح هذا الخلل، ولكن ما يكرهني في الخروج هو الاهتمام بهذه الأمور الصغيرة والتافهة من وجهة نظري.
أتمنى منكم إرشادنا وتفسير هذه الأمور لنا، ودمتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يُذهب عنها هذه الغيرة المرضية، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي يبدو منها فعلاً أن زوجتك ضحيَّة سوء فهم قديم، ترتب عليه أنها أزعجتك وأزعجت نفسها إلى هذه الدرجة، رغم أن زوجتك تتمتع بصفات رائعة، وأنت تشاركها ذلك، إلا أنها حياة ليست مريحة أو سعيدة، فرغم أنها على قدر من الجمال، وحسن الخلق، وغير ذلك إلا أنك مع كثرة الضغط هذا سوف تشعر بأن خارج البيت أفضل من داخله، وسوف تضطر لطردك روحيًّا وجسديًّا من البيت نتيجة هذا الضغط النفسي الذي قد يُولِّد لديك نوعًا من السآمة والملل من هذه الحياة.
هي مسكينة ولا تنظر في عواقب ما تصنع، وتعيش لحظتها؛ لأنه كما ذكرت قد تكون قد تعرضت في صغرها لنوع من الخيانة في داخل الأسرة، أو قد تكون سمعت من بعض صديقاتها عن الخيانات الزوجية وعمَّا يفعله الأزواج بهذه الأجهزة، وعمَّا يفعلونه أيضًا في الأسواق، وفي الطرقات وفي غير ذلك، وقد يكون هذا الكلام كله مبالغا فيه، وأنا واثق من ذلك يقينًا، إلا أنها ضحية لهذه الأفكار التي تسربت إليها منذ فترة طويلة، قد تكون منذ صغرها أو غيره؛ لأننا نأخذ انطباعات عن الأشياء من كلام الناس غالبًا، أو من المعايشة، فقد يكون البيت الذي نشأت فيه قد تكون فيه مشكلة هذه الخيانات، أو قد تكون هذه – كما ذكرت لك – معلومات تسربت من بعض الصديقات أو الزميلات واستقرتْ في نفسها، وقد تكون هي عندها مرض نفسي يُسمى (الغيرة).
ولذلك أرى بارك الله فيك أن تحاول أن تصبر عليها حتى لا تفقدها، وأن تحاول أيضًا أن تبيِّن لها خطورة هذه الأشياء؛ لأنها خطيرة جدًّا وتدل على فقدان الثقة، وهذا أمر يُؤلمك جدًّا.
والأمر الثالث – بارك الله فيك -: لا مانع من الاستعانة ببعض العقلاء من الأسرة من المقربين منها ليتكلم وليُبيِّن لها أن هذه الأشياء خطر، وأنها تصورات خاطئة، وأنه رجل معه امرأة في مثل جمالك وأخلاقك لا يمكن أبدًا أن يفكّر في هذا، وأن الدين يمنع المسلم من هذه الأشياء التي تتكلمين عنها، إلى غير ذلك من هذه الأمور الطيبة.
فإن استطعت فعلاً أن تتخطى هذه المشكلة بصبرك والتوجيهات والمداخلات فذلك حسن، وإن لم تستطع فهي تحتاج فعلاً إلى مراجعة أحد الأخصائيين النفسيين لمحاولة التغلب على فكرة هذه الغيرة المرضية؛ لأن هذا نوع من أنواع الغيرة، ولكنه يُسمى بالغيرة المرضية التي ليست لها أسباب وجيهة، وليس لها دوافع، ولكنها موجودة وتتأجج وقد تزداد مع الأيام، وبإذن الله تعالى سيقوم أخي المستشار النفسي – الدكتور محمد حفظه الله – بإعطائك بعض المهارات والتي بها تستطيع تتغلب على هذه المشكلة.
لكني أوصيك – بارك الله فيك – بالصبر الجميل وعدم العجلة، وأوصيك بالوضوح أيضًا، لا تستعمل أشياء تؤدي إلى نوع من الريبة؛ لأنه أحيانًا قد نفجِّر في الطرف الآخر مشكلة الغيرة، وقد نسبب له أزمة نفسية بتصرفاتنا غير الواضحة، كأن تُخفي الجوال، أو كأن تأخذ الجوال (مثلاً) بعيدًا عنها وتتكلم مع أحد، أو كأن تجعل للجوال رقمًا سريًا خاصًا حتى لا تستطيع أن تفتحه هي، أتمنى ألا تقع في مثل هذا، وأتمنى -بارك الله فيك- أن تساعدها بأن تضع الجوال في مكان عام أول ما تأتي، وأن تتركها تعبث به وتفعل فيه ما شاءت، ولا تعترض عليها مطلقًا ما دمت رجلاً واثقًا من نفسك، وأنك لا تفعل إلا ما يُرضي الله تعالى؛ لأنك الوحيد القادر على إخراجها من هذه الأزمة النفسية بسلوكك البيِّن الواضح الذي لا يُثير أي ريبة أو شك.
وعليك بالدعاء لها بأن يُصلحها الله تعالى، وأن يعافيها؛ لأنها تعاني من مشكلة حقيقية، وإن كنت أنت لا تشعر بها، لكنها فعلاً في مشكلة نفسية تحتاج إلى دعاء وإلحاح على الله أن يعافيها منها.
أسأل الله أن يحفظكما، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.
______________________________
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
أسأل الله لك التوفيق والسداد أنت وزوجتك.
أيها الفاضل الكريم: الصورة التي عكستها فيما يخص العلاقة بينك وبين زوجتك وغيرتها الشديدة، هذه ظاهرة مجتمعية كثيرة جدًّا في مجتمعنا، والأمور التي تثير مثل هذه الشكوك الظنانية عند بعض النساء لها مبرراتها، فدراسات كثيرة جدًّا أشارت – وبكل أسف – أن في المجتمعات الغربية مثلاً خمسة وأربعين بالمائة من الزيجات فيها خيانات زوجية، وفي مجتمعاتنا حتى وإن لم تكن الدراسات دقيقة إلا أن هناك من يتحدث عن نسبة عشرة إلى خمسة عشر بالمائة، وهذه نسبة كبيرة جدًّا ومخيفة جدًّا، إذًا اطلاع النساء على هذه الأرقام وهذه الدراسات قد يُرسِّخ لديهنَّ شيئًا من الشكوك والظنانية.
الأمر الآخر أخِي الكريم: المرأة حين تكون حريصة على زوجها وحين تكون غير مطمئنة وجدانيًا قد تأتيها هذه الأفكار دون أي أساس.
وهنالك نقطة ثالثة – وأعتقد أنها الأهم والأعم والأشمل -: بعض الأزواج قد يتصرفون تصرفات بحسنٍ نيَّة حيال امرأة أجنبية، وهذا حقيقة مُسيء جدًّا للزوجة ويشعل فيها نار الغيرة، وهذه الغيرة قد تكون مبررة، ومن ثم تهتز الثقة فيما بين الزوجين، وتصبح الزوجة مطاردة وراصدة لزوجها، وتتضخم لديها الحقائق الصغيرة، ويختلط الخيال بالحقيقة، وهذه هي الإشكالية التي نواجهها.
أيها الفاضل الكريم: أعتقد أنه من الضروري جدًّا أن تحرص على حياتك الزوجية، وقم بما يُطمئن زوجتك، هذا هو الفعل الذي أراه سوف يكون مفيدًا لكما.
الأمر الآخر: حاول أن تغيِّر من نمط الحياة مهما كنت مشغولاً، هنالك أمور أساسية إذا اتفق عليها الأزواج تساهم كثيرًا، وهي تتعلق حول المشورة فيما يخص الحياة الزوجية بصفة عامة، الأمر الثاني: احترام أهل الزوج وأهل الزوجة من قِبل الطرفين، والأمر الثالث: أن تكون هناك صِلات اجتماعية وطيدة وجيدة، وبعض الأمور التي وجدتها مفيدة جدًّا أن الزوج والزوجة إذا جلسا مرتين في الأسبوع مثلاً لتلاوة القرآن مع بعضهما البعض، فتكون هناك حلقة في داخل المنزل، هذه – أخِي الكريم – تؤدي إلى الكثير من الرسوخ الإيجابي في حياة الأزواج، هذه هي الوسائل التي أراها معقولة ومفيدة.
الطرق الأخرى – أخي الكريم – أيضًا معلومة، وهي: أن تذهبا إلى مختصٍّ في العلاقات الزوجية، وأفضل أن تكون امرأة؛ لأن هذا سوف يعطي زوجتك شيئًا من الطمأنينة، قد لا تحتاجا أبدًا للتواصل المستمر مع المختصَّة، لكن مقابلتها لمرات قليلة أعتقد أنه سوف يكون مفيدًا لكما.
في بعض الأحيان – وأنا هنا أتكلم من باب العموميات ولا أتكلم عن حالتكما -
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1qIBv4E
تعليقات
إرسال تعليق