السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من خجل اجتماعي رهيب، عندما أتحدث مع شخص لا أجد ما أقوله، أشعر أن الكلام يهرب مني، ولا أستطيع ترتيب الكلمات، وفي نفس الوقت لا أستطيع التركيز مع من يحدثني، فأضطر أن أنهي المحادثة سريعًا مما يجعل هذا الشخص يغضب مني، ويعتقد أنني لا أحترمه، وعندما أكون مع شخص غريب لا أكون على طبيعتي، ولا أشعر براحة نفسية، أظل صامتًا لا أنطق ببنت شفة، إلا إذا سألني فأضطر أن أجيبه، وتكون الإجابات مختصرة جدًا، أشعر أن الناس تنظر إليّ وتراقبني، أشعر بالخوف والرهبة من التحدث للآخرين.
عندما أكون مع مجموعة أشخاص ينتابني شعور بالنقص، وأجد صعوبة شديدة في التركيز على ما يجرى حولي، وهذا الأمر يرهقني كثيرًا، أخاف أن ينتقدني أحد، أشعر بالخوف والاضطراب لأقل الأسباب، أنا شخص منبوذ، ممل، وغير مرح، لا يحبني أحد أو يكترث لي أحد، وفوق كل هذا أعاني من تشوه في قفصي الصدري، ولا يمكن علاجه، أو إخفاؤه.
أنا أكره نفسي كثيرًا، لا أفكر في أن أتزوج بسبب هذا التشوه، أعتقد أنني إنسان ملعون منذ بداية حياتي، منذ ولادتي، وفوق كل هذا أعاني من مشاكل جسدية أخرى ذكرتها لكم سابقًا.
أكره كل الناس، وأكره عائلتي! لا أحد يهتم لأمري، والله لو أن الانتحار حلال، -أو على الأقل مكروه- لانتحرت، لا أعلم لماذا أنا موجود، وما هدفي في الحياة؟! أشعر أني أعيش بلا هدف، كرهت نفسي وكرهت حياتي، أريد أن أعيش لوحدي، أعيش وحيدًا، وأموت وحيدًا، كرهت حياتي.
أرجو منكم مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعاظمت مشاعرك السلبية وأشعرتك بالسوداوية، والأمر كله نوع من الخوف الاجتماعي، وليس أكثر من ذلك، لا يمكن للإنسان أن يقبل مشاعر محطمة بهذه الكيفية، لا، أنت بخير، وأنت -إن شاء الله تعالى- على خير، والرهبة الاجتماعية والخوف الاجتماعي يمكن أن يعالج، هنالك الآن أدوية فعّالة جدًّا.
اذهب إلى الطبيب النفسي مباشرة – أخي الكريم – وإن لم تستطع أن تذهب إلى الطبيب اذهب إلى الصيدلية، وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (مودابكس) متوفر في مصر، واسمه العلمي (سيرترالين) اطلب هذا الدواء من الصيدلية وابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً ستة أشهر أيضًا، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي والقلق والتوتر والوساوس، وتحسِّن المزاج، والدواء لا يسبب الإدمان أبدًا، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الأكل، فحاول أن تتحكم في كمية الطعام الذي تتناوله إذا كانت لديك قابلية لزيادة الوزن.
هذا الدواء بعد مضي شهرين من تناوله سوف تحسُّ -إن شاء الله تعالى- أنك عادي جدًّا، وأن هذه المخاوف قد انتهت، ويا أخي: هنا يجب أن تساعد نفسك، بأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأجمل وأفضل وأحسن وأروع أنواع التواصل الاجتماعي هي الصلاة مع الجماعة في المسجد، وجدناها مفيدة، وجدناها تحمل خيري الدنيا والآخرة، أجرها عظيم، وفائدتها لمن يخافون اجتماعيًا أيضًا عظيمة جدًّا.
أن تمارس رياضة جماعية مع أصدقائك مثل كرة القدم (مثلاً) أيضًا فيها فائدة، أن تزور أرحامك وجيرانك، أن تذهب لزيارة المرضى وتعودهم في المستشفيات، هذا كله تدريب اجتماعي ممتاز جدًّا، فاحرص عليه.
وفوق ذلك: موضوع التغيُّر – ولا أحب أن أسميه تشوّه – هذا التغيُّر التكويني في القفص الصدري يجب ألا يعيبك – أخي الكريم – اقبل به كابتلاء بسيط، وعش حياتك بكل قوة، والناس لن تُقيِّمك من خلال اعوجاجٍ أو ضمورٍ في صدرك، الناس تنظر إليك من خلال أخلاقك وطباعك وفعاليتك ومهاراتك، وهل أنت مفيد لنفسك ولهم، مفهوم الناس يقوم على هذا الأساس.
فيا أيها الفاضل الكريم: انظر لحياتك بإيجابية، وعليك بالصحبة الطيبة. وما هذا الذي تقوله أنك منبوذ؟ ما هذا الذي تقوله أنك تفكر في الانتحار؟ لا، هذا غير مقبول – أيها الابن الكريم – الحياة طيبة وجميلة، وأنت مسلم، ويجب أن تكون دائمًا متفائلاً، ابنِ بناءً نفسيًّا جديدًا يكون إيجابيًا، -وإن شاء الله تعالى- بعد أن تتناول الدواء سوف تحس بفائدة عظيمة، اصبر على الدواء، التزم به، وشعورك بالوحدة – هذا الذي تعانيه – إن شاء الله تعالى- سوف تحس أنك تعيش مؤازِرًا ومؤازَرًا من قِبل من هم حولك، ولن تعيش وحيدًا أبدًا، ولن تموت وحيدًا -إن شاء الله تعالى-، الحياة طيبة وجميلة، عشها بأملٍ ورجاء.
أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من خجل اجتماعي رهيب، عندما أتحدث مع شخص لا أجد ما أقوله، أشعر أن الكلام يهرب مني، ولا أستطيع ترتيب الكلمات، وفي نفس الوقت لا أستطيع التركيز مع من يحدثني، فأضطر أن أنهي المحادثة سريعًا مما يجعل هذا الشخص يغضب مني، ويعتقد أنني لا أحترمه، وعندما أكون مع شخص غريب لا أكون على طبيعتي، ولا أشعر براحة نفسية، أظل صامتًا لا أنطق ببنت شفة، إلا إذا سألني فأضطر أن أجيبه، وتكون الإجابات مختصرة جدًا، أشعر أن الناس تنظر إليّ وتراقبني، أشعر بالخوف والرهبة من التحدث للآخرين.
عندما أكون مع مجموعة أشخاص ينتابني شعور بالنقص، وأجد صعوبة شديدة في التركيز على ما يجرى حولي، وهذا الأمر يرهقني كثيرًا، أخاف أن ينتقدني أحد، أشعر بالخوف والاضطراب لأقل الأسباب، أنا شخص منبوذ، ممل، وغير مرح، لا يحبني أحد أو يكترث لي أحد، وفوق كل هذا أعاني من تشوه في قفصي الصدري، ولا يمكن علاجه، أو إخفاؤه.
أنا أكره نفسي كثيرًا، لا أفكر في أن أتزوج بسبب هذا التشوه، أعتقد أنني إنسان ملعون منذ بداية حياتي، منذ ولادتي، وفوق كل هذا أعاني من مشاكل جسدية أخرى ذكرتها لكم سابقًا.
أكره كل الناس، وأكره عائلتي! لا أحد يهتم لأمري، والله لو أن الانتحار حلال، -أو على الأقل مكروه- لانتحرت، لا أعلم لماذا أنا موجود، وما هدفي في الحياة؟! أشعر أني أعيش بلا هدف، كرهت نفسي وكرهت حياتي، أريد أن أعيش لوحدي، أعيش وحيدًا، وأموت وحيدًا، كرهت حياتي.
أرجو منكم مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعاظمت مشاعرك السلبية وأشعرتك بالسوداوية، والأمر كله نوع من الخوف الاجتماعي، وليس أكثر من ذلك، لا يمكن للإنسان أن يقبل مشاعر محطمة بهذه الكيفية، لا، أنت بخير، وأنت -إن شاء الله تعالى- على خير، والرهبة الاجتماعية والخوف الاجتماعي يمكن أن يعالج، هنالك الآن أدوية فعّالة جدًّا.
اذهب إلى الطبيب النفسي مباشرة – أخي الكريم – وإن لم تستطع أن تذهب إلى الطبيب اذهب إلى الصيدلية، وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (مودابكس) متوفر في مصر، واسمه العلمي (سيرترالين) اطلب هذا الدواء من الصيدلية وابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً ستة أشهر أيضًا، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي والقلق والتوتر والوساوس، وتحسِّن المزاج، والدواء لا يسبب الإدمان أبدًا، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الأكل، فحاول أن تتحكم في كمية الطعام الذي تتناوله إذا كانت لديك قابلية لزيادة الوزن.
هذا الدواء بعد مضي شهرين من تناوله سوف تحسُّ -إن شاء الله تعالى- أنك عادي جدًّا، وأن هذه المخاوف قد انتهت، ويا أخي: هنا يجب أن تساعد نفسك، بأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأجمل وأفضل وأحسن وأروع أنواع التواصل الاجتماعي هي الصلاة مع الجماعة في المسجد، وجدناها مفيدة، وجدناها تحمل خيري الدنيا والآخرة، أجرها عظيم، وفائدتها لمن يخافون اجتماعيًا أيضًا عظيمة جدًّا.
أن تمارس رياضة جماعية مع أصدقائك مثل كرة القدم (مثلاً) أيضًا فيها فائدة، أن تزور أرحامك وجيرانك، أن تذهب لزيارة المرضى وتعودهم في المستشفيات، هذا كله تدريب اجتماعي ممتاز جدًّا، فاحرص عليه.
وفوق ذلك: موضوع التغيُّر – ولا أحب أن أسميه تشوّه – هذا التغيُّر التكويني في القفص الصدري يجب ألا يعيبك – أخي الكريم – اقبل به كابتلاء بسيط، وعش حياتك بكل قوة، والناس لن تُقيِّمك من خلال اعوجاجٍ أو ضمورٍ في صدرك، الناس تنظر إليك من خلال أخلاقك وطباعك وفعاليتك ومهاراتك، وهل أنت مفيد لنفسك ولهم، مفهوم الناس يقوم على هذا الأساس.
فيا أيها الفاضل الكريم: انظر لحياتك بإيجابية، وعليك بالصحبة الطيبة. وما هذا الذي تقوله أنك منبوذ؟ ما هذا الذي تقوله أنك تفكر في الانتحار؟ لا، هذا غير مقبول – أيها الابن الكريم – الحياة طيبة وجميلة، وأنت مسلم، ويجب أن تكون دائمًا متفائلاً، ابنِ بناءً نفسيًّا جديدًا يكون إيجابيًا، -وإن شاء الله تعالى- بعد أن تتناول الدواء سوف تحس بفائدة عظيمة، اصبر على الدواء، التزم به، وشعورك بالوحدة – هذا الذي تعانيه – إن شاء الله تعالى- سوف تحس أنك تعيش مؤازِرًا ومؤازَرًا من قِبل من هم حولك، ولن تعيش وحيدًا أبدًا، ولن تموت وحيدًا -إن شاء الله تعالى-، الحياة طيبة وجميلة، عشها بأملٍ ورجاء.
أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/VeUaw3
تعليقات
إرسال تعليق