ما سبب عدم استقرار حالة مريضة اضطراب ثنائي القطب رغم العلاج؟

السؤال:

السلام عليكم



اللهم اجعل جزاءكم سعادة الدارين.



أبي يعاني من اضطراب ثنائي القطب من الدرجة الثانية، وورثته منه أختي الوسطى، ولكنها أصيبت بالاضطراب ثنائي القطب من الدرجة الأولى، علما بأن أمي مصابة باكتئاب ينتابها مع تغير ظروف الحياة وشدتها، ويستمر لشهرين مع العلاج أو أربعة أشهر، ويرفعه الله برفع الشدة التي أدت إليه، والحمد لله ما اختار لنا شرا إنما هو خير لا نراه.



الآن أختي عمرها 24 سنة، متزوجة منذ سنة، وبدأ مرضها من أربع سنوات وهي في سلسلة من العلاجات والأدوية، ومن تحسن إلى هبوط مرة أخرى، أنا أراها منذ أربع سنوات وهي في معاناة قد تستقر وتفرح شهرا، وبعدها أجدها تشتكي أن قلبها لا يجد الفرحة الحقيقية مثلما تبديها، ودائما تقول أنها تشعر أن بها شيئا من العين أو المس أو غيره ينغص عليها سعادتها، مثلما فرحت بخطوبتها لثلاثة أسابيع، وبعدها حدثت مشكلة بين أبي وخطيبها ومنها حزنت وكرهت خطيبها الذي أصبح الآن زوجها، تشتكي منه وتقول لا تحبه وتكرهه، ويوم آخر تقول تحبه جدا ولا تجد خيرا منه، وهكذا منذ عامين.



هذا بالنسبة لما تشعر به، ولكنها تتناول الأدوية من وقت لآخر بما يناسب قطب الاكتئاب أو قطب الهلوسة، وأحسن الوصف هي تدبر أمورها بجهد، والحمد لله لولا أنها ملتزمة لما استقرت حالتها، فهي تجاهد لتفعل ما يرضي الله.



الآن منذ ستة أشهر أصيبت بنوبة هوس حادة بسبب أنها توقفت عن العلاج بإرشاد طبيبة، لأنها أخذت علاجا لثلاث سنوات، فقالت لها أن تتوقف للزواج، وحدثت لها انتكاسة هلوسة ودخلت المشفى ليومين، والحمد لله أصبحت أحسن بكثير، وتناولت أدوية كثيرة لمدة شهرين، بعدها جاءها اكتئاب لمدة شهر، وبتغيير الأدوية تحسنت -والحمد لله-. هي الآن تتناول ايفكسور75 حبة صباحا وحبة مساء، يعني جرعة 150 كل يوم، مستمرة عليه شهرين مع ديباكين، ومن أسبوعين تقريبا أضاف لها الطبيب فيفارين حبة مساء، لأنها كانت تعاني من قلق في النوم، وأضاف لها أيضا حبة ريسيبدال، لأنها تعاني أيضا لو جلست في بيتها وحدها تشعر بأصوات وخوف، ولكن ريسيبدال أرهقها من أول يوم وجعلها متكدرة المزاج، مع رجفة وجوع شديد فأوقفته، ولكن الآن صعب جدا جلوسها في بيتها فترة ذهاب زوجها للعمل.



أخيرا أختي في هذه الأربع سنوات زاد وزنها 50 كيلو جرام، وهذا أثر عل التبويض والتكيسات، فهي الآن وزنها 120 كيلو، وتعاني في عمل الحميات لأنها تجوع ومزاجها يتعكر.



سؤالي عن أدويتها: هل هي كافية؟ أم تتوقف عن الايفكسور؟ وماذا عن الفيفارين؟ هي الآن مزاجها يصفو ويتعكر بشكل متقلب من زوجها، وأجدها من بعد الفيفارين أصبحت عصبية وحادة وعنيدة، هل هو من الدواء؟ وأمر الأصوات، هل يمكن القضاء عليه دون دواء؟ والخوف الداخلي؟ تقول أنها تشعر كان أحدا متربص بها لو جلست وحدها، وأخيرا وزنها، هل هناك دواء للتخسيس مناسب لها؟ وهل الحمل إن حدث ستكون هناك خطورة؟



آسفة جدا على الإطالة، وأرجو من الله العون.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نعم هي ابتلاءات، -وإن شاء الله تعالى- هي ابتلاءات بسيطة، -وإن شاء الله تعالى- أنتم مأجورون على هذه المعاناة مع هذه الحالات، والحمد لله تعالى الآن الوسائل العلاجية أصبحت متطورة ومتقدمة جدًّا، ويمكن احتواء هذه الحالات بدرجة ممتازة جدًّا.



بالنسبة لهذه الأخت –عافاها الله وشفاها– بعد أن حدثت لها نوبة الهوس وذلك أثر التوقف عن الدواء بعد الاستشارة الطبية، هذه النوبة -إن شاء الله تعالى- خير لها، وهي من الآن يجب أن تعرف أنها تحتاج للدواء لفترة طويلة، ويجب ألا تتوقف عن العلاج، والدواء له مراحل، هنالك جرعة علاجية، وهنالك جرعة وقائية، وهي محتاجة للجرعة الوقائية بعد أن تستقر أحوالها.



هذه الحالات تحتاج لمتابعة طبية منتظمة، فأختك يجب أن تواصل مع طبيبها النفسي، هذا مهم، ويجب ألا تبدل الأطباء، هذا أيضًا يؤدي إلى كثير من الخلط وعدم الاستقرار في الآليات العلاجية، يعني أنا لا أقول أنها يجب أن تجبر نفسها أن تظل مع طبيب لا تثق فيه، لا، تختار الطبيب الذي تثق فيه وتواصل معه.



بالنسبة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، الأمر المتفق عليه هو تجنب مضادات الاكتئاب بقدر المستطاع، حتى وإن كان المريض لديه القطب الاكتئابي أقوى من القطب الهوسي، فتجنب مضادات الاكتئاب مهم جدًّا، لأن مضادات الاكتئاب قد تُدخل الإنسان في القطب الهوسي حتى ولو بدرجة بسيطة، وإذا حدث ذلك يعني أن المريض سوف يتأرجح ما بين الهوس والاكتئاب والحالة المختلطة، وهذا يسمى بالباب الدوّار، يعني أن المريض يدور من نوبة إلى أخرى، وحتى إن لم تظهر هذه النوبات للعيان بوضوح فهي موجودة وإن كانت بدرجة أخف، لكن هذا يعني أن المريض بعيدًا تمامًا عن الشفاء. فالمتفق عليه إذًا هو تجنب مضادات الاكتئاب بقدر المستطاع، لا أقول أنها ممنوعة منعًا كاملاً، لكن في حالة استعمالها يجب أن يكون ذلك بحذر شديد وتحت الإشراف الطبي.



الحل والعلاج الأمثل هو تناول مثبتات المزاج، وهي كثيرة، هنالك مثبتات مزاج أصلها تستعمل لعلاج الصرع، وهنالك مثبتات مزاج أخرى أصلها تستعمل لعلاج الذهان، وبما أن هذه الأخت – حفظها الله – تعاني من سماع الأصوات، فأعتقد أن عقار مثل (إرببرازول) والذي يسمى (إبليفاي) سيكون دواءً رائعًا جدًّا بالنسبة لها، فهو أصلاً مضاد للفصام، لكنه أيضًا مثبت ممتاز للمزاج، واستعماله في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية متفق عليه عالميًا، أضف إلى ذلك أنه لا يزيد الوزن، ومن ميزاته الممتازة أيضًا أنه لا يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب، وهذا يعني أن هذه الأخت لن تواجه مشكلة -إن شاء الله تعالى- فيما يخص الدورة الشهرية وكذلك الحمل.



والدواء الثاني الذي قد يكون مناسبًا جدًّا لها هو عقار (لامكتال)، والذي يعرف علميًا باسم (لامتروجين)، هو من أفضل الأدوية التي تستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة إذا كان القطب الاكتئابي هو الأقوى أو الأكثر استمرارية. فهذه اقتراحاتي، لكن الأمر يجب أن يقرر فيه من خلال طبيبها المعالج.



بالنسبة للحمل، قطعًا فترة الحمل الأولى لا يُسمح باستعمال الأدوية، وهنالك طرق كثيرة جدًّا لمنع الانتكاسات، تستعمل أدوية قديمة مثل (لارجكتيل) في بعض الأحيان، ومضادات الاكتئاب مثل (الأميتربتالين)، لكن هذا يكون لفترة محدودة وبجرعات صغيرة وتحت الإشراف الطبي التام، ومن خلال التعامل بين طبيبة النساء والولادة والطبيب النفسي.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1nHx603

تعليقات