أشعر بعدم الرضا عن نفسي تجاه والديّ دراسيًا.. أرشدوني

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أشكركم على مساعدتكم لنا، وأدعو الله أن يجمعنا وإياكم في الجنة.



مشكلتي هي مع أمي وأبي, ولكن ليس لأنهم يعاملونني بشكل سيء، أو ما شابه، ولكن مشكلتي هي أنني أريد أن أوفيهما حقهما، وأريد أن أفعل المستحيل لأسعدهما، وهذا أثر على حياتي بشكل كبير؛ لأنني أفشل في هذا.



الفشل الأول: هو عندما حصلت على مجموع سيء في الثانوية، وأدى هذا إلى دخولي كلية الآداب، وكان أهلي يطمحون في دخولي كلية قمة، ومن هنا بدأ الوجع الأكبر أن أهلي، وبالأخص أمي لا يظهرون أنهم حزينون على هذا، ولكني لا أدري بهم، فعندما ترى أمي في الشارع أحدًا في سني في كلية قمة أشعر بالعار، وكأنني أخزيتهم، وأذهب إلى غرفتي وأبكي بكاءً شديدًا مع أن أمي لا تظهر أي تعابير للحزن أو شيء، ولكني أحس بها، وكذلك أبي نفس الموضوع.



تعبت جدًا من محاولة إرضائهما وإسعادهما وكل مرة أفشل حتى أنني أصبحت أفكر أنني ماذا سوف أعمل عندما أتخرج؟ لا شيء، وأيضا أريد العمل والحصول على المال حتى أشتري لهم كل شيء مع أن حالنا ميسور -والحمد لله- جدًا، ولكنني في أي تفكير لا أفكر في نفسي، وأفكر فيهم وتعبت جدًا من كثرة التفكير وعدم النجاح في أي شيء، وهذا جعل حياتي جحيمًا، فأصبحت أصرخ في أختي كثيرًا وهكذا.



المشكلة الثانية: هي أنني حزين بسبب ضياع مستقبلي أي أنني لن أستطيع الحصول على المال أو الوظيفة، أعلم أن الرزق بيد الله وكل له رزقه، ولكن بالمنطق ماذا سوف أعمل بعد التخرج في حال البلد؟



سؤال طبى: هل حبوب الاكتئاب مضرة؟ وإن كانت غير مضرة، هل يمكن أن تكتب لي دواءً للاكتئاب؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا على هذه المشاعر الطيبة، وأنك تريد أن تكون بارًا بوالديك، وتعمل على إرضائهما لأقصى درجة.



ليس لديك مشكلة حقيقية، فقط هنالك سوء فهم حول مفهوم البر وإرضاء الوالدين، أنت تسعى لإرضائهما هذا أمر طيب وجميل، ونحن نقره تمامًا، لكن في ذات الوقت ليس من الضروري أبدًا أن تكلف نفسك فوق طاقتها، بأمور لا تكون على الصعيد المادي، الدعاء للوالدين، إبداء الاحترام والتقدير، العمل بتوجيهاتهما، هذا من البر، وليس من الضروري أن تتحصل على أعلى الدرجات، أنت مجتهد ولكل مجتهد نصيب، وهذا يكفي تمامًا، وكل عملٍ إذا أجاده الإنسان مهما كان موقعه أو نوعه هذا يكفي، حتى في كلية الآداب هذه يمكن أن تكون متميزًا وتكون أفضل من خِرّيجي ما يسمى بكليات القمة، فعليك بالإجادة والإنجاز فيما تقوم به، هذا -إن شاء الله تعالى- يعود عليك بمردود إيجابي كبير، وفي ذات الوقت يُفرحَ والديك.



لا تحمل نفسك فوق طاقتها، تفكيرك أعتقد أنه تفكير مفرط، وتفكير وسواسي، ولا داعي له أبدًا، اهتمَّ بالبر من ناحية الكفاءة، وليس من ناحية النوعية أو الكم.



الموضوع الآخر وهو خوفك حول المستقبل: الهموم حول المستقبل أصبحت شائعة وسط الشباب، أقول لك: -إن شاءَ الله تعالى- سوف تجد نصيبك مثل بقية الناس، اسع واجتهد وتوكل على الله تعالى، وزود نفسك بسلاحي العلم والدين، فهما الأفضل لمواجهة المستقبل، وما قد يُصيب الإنسان من مشاغل في الحياة، عش الحياة بقوة، هذا هو المهم، والمستقبل دائمًا اجعل تفكيرك يقوم على الأمل والرجاء.



سؤالك حول حبوب الاكتئاب: حبوب الاكتئاب مفيدة وممتازة، لها بالطبع آثار جانبية، وهي تختلف من دواء إلى آخر، والحالة الصحية للشخص الذي يتناول الدواء أيضًا مهمة فيما يخص الآثار الجانبية.



بالنسبة لك أنا لا أرى أنك محتاج لعلاج، أو مضادٍ للاكتئاب، أنت لست مكتئبًا، أنت لديك عدم القدرة على التواؤم مع ظروفٍ نفسية قائمة على تفكيرٍ مبالغ فيه، وتفكيرٍ أثقلت فيه على نفسك من خلال لومها أكثر مما هو مطلوب، أنت لست مكتئبًا، ولا تتناول حبوب الاكئتاب، حاول أن تتواءم وتتكيف حيث ما ذكرناه لك، وابدأ في عملية التغيير الإيجابي من أجل بناء مستقبل مُشرق وقوي وناجح -إن شاءَ الله تعالى-.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1pmcZtv

تعليقات