السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسئلتي تتعلق بأخي الصغير الذي يبلغ من العمر 9 سنوات، أخي سريع الغضب، والزعيق، وعدم احترام الوالدين والإخوان الكبار، رغم أنه لا ينقصه أي شيء من الناحية المادية، أخي دائمًا يدعو علينا بالموت وربما استجاب الله دعوة له؛ لأن أخي الآخر توفي بحادث سير قبل 4 أشهر، وقد كان يدعو عليه بالموت، أيضا لا يحترم أبي الذي يبلغ 66 سنة، بل أيضًا يتجنب ذكر اسمة حينما يقال ما اسم والدك، يرد ويقول: اسمه ليس جميلاً.
وعلى العكس أخي يكون خارج البيت هادئ الطباع مع الغضب القليل على الأطفال، وأيضا لا يدع أحد يلعب معه بالألعاب الإلكترونية إلا بعد ساعات من اللعب لوحده، أخي لا يسمع الكلام من أمي وأبي، يضربهم يقول أنتم ضعفاء أنتم كبار السن، وأنا ربما لم أخبرك الكثير من التصرفات، ولكن الذي ذكرتها تتكرر شبه يوميًا، ما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على السؤال عن أخيك.
يبدو من مضمون السؤال أن هذا الأخ ربما هو الأصغر في الأسرة، وخاصة أن والدك في عمر 66 سنة، فالغالب أنه هذا الطفل ولأنه "آخر العنقود" يُعامل بطريقة مختلفة عن الآخرين، أو على الأقل عندما كان في سن أصغر.
ما يحتاجه هذا الطفل الآن ممن هو قريب منه ويحسن التواصل معه عن طريق المشاعر، أي أن يساعده على التعلق بهذا الشخص الكبير والقريب منه عاطفيًا، فالفجوة كبيرة كما يبدو بينه وبين والديه، أو على الأقل مع أبيه.
الأصل في الأطفال في هذا العمر اليافع أنه يسهل علينا توجيهه بالطريقة التي نريد، من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا، ومن خلال الاستيعاب والتدبير واتباع الأسلوب الصحيح في تعزيز السلوك الذي نريد، وسأشرح هذا بعد قليل.
أريد أن أطمئنك أن هناك أمل كبير 100% من حسن تدبير التعامل مع هذا الطفل، ولكن لا بد لهذا من أمرين:
الأول: أن نحاول ممارسة مهارات تربية الطفل والتعامل معه، وأن نلبي احتياجاته وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وأن نتعلم هذه المهارات من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات التربية والتعامل مع الأطفال، ولي في هذا الخصوص كتاب يباع عندكم في مكتبة جرير، وهو بعنوان "أولادنا من الطفولة إلى الشباب".
والثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الطفل، والابتعاد عن الشدة والضرب فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادًا وصعوبة، ولا بد من الابتعاد عن بعض العبارات التي تنقص من قدر الطفل.
طبعًا من الصعب جدًا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال فهي كثيرة جدًا، ولكني سأشير لأمر أساسي، وهو أنه من الطبيعي جدًا في هذا العمر أن يحاول الأطفال "العناد"، وهذا لا يشير لسوء التربية، وإنما هي فرصة طبيعية لنمو مهارة الطفل عن الحياة.
يفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال عمومًا هو الرغبة في جذب الانتباه، انتباه الكبار، وخاصة الوالدين والأشقاء لنفسه.
إن قواعد التربية وعلم النفس تقول أن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء فبدل أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد أخيك؛ لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، فيتكرر هذا السلوك وهذا العناد؛ لأنه يأتي للطفل بالكثير والكثير من الانتباه، ولو رافقه الضرب، بينما يتجاهلون السلوك الحسن، كأن يتعاون الطفل مثلا ولا يكون عنيدًا، ولذلك يقل هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.
حاولوا تعزيز سلوك الطفل الحسن، ولكن حاولوا بدل تصحيح السلوك السلبي أن تتجاهلوه، إلا إذا كان يعرض الطفل أو غيره للأذى، فهنا لا بد من التدخل المباشر.
وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحًا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك طفلكم، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليًا عن السلوك السلبي وغير المقبول.
حفظ الله طفلكم من كل سوء، وأنشأه التنشئة الصالحة التي تحبّون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسئلتي تتعلق بأخي الصغير الذي يبلغ من العمر 9 سنوات، أخي سريع الغضب، والزعيق، وعدم احترام الوالدين والإخوان الكبار، رغم أنه لا ينقصه أي شيء من الناحية المادية، أخي دائمًا يدعو علينا بالموت وربما استجاب الله دعوة له؛ لأن أخي الآخر توفي بحادث سير قبل 4 أشهر، وقد كان يدعو عليه بالموت، أيضا لا يحترم أبي الذي يبلغ 66 سنة، بل أيضًا يتجنب ذكر اسمة حينما يقال ما اسم والدك، يرد ويقول: اسمه ليس جميلاً.
وعلى العكس أخي يكون خارج البيت هادئ الطباع مع الغضب القليل على الأطفال، وأيضا لا يدع أحد يلعب معه بالألعاب الإلكترونية إلا بعد ساعات من اللعب لوحده، أخي لا يسمع الكلام من أمي وأبي، يضربهم يقول أنتم ضعفاء أنتم كبار السن، وأنا ربما لم أخبرك الكثير من التصرفات، ولكن الذي ذكرتها تتكرر شبه يوميًا، ما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على السؤال عن أخيك.
يبدو من مضمون السؤال أن هذا الأخ ربما هو الأصغر في الأسرة، وخاصة أن والدك في عمر 66 سنة، فالغالب أنه هذا الطفل ولأنه "آخر العنقود" يُعامل بطريقة مختلفة عن الآخرين، أو على الأقل عندما كان في سن أصغر.
ما يحتاجه هذا الطفل الآن ممن هو قريب منه ويحسن التواصل معه عن طريق المشاعر، أي أن يساعده على التعلق بهذا الشخص الكبير والقريب منه عاطفيًا، فالفجوة كبيرة كما يبدو بينه وبين والديه، أو على الأقل مع أبيه.
الأصل في الأطفال في هذا العمر اليافع أنه يسهل علينا توجيهه بالطريقة التي نريد، من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا، ومن خلال الاستيعاب والتدبير واتباع الأسلوب الصحيح في تعزيز السلوك الذي نريد، وسأشرح هذا بعد قليل.
أريد أن أطمئنك أن هناك أمل كبير 100% من حسن تدبير التعامل مع هذا الطفل، ولكن لا بد لهذا من أمرين:
الأول: أن نحاول ممارسة مهارات تربية الطفل والتعامل معه، وأن نلبي احتياجاته وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وأن نتعلم هذه المهارات من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات التربية والتعامل مع الأطفال، ولي في هذا الخصوص كتاب يباع عندكم في مكتبة جرير، وهو بعنوان "أولادنا من الطفولة إلى الشباب".
والثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الطفل، والابتعاد عن الشدة والضرب فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادًا وصعوبة، ولا بد من الابتعاد عن بعض العبارات التي تنقص من قدر الطفل.
طبعًا من الصعب جدًا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال فهي كثيرة جدًا، ولكني سأشير لأمر أساسي، وهو أنه من الطبيعي جدًا في هذا العمر أن يحاول الأطفال "العناد"، وهذا لا يشير لسوء التربية، وإنما هي فرصة طبيعية لنمو مهارة الطفل عن الحياة.
يفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال عمومًا هو الرغبة في جذب الانتباه، انتباه الكبار، وخاصة الوالدين والأشقاء لنفسه.
إن قواعد التربية وعلم النفس تقول أن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء فبدل أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد أخيك؛ لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، فيتكرر هذا السلوك وهذا العناد؛ لأنه يأتي للطفل بالكثير والكثير من الانتباه، ولو رافقه الضرب، بينما يتجاهلون السلوك الحسن، كأن يتعاون الطفل مثلا ولا يكون عنيدًا، ولذلك يقل هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.
حاولوا تعزيز سلوك الطفل الحسن، ولكن حاولوا بدل تصحيح السلوك السلبي أن تتجاهلوه، إلا إذا كان يعرض الطفل أو غيره للأذى، فهنا لا بد من التدخل المباشر.
وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحًا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك طفلكم، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليًا عن السلوك السلبي وغير المقبول.
حفظ الله طفلكم من كل سوء، وأنشأه التنشئة الصالحة التي تحبّون.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1t8xvAt
تعليقات
إرسال تعليق