أصبحت أوسوس بإصابتي بمرض خطير بعد ضربة على رأسي منذ سنة

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عمري 22 عاما، قبل سنة تقريبا زلت قدمي وسقطت وارتطم رأسي بالحائط، الارتطام كان برأسي من الخلف قريبا من أذني اليمنى، لم ينزف أنفي ولا أذناني ولم أفقد الوعي، ولم أنس الحادث، ولم يخرج دم أو أي سائل من مكان الضربة، كل ما في الأمر أني أصبت بصداع لمدة يومين أو ثلاثة ثم ذهب.



بعد فترة وعندما كنت أخلد للنوم ويصبح المكان حولي هادئا، كنت أسمع طنينا في أذني اليمنى القريبة من مكان الضربة، والشيء الذي يقلقني وهو ما دعاني للكتابة إليكم هو أنه بعد الحادث انتفخ مكان الضربة قليلا، وكان يؤلمني قليلا عند الضغط عليه، لكن بعد فترة زال الألم لكن الانتفاخ ما زال موجودا إلى الآن لكنه لا يؤلم، وأيضا مكان الانتفاخ صلب وليس لينا.



في الحقيقة أنا لدي وسواس فيما يتعلق بالصحة، لذلك أحيانا أحس بأشياء أعتقد أنها مبالغ فيها قليلا، حيث أحيانا أعتقد أني أنسى أسماء أشخاص لم أتواصل معهم لفترة طويلة قد تكون لسنوات، كأن أتذكر اسم طالبة كانت معي في الصف قبل ثلاث أو أربع سنوات، وهذه الطالبة لم تكن صديقتي وإنما معي في الصف، وأعزو هذا الشيء إلى تلك الحادثة، أو إملاء كلمة انكليزية كنت أعرفها لكن نسيتها من فترة أو غير ذلك، ولكن بعد فترة معينة أتذكر، حتى طنين أذني لا يحدث باستمرار، والانتفاخ أيضا في أغلب الأحيان عندما أمرر يدي فوق مكان الضربة أحس بارتفاع صغير وأحيانا لا أحس، وقد طلبت من أختي تحسس مكان الضربة بيدها ثم مقارنتها بالجهة الأخرى من رأسي، وقالت أن هناك ارتفاعا بسيطا في جهة الضربة بالكاد يمكن الإحساس به باليد، ثم طلبت ذات الشيء من والدتي وقالت أنه لا يوجد أي ارتفاع، وأنه من الطبيعي أن توجد ارتفاعات وانخفاضات في الرأس فهو ليس مستو.



وأيضا أحس أحيانا بقرصة خفيفة في مكان الانتفاخ، ومرة أخرى‎ ‎أعزو السبب إلى الحادثة، وأحيانا أقول لا هذا كله وسواس، وفعلا لا يحدث أي شيء، ثم بعد فترة أحس بقرصة أو أنسى اسما، أو حتى إذا أصبت بصداع اعتيادي جراء الإرهاق أو الدراسة أقول: لماذا يحدث هذا وأنا متناسية لأمر الحادثة؟ إذن هذا ليس وسواسا، هذا حقيقة.



‎ملاحظة: الطعام والمشروبات الباردة والساخنة، وحتى الهواء المباشر الساخن والبارد على منطقة الضربة لا يؤذي ولا يؤلم، ولا يشعرني بأية صداع، والرياضة التي تحتاج إلى جهد أيضا لا تسبب لرأسي أو باقي جسمي أي مشكلة، وأيضا حجم الانتفاخ لم يتغير، أي لم يكبر منذ الحادثة إلى الآن، ونظري جيد وهو نفسه قبل وبعد الحادثة، ولا أشكو من شيء في عيني، وكذلك ضغطي طبيعي، فقط أردت أن أخبركم بكل شيء عن حالتي حتى تكون الصورة عندكم كاملة عند تقييم حالتي.



أعرف أن رسالتي طويلة جدا، لكن أرجوكم تحملوا وسواسي وأخبروني، هل هناك شيء خطير؟ فأنا أخاف أن يتحول إلى سرطان، أو أن تتلف خلايا المخ، أو يتجمع ماء في رأسي على المدى الطويل أو أي شيء أخر، وأي طبيب أراجع؟ وإذا كنتم تشكون بشيء أرجوكم أخبروني، أرجوكم لا تقولوا اذهبي للطبيب فقط، لكن أخبروني بما تعتقدون أنه قد يكون، وما خطورته‎؟ ‎فأنا بحاجة لنصائحكم وآرائكم، لأنني على الأرجح لن أذهب للطبيب، لأنني أخاف من الأدوية والعلاجات، وآسفة على الإطالة، لكن أرجو الرد حتى أرتاح من التفكير.



وجزاكم الله كل خير، وأطلب من الله عز وجل أن يوفقكم في عملكم الرائع هذا، ويبعد عنكم كل مكروه، ومن تقدم لآخر -إن شاء الله-.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.



الإصابات التي تحدث في الرأس تشغل الإنسان حتى وإن كانت بسيطة، لأن الرأس قطعًا عضو حساس جدًّا، يحتوي الدماغ والكثير من الأعضاء الحسِّية، وبعض الناس لديهم ميول للقلق والمخاوف المرضية، وكذلك الوساوس، هؤلاء قطعًا يتأثرون أكثر، ينشغلون أكثر، تزداد همومهم، يلجؤون إلى تفسيرات خاطئة أن هذه الإصابة خطيرة، أنه سوف يحدث كذا وكذا، وأعتقد أنك من هذا النوع، فأنت بالفعل لديك طابع وسواسي في التفكير، لديك طابع وسواسي حول الأمراض والتخوف منها، وعملية تشتت الذهن وضعف التركيز في بعض الأحيان ناتجة من القلق الوسواسي، فالوساوس في جُلِّها تكوينها الرئيسي هو القلق.



أنا على ثقة تامة أن حالتك - أيتها الفاضلة الكريمة - هذه هي ظاهرة نفسية وليس مرضًا نفسيًا، أنت لديك مخاوف وسواسية وليس أكثر من ذلك. وعملية الانتفاخ في مكان الإصابة عملية عادية وبسيطة جدًّا، سوف تزول، ربما يكون هنالك نوع من التجمع الدموي وليس أكثر من ذلك.



خير وسيلة للعلاج هي التجاهل التام لهذا الموضوع، وصرف الانتباه عنه من خلال أن تصرفي انتباهك لما هو أفضل: موضوع الدراسة، القراءة، الاطلاع، التواصل الاجتماعي، الاجتهاد في الأعمال المنزلية، الحرص على العبادات، تلاوة القرآن، هنالك أشياء كثيرة جدًّا يمكن للإنسان يقوم بها تساعده كثيرًا في تأهيل نفسه واحتواء هذه الأعراض المملة والمزعجة لصاحبها.



لك تخوفات حول الأدوية، لكن أؤكد لك أنك محتاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، وآخر يسمى تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام)، أدوية ممتازة، أنت محتاجة لأحدها، ونسبة لعدم قناعتك بالدواء لن أدخل في تفاصيل في وصفها، لكن أرجو منك أن تذهبي وتقابلي الطبيب وسوف يصرف لك أحد هذه الأدوية. الطبيب النفسي سوف يساعدك قطعًا بدرجة أفضل، لكن إن لم يكن الوصول إليه متيسرًا فاذهبي وقابلي طبيب الباطنة أو طبيب الأسرة، واشرحي له الذي تعانين منه، والفتي نظره على أننا ذكرنا لك أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وأنك في حاجة لعلاج دوائي نفسي بسيط ليزول عنك هذا الخوف والتوترات والشكوك، وما سببه لك من كدر وضعف في التركيز.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1BaLw2T

تعليقات