تفكيري متناقض في كل شيء، كيف أتصرف؟

السؤال:

السلام عليكم.



أشعر بأني أعانى من انفصام في الشخصية، فأنا أعاني من تناقض فظيع في كل شيء، حتى تفكيري، فتارة أريد الانتقام ممن آذوني، وتارة أخرى أريد التسامح، تارة أريد الانطلاق وتارة أريد الهدوء، تارة أريد تعلم الموسيقى وكل شيء مجنون، وتارة أريد حفظ القرآن والفقه والدين، تارة أريد أن أكون عصرية، وأخرى أكون ملتزمة، لقد فقدت صوابي تماما، ماذا أفعل؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



ما تمرين به ربما يكون نوعا من اضطراب المزاج؛ وقد يكون نتيجة لعوامل كثيرة تسببت في عدم الاستقرار النفسي، وبالتالي يظهر الإنسان وكأنه يتخبط في الحياة نتيجة عدم الاتزان الفكري والعاطفي، ونرشدك بعدم اتخاذ أي قرار مصيري في هذه الفترة، بل أعطي نفسك فترة استجمام إلى أن تستقر الأوضاع، وما هو مكتوب لك سيأتيك -إن شاء الله-، ونتمنى أن تكون فترة عابرة تعودين بعدها لحياتك الطبيعية، وفيما يلي بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من المشكلة الحالية.



1- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي: الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثير السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.



2- حاولي التحلي بالصفات التي ضدها مثل: القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمني للآخرين النجاح، وليكن نجاحهم دافعا وحافزا بالنسبة لك، واسعي ليكون حب الله ورسوله هدفك، وليكن مقياسك للأمور مستمدا من الكتاب والسنة، لا من الهوى، والأحكام الذاتية.



لا تقللي من شأنك ومن قيمتك، فأنت بالله أقوى وأنت بالله أعزّ وأرفع، وتذكري حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوما، فقال: ( يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.



3- ضعي لك أهدافا واضحة واكتبيها، بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار.



4- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح، وأكثري من الاستغفار، فإنه مجلب للرزق والمال والزوج والبنين.



5- اخرجي من الدائرة التي أنت فيها الآن، بكسر الروتين وتغيير نمط الحياة، بتجديد الخطط والأهداف والترويح عن النفس، وتغيير المكان الجغرافي الذي تعيشين فيه الآن، ولو لفترة مؤقتة.



وأخيراً نريدك -أختنا الكريمة- أن تتفاءلي، ولا تستسلمي، وقاومي حتى النصر بعون الله وتوفيقه، واعتبري أن الذي تمرين به الآن هو امتحان لك في حياتك، ولابد من اجتيازه ليزيدك النجاح قوة ومنعة، تستطيعين بها مجابهة المشاكل والمحن في المستقبل، فالإنسان خلق في كبد والمؤمن مصاب، وأمره كله خير -إن شاء الله- وعليك بالدعاء فإنه يصارع البلاء، واحمدي الله على نعمة الصحة والعافية.



هداك الله لما فيه خير الدنيا والآخرة.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1zw2SDA

تعليقات