تقدم لخطبتي الكثير والآن أشعر بوحدة وحزن وخوف من العنوسة

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا فتاةٌ عمري 32 سنة، عزباء وتقدم لخطبتي الكثير من الرجال، لكن كنت أرفض كل مرة إلى أن وصلت إلى هذا العمر، أحسست بوحدة وحزن كبيرين، مشكلتي أني تعرفت على رجل منذ سنتين لكن أهلي رفضوه برغم أنه رجل صاحب دين وخلق، بسبب عدم توافق الجانب التعليمي فأنا أستاذة وهو عامل منجمي.



أنا في حيرة كبيرةٌ بين أهلي وبين نفسي لتأخري في الزواج وخوفي من العنوسة، أرجوكم انصحوني: ماذا أفعل؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ MARYAM حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبا بك، وكما يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، ويعوضك عن هذه الأيام الخوالي خيراً إنه جواد كريم.



وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما ينبغي أن تعلميه -أختي الفاضلة مريم- أن الزواج ليس مجرد ارتباط شخص بشخص، وإنما ارتباط مجتمع بمجتمع، وكيان بكيان، وأسرة بأسرة، ولذلك اشترط الإسلام في الزواج موافقة الولي، لأن الإنسان فعلاً قد تدفعه الظروف التي يعيشها إلى اختيار شخص غير مناسب، وقد يجر ويلات على أهله في المستقبل، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا نكاح إلا بولي وشاهديّ عدل).



ومن هنا فإني أقول نعم إن السن متقدم وهذا بين واضح بالنسبة لك، ولكن أيضاً ينبغي أن يكون الاختيار ليس أي اختيار، لأنه لا ينبغي أن يصبر الإنسان هذا الصبر كله ثم بعد ذلك يقع في شيء غير مناسب، فكثير من الزيجات غير الموفقة يتمنى الإنسان فيها الموت فلا يجده، ويشعر بحسرة وندامة بعد فوات الأوان، فأنت ما زالت عذراء إلى الآن، ما زلت بكراً، وكذلك أيضاً أنت أستاذة، فلست شخصية عادية، فالأوفق بك -بارك الله فيك- أن توافقي أهلك، وأن تتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء أن يمن عليك بالزوج الصالح، وأن تجندي أسرتك أيضاً لهذا الأمر، لأن دعاء الوالد لولده لا يرد، فكون الوالدة تدعو لك والوالد -إن شاء الله تعالى- سوف يرزقك الله تبارك وتعالى بالشخص المناسب.



أنت كنت ترفضين فيما مضى، والآن تدفعين الثمن لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ويبدو عندما تركتي المتقدمين أو زهدت فيهم أو رفضتيهم، لعلك رفضت بغير حجة أو برهان أو دليل مقنع ترتب عليه تأخرك، لأن الناس لعل بعضهم أصبح لديهم قناعة بأنك لا ترغبين في الزواج، وهأنت الآن تفكرين في هذا العامل، وأنا أؤيد رأي الأسرة حقيقة، لأنه كما ذكرت لك سابقاً الزواج ارتباط أسرة بأسرة وليس شخص بشخص، فأرى أن تصبري الصبر الجميل وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء، وأن تكثري من الاستغفار، وأن تحافظي على الصلاة في أوقاتها، وأن تكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية تفريج كربتك وقضاء حاجتك، واعلمي أن رزق الله الذي قدره لك سوف يأتيك لا محالة مهما طال الزمان، واتركي الأمر لله وفوضيه له، وتوكلي عليه وأبشري بفرج من الله قريب.



هذا وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1laygGG

تعليقات