أعاني من اضطراب وجداني مزمن يعيقني عن العمل.. ما علاجي المناسب؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أشكر القائمين على الموقع والمختصين بالرد على رسائلنا, لي عدة استشارات على الموقع، وقد استفدت منها كثيرًا –بفضل الله- مشكلتي اضطراب وجداني من الدرجة الثالثة أو الرابعة يغلب فيه القطب الاكتئابي بنسبة 99%، مع الأعراض الجسدية كالإرهاق الجسدي، وضعف التركيز، والكسل، والخمول، علمًا بأنه اكتئاب شديد يعيق عن العمل تمامًا، وكذلك المناسبات الاجتماعية.



تراودني فكرة الانتحار أحيانًا دون عزم على التنفيذ مخافة الله تعالى, وتظهر نوبات هوس خفيفة جدًا، وعلى فترات بعيدة جدًا، وسرعان ما تزول أشعر خلالها بنشاط، ونوم قليل، ورغبة في الإنفاق، لكن لا يفارقني خلالها انقباض الصدر وضعف الملكات كالنشاط والإقبال والتركيز والحفظ, لم تفدني معظم مضادات الاكتئاب القديمة والحديثة وكذلك مثبتات المزاج وبعض مضادات الذهان الحديثة.



قرأت عن دواء "سيروكويل" وفاعليته في هذا المرض، وقد تناولته من قبل، لكن بجرعات ضعيفة، فما هي الجرعة المناسبة لحالتي؟ وما مدتها؟ وهل 400 مجم سيروكويل يوميًا مع 200 مجم لاموترين يوميًا، هل هذه جرعة مناسبة لحالتي؟



تناولت ديباكين كرونو من قبل، لكن جرعته لا تتعدى 1000مجم، يوميًا، ما رأيكم في إعادة المحاولة؟ وما الجرعة المناسبة؟ وما مدة تعاطيها؟



للعلم فإن سعر سيروكويل غال جدًا، وقد لا أقدر عليه، وما هي المدة الزمنية المناسبة طبيًا التي أجزم بعد مرورها أن دواء ما لم يفدني، وأن تركه أفضل؟



هل هناك خطة علاجية أخرى تناسب حالتي ترونها؟



جزاكم الله خيرًا.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد عبد الله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أنت مدرك لطبيعة حالتك، والذي يظهر لي أن الاضطراب الوجداني الذي تعاني منه فيه نوع من الاختلاط، أو التمازج ما بين الأعراض الاكتئابية والهوسية البسيطة، والعلاج الدوائي – أخِي الكريم – لا شك أنه مفيد، وأتفق معك أن الإنسان في بعض الأحيان يحتاج لأن ينتقل من دواء إلى آخر في حالة أنه لم يحسُّ بفائدة من الدواء الذي كان يتناوله، لكني أريد أن أنبه لحقيقة مهمة جدًّا، وهي أن بعض الأدوية تكون فعاليتها متأخرة جدًّا؛ لذا يتطلب الأمر الصبر أخِي الكريم.



قطعًا إنسان مثل حالتك، ويعاني من حالة كهذه لفترة طويلة سيكون من الأفضل أن تكون هنالك متابعة طبيَّة نفسيَّة منتظمة، أنا أفضل كثيرًا أن يُراجع الإنسان طبيبه، وألا يتنقل بين الأطباء، وأن تكون هنالك علاقة علاجية محترمة وممتازة قائمة بين المريض والطبيب، -والحمد لله- مصر بها الكثير من الأطباء المتميزين، وأنا على ثقة أنك سوف تجد من يتفهم حالتك ووضعك، ويقدم كل المساعدة الممكنة من خلال علاقة علاجية إيجابية وراسخة.



عقار سوركويل نعم هو من الأدوية الجيدة، لكنه مكلف كما ذكرت، وأعتقد أنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فليس من الضروري أن تتعب نفسك وتكلفها فوق طاقتها لتتحصل على هذا الدواء، فهو ليس دواءً سحريًّا، لكنه مفيد في كثير من الحالات، فإن تيسَّر لك الأمر يمكنك أن تتناوله بعد موافقة طبيبك، ولا تنتقل لجرعة أربعمائة مليجرام مباشرة، الجرعة يجب أن تُبنى تدريجيًا، وكثيرًا من الناس يستفيدون من جرعة مائة إلى مائتي مليجرام فقط، خاصة إذا كان ليس لديهم أقطاب هوسية واضحة، ومثبت المزاج الآخر الذي تحتاجه هو دواء يعرف تجاريًا باسم (لامكتال)، ويسمى علميًا (لامتروجين) هذا دواء ممتاز جدًّا لمثل حالتك التي يُهيمنُ عليها اختلاط الأعراض مع تفوق ما يُعرف بالقطب الاكتئابي.



اللامتروجين دواء ممتاز، لكن يجب أن تصبر عليه حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، فهو بطيء نسبيًّا.



هذه من ناحية العلاج الدوائي، أرى أن هذا سيكون الأفضل بالنسبة لك والأمثل.



بعض الناس من الذين يعانون من مثل حالتك يستفيدون أيضًا كثيرًا من عقار يعرف تجاريًا باسم (إبليفاي)، ويعرف علميًا (إرببرازول)، وهو متوفر في مصر، لكنه أيضًا قد يكون مكلفًا بعض الشيء، إن أردت أن تتناول هذا الدواء بعد موافقة طبيبك فهو بديل جيد للسروكويل، ويتميز أيضًا أنه يعطي شعورًا بالنشاط الجسدي، وهذه قد تكون ميزة.



وأنا أراك أيضًا محتاجًا حقيقة لممارسة الرياضة باستمرار، احرص على ذلك -أخِي الكريم- قم بإجراء فحوصات طبية، تأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية على وجه الخصوص، وكذلك مستوى فيتامين (د) ومستوى فيتامين (ب12)، وإن كان هناك أي نقص في هذه الفيتامينات يجب أن تُعوضه، والعلاج التعويضي متوفر وسهل جدًّا.



أخِي: اجعل التفكير الإيجابي هو منهجك، واحرص على عباداتك خاصة الصلاة في وقتها.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1vJ9LkH

تعليقات