السؤال:
السلام عليكم
أود أن أستشير فضيلتكم: أبلغ من العمر 23 عاما، وأنا ملتزمة –والحمد لله-، وأجد في الفيس بوك مكانا أحيانا تحتاج فيه أخواتي للنصيحة، أو تكون إحدى صديقاتي في أمس الحاجة لمن ينصحها أو يرشدها، فألعب هذا الدور، -والحمد لله- فأنا مؤثرة -بفضل الله- في الناس، وعندي صفحة دينية أنشر فيها، وغير مسجلة باسمي، -والحمد لله- لم أسلك إلا الطريق الصحيح، ولم أضف صديقات إلا اللاتي أعرفهن شخصيا، وكلمة السر مع جميع أخواتي وأفتحه أمامهن، لكن أبي يرفض استخدامنا للفيس بوك ويمنع ذلك، وأنا لا أرى أن هناك داعيا للمنع، وأخشى أن أتعرض للإثم لاستخدامي للفيس بوك، وأنا أراه منبرا منيرا للدعوة إلى الله.
وجزيتم خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المستعينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة-، فإنه مما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى من أعظم القربات ومن أجل الطاعات، ويكفي في ذلك قوله جل وعلا: {ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} وقول الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم) وفي رواية: (خير لك من الدنيا وما فيها)، وقوله تعالى: {كنتم خير أمَّةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} كذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) إلى غير ذلك من النصوص التي تبيِّن لنا الفضل، والأثر المترتب على الدعوة إلى الله جل جلاله سبحانه، وما انتكست الأمة المسلمة وأصبحت في ذيل الأمم إلا عندما قصَّرت في الدعوة وتوقفت عن حملها، لأن الله تبارك وتعالى جعل هذه وظيفة هذه الأمة كلها بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم- حيث قال سبحانه وتعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن تبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
فإذا كل أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرجال والنساء مطالبون بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى كلٌ على قدر استطاعته، ومما لا شك فيه أن هذه التقنيات الحديثة سهلت أمر الدعوة، وجعلت من السهل على الإنسان وهو في بيته أن يخاطب الناس في أي مكان من العالم، وهي فرصة عظيمة للمسلمين، إلا أنهم مع الأسف الشديد نتيجة استخدامنا السيء لهذه التقنية، ترتب عليه أننا فوّتنا فرصًا عظيمة كان من الممكن أن تُستغل في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وأن تعود بنفع عظيم على المسلمين.
ونتيجة هذه التصرفات السلبية التي بدأت تنتشر أصبح الناس يستعملون هذه التقنية في الأشياء المحظورة، أدى ذلك إلى توجس كثير من أولياء الأمور من هذه الأجهزة والتقنية، بل وإلى الرفض بالكلية من باب الحذر والخروج من الخلاف، ولعل والدك –حفظه الله تعالى– من هؤلاء الذين سمعوا عن التصرفات السيئة والسلبية لكثير من المسلمين في هذه الأجهزة، فأراد أن يُغلق الباب ليستريح، وألا يفتح الباب مطلقًا حتى ولو كان لأمر شرعيا مشروعا.
لذا أرى -بارك الله فيك- أن تجلسي مع الوالد وأن تناقشيه بكل أدب وهدوء واحترام وتقدير، وأن تبيني له ما تفعلينه، وأن تقولي له: (إن الصفحة مفتوحة ومن الممكن أن تدخل معي الآن، إذا رأيت كلمة نابية أو عبارة ساقطة أو علاقة غير مشروعة، فأنا معك أن تُغلق هذا الجهاز، بل تقطعه عن البيت بالكلية).
حاولي من هذا الباب، وقبل أن تبدئي مع والدك أتمنى إن استطعت أن تصومي يومًا، وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء في قيام الليل أن يعطّف الله قلب والدك، وأن يشرح صدره لقبول كلامك وللاقتناع به، لأنه مما لا شك فيه أننا في أمس الحاجة إلى الأخوات الداعيات المتميزات ليقمن بالدعوة بين أخواتهنَّ المسلمات وغير المسلمات، فمهما كانت قدرات الرجل ومهما كان دينه وورعه وتقواه، إلا أن المرأة يبقى حديثها مع المرأة يختلف تمامًا عن الرجل مع المرأة، ونحن كدعاة نناشد فعلاً أخواتنا الصالحات الملتزمات ضرورة التزكية عن هذا العلم الذي لديهنَّ بتوجيه أخواتهنَّ، سواء أكان ذلك عبر هذه التقنيات أو غيرها، لأننا فعلاً في أمس الحاجة إلى من يحدث النساء بلغة النساء، بعيدًا عن الأمور التي قد تكون مدخلاً من مداخل الشيطان.
فحاولي –يا بُنيتي– مع والدك، واجتهدي في إقناعه، كما ذكرت لك استعيني عليه بالله الواحد الأحد، بأن تصومي يومًا، وأنت تعلمين لماذا أقول لك صوم يومٍ، لأن للصائم دعوة لا ترد، كذلك قيام الليل، فإن استطعت أن تقومي قبل الفجر بساعة وأن تصلي ما استطعت، وفي كل سجدة تقولي (اللهم اشرح صدر والدي لقبول عملي في الإنترنت، وألهمه ذلك، واجعله عونًا لي على ذلك، وأعني على إقناعه) وهكذا من هذه الدعوات المطابقة للحال، وأعتقد أنك بذلك -بإذنِ الله– ستكونين قد دخلت بموافقة والدك، وإذا رفض فما عليك إلا أن تقولي سمعنا وأطعنا، وأنت مأجورة بنيتك، وطاعة والدك مقدمة على الدعوة إلى الله.
هذا وبالله التوفيق.
السلام عليكم
أود أن أستشير فضيلتكم: أبلغ من العمر 23 عاما، وأنا ملتزمة –والحمد لله-، وأجد في الفيس بوك مكانا أحيانا تحتاج فيه أخواتي للنصيحة، أو تكون إحدى صديقاتي في أمس الحاجة لمن ينصحها أو يرشدها، فألعب هذا الدور، -والحمد لله- فأنا مؤثرة -بفضل الله- في الناس، وعندي صفحة دينية أنشر فيها، وغير مسجلة باسمي، -والحمد لله- لم أسلك إلا الطريق الصحيح، ولم أضف صديقات إلا اللاتي أعرفهن شخصيا، وكلمة السر مع جميع أخواتي وأفتحه أمامهن، لكن أبي يرفض استخدامنا للفيس بوك ويمنع ذلك، وأنا لا أرى أن هناك داعيا للمنع، وأخشى أن أتعرض للإثم لاستخدامي للفيس بوك، وأنا أراه منبرا منيرا للدعوة إلى الله.
وجزيتم خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المستعينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة-، فإنه مما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى من أعظم القربات ومن أجل الطاعات، ويكفي في ذلك قوله جل وعلا: {ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} وقول الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم) وفي رواية: (خير لك من الدنيا وما فيها)، وقوله تعالى: {كنتم خير أمَّةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} كذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) إلى غير ذلك من النصوص التي تبيِّن لنا الفضل، والأثر المترتب على الدعوة إلى الله جل جلاله سبحانه، وما انتكست الأمة المسلمة وأصبحت في ذيل الأمم إلا عندما قصَّرت في الدعوة وتوقفت عن حملها، لأن الله تبارك وتعالى جعل هذه وظيفة هذه الأمة كلها بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم- حيث قال سبحانه وتعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن تبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
فإذا كل أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرجال والنساء مطالبون بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى كلٌ على قدر استطاعته، ومما لا شك فيه أن هذه التقنيات الحديثة سهلت أمر الدعوة، وجعلت من السهل على الإنسان وهو في بيته أن يخاطب الناس في أي مكان من العالم، وهي فرصة عظيمة للمسلمين، إلا أنهم مع الأسف الشديد نتيجة استخدامنا السيء لهذه التقنية، ترتب عليه أننا فوّتنا فرصًا عظيمة كان من الممكن أن تُستغل في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وأن تعود بنفع عظيم على المسلمين.
ونتيجة هذه التصرفات السلبية التي بدأت تنتشر أصبح الناس يستعملون هذه التقنية في الأشياء المحظورة، أدى ذلك إلى توجس كثير من أولياء الأمور من هذه الأجهزة والتقنية، بل وإلى الرفض بالكلية من باب الحذر والخروج من الخلاف، ولعل والدك –حفظه الله تعالى– من هؤلاء الذين سمعوا عن التصرفات السيئة والسلبية لكثير من المسلمين في هذه الأجهزة، فأراد أن يُغلق الباب ليستريح، وألا يفتح الباب مطلقًا حتى ولو كان لأمر شرعيا مشروعا.
لذا أرى -بارك الله فيك- أن تجلسي مع الوالد وأن تناقشيه بكل أدب وهدوء واحترام وتقدير، وأن تبيني له ما تفعلينه، وأن تقولي له: (إن الصفحة مفتوحة ومن الممكن أن تدخل معي الآن، إذا رأيت كلمة نابية أو عبارة ساقطة أو علاقة غير مشروعة، فأنا معك أن تُغلق هذا الجهاز، بل تقطعه عن البيت بالكلية).
حاولي من هذا الباب، وقبل أن تبدئي مع والدك أتمنى إن استطعت أن تصومي يومًا، وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء في قيام الليل أن يعطّف الله قلب والدك، وأن يشرح صدره لقبول كلامك وللاقتناع به، لأنه مما لا شك فيه أننا في أمس الحاجة إلى الأخوات الداعيات المتميزات ليقمن بالدعوة بين أخواتهنَّ المسلمات وغير المسلمات، فمهما كانت قدرات الرجل ومهما كان دينه وورعه وتقواه، إلا أن المرأة يبقى حديثها مع المرأة يختلف تمامًا عن الرجل مع المرأة، ونحن كدعاة نناشد فعلاً أخواتنا الصالحات الملتزمات ضرورة التزكية عن هذا العلم الذي لديهنَّ بتوجيه أخواتهنَّ، سواء أكان ذلك عبر هذه التقنيات أو غيرها، لأننا فعلاً في أمس الحاجة إلى من يحدث النساء بلغة النساء، بعيدًا عن الأمور التي قد تكون مدخلاً من مداخل الشيطان.
فحاولي –يا بُنيتي– مع والدك، واجتهدي في إقناعه، كما ذكرت لك استعيني عليه بالله الواحد الأحد، بأن تصومي يومًا، وأنت تعلمين لماذا أقول لك صوم يومٍ، لأن للصائم دعوة لا ترد، كذلك قيام الليل، فإن استطعت أن تقومي قبل الفجر بساعة وأن تصلي ما استطعت، وفي كل سجدة تقولي (اللهم اشرح صدر والدي لقبول عملي في الإنترنت، وألهمه ذلك، واجعله عونًا لي على ذلك، وأعني على إقناعه) وهكذا من هذه الدعوات المطابقة للحال، وأعتقد أنك بذلك -بإذنِ الله– ستكونين قد دخلت بموافقة والدك، وإذا رفض فما عليك إلا أن تقولي سمعنا وأطعنا، وأنت مأجورة بنيتك، وطاعة والدك مقدمة على الدعوة إلى الله.
هذا وبالله التوفيق.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1m6oylQ
تعليقات
إرسال تعليق