السؤال:
السلام عليكم
أنا من تونس، أبلغ من العمر34 سنة، أعاني من هذا المرض منذ عشر سنوات، وقد أتعبني كثيراً.
تنتابني هذه الأعراض كل يوم: أشعر بتوتر وقلق وخوف شديد وخمول ورعشة في جسمي، وتتحرك بطني محدثة أصواتا وقرقرة، وتحرك للغازات، ثم أشعر بصعوبة في التنفس فأتجشأ بعدها، وقد يفضي بي الأمر إلى التقيؤ، وبعد التجشؤ أو التقيؤ أرتاح قليلاً.
أصبحت أميل إلى العزلة وأتجنب الأماكن المكتظة بالناس خشية أن تداهمني حالة الهلع، خاصة صعوبة التنفس.
حتى مهنتي -أشتغل مدرسا- بت لا أستطيع أن أقوم بها على أحسن وجه، أتأثر كثيرا عندما تحصل لي مشكلة فشخصيتي حساسة لأبعد الحدود، قمت بفحوصات كثيرة كفحص المعدة بالمنظار، وتخطيط القلب، وتحليل الدم، وكلها أثبتت خلوي من أي مشاكل عضوية.
أعلمني الطبيب أني أعاني من مرض نفسي ومن أعصاب المعدة، الدواء الذي أستعمله منذ سنوات هو sinaprid أو dogmatil وهما يخففان عني قليلا، لكنه لم يعد يجد نفعا، ولم أشف من هذا المرض.
فأرجوكم وجهوني بالنصيحة فقد تعبت، وصفوا لي دواء معوضا للدوجماتيل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ انور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن شاءَ الله تعالى حالتك بسيطة، أنت تعاني من أعراض نفسوجسدية، المكون الجسدي واضح جدًّا، كله يتمركز تقريبًا حول الجهاز الهضمي، كما أن لديك خمولا ورعشة في جسمك، أما الجانب النفسي فهو واضح، وهو الجانب القلقي.
هذه الحالات منتشرة أيها الفاضل الكريم، ولا نعتبرها مرضًا خطيرًا، لكنها قطعًا معطلة ومزعجة لصاحبها لدرجة كبيرة.
أخِي أنور: إن قلت لك أن الرياضة هي خط علاجك الأول قد تستغرب من ذلك، لكن إذا جربتها والتزمت بها فإن شاءَ الله تعالى سوف تجد فيها خيرًا كثيرًا، هذه نصيحتي ويجب أن تأخذ بها.
النصيحة الثانية: هي تنظيم وقتك، وأن تعطي كل شيء حقه في وقته، أنت تعمل معلمًا، وهذه مهنة من وجهة نظري عظيمة جدًّا جدًّا وراقية جدًّا، فطوّر مهاراتك في عملك، خذ قسطًا كافيًا من الراحة، مارس الرياضة كما ذكرنا، احرص على عباداتك والتواصل الاجتماعي، وطوّر مهاراتك، واستمتع بما هو طيب وحلال ومباح، هذه تعطيك قفزة نفسية عظيمة، تفصل تمامًا ما بين أعراضك الجسدية وتفكيرك، وهذا هو الذي تبتغيه.
الأمر الآخر ومن وجهة نظري أيضًا أرى أنه مهم جدًّا، وهو: ألا تتردد كثيرًا على الأطباء، التردد الكثير على الأطباء يؤدي إلى المزيد من الأعراض النفسوجسدية التي قد تصل إلى مرحلة التوهم، لا أقول أهمل نفسك، لا، الطريقة المثلى والأفضل هي أن يكون عندك طبيب تثق فيه كالطبيب الباطني أو طبيب الأسرة، وتفحص عنده مثلاً مرة واحدة كل أربعة أشهر، فحوصات دورية عامة، هذه تطمئنك كثيرًا وتمنع عنك -إن شاء الله تعالى- الأعراض النفسوجسدية، وتجعلك أيضًا لست مندفعًا نحو التردد نحو الأطباء.
العلاج الدوائي: الدوجماتيل لا بأس به، لكن أعتقد يجب أن تتناول أحد مضادات القلق الاكتئابي الوسواسي، هذه مفيدة جدًّا في مثل هذه الحالات، وأعتقد عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال) سيكون هو الأمثل، والجرعة هي نصف حبة – خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أنا متأكد -إن شاء الله تعالى- هذا الدواء سوف يفيدك، وتناوله مع الدوجماتيل لا بأس في ذلك، لكن عليك أن تأخذ موضوع الرياضة محمل الجد، سوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى- فائدة كبيرة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.
السلام عليكم
أنا من تونس، أبلغ من العمر34 سنة، أعاني من هذا المرض منذ عشر سنوات، وقد أتعبني كثيراً.
تنتابني هذه الأعراض كل يوم: أشعر بتوتر وقلق وخوف شديد وخمول ورعشة في جسمي، وتتحرك بطني محدثة أصواتا وقرقرة، وتحرك للغازات، ثم أشعر بصعوبة في التنفس فأتجشأ بعدها، وقد يفضي بي الأمر إلى التقيؤ، وبعد التجشؤ أو التقيؤ أرتاح قليلاً.
أصبحت أميل إلى العزلة وأتجنب الأماكن المكتظة بالناس خشية أن تداهمني حالة الهلع، خاصة صعوبة التنفس.
حتى مهنتي -أشتغل مدرسا- بت لا أستطيع أن أقوم بها على أحسن وجه، أتأثر كثيرا عندما تحصل لي مشكلة فشخصيتي حساسة لأبعد الحدود، قمت بفحوصات كثيرة كفحص المعدة بالمنظار، وتخطيط القلب، وتحليل الدم، وكلها أثبتت خلوي من أي مشاكل عضوية.
أعلمني الطبيب أني أعاني من مرض نفسي ومن أعصاب المعدة، الدواء الذي أستعمله منذ سنوات هو sinaprid أو dogmatil وهما يخففان عني قليلا، لكنه لم يعد يجد نفعا، ولم أشف من هذا المرض.
فأرجوكم وجهوني بالنصيحة فقد تعبت، وصفوا لي دواء معوضا للدوجماتيل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ انور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن شاءَ الله تعالى حالتك بسيطة، أنت تعاني من أعراض نفسوجسدية، المكون الجسدي واضح جدًّا، كله يتمركز تقريبًا حول الجهاز الهضمي، كما أن لديك خمولا ورعشة في جسمك، أما الجانب النفسي فهو واضح، وهو الجانب القلقي.
هذه الحالات منتشرة أيها الفاضل الكريم، ولا نعتبرها مرضًا خطيرًا، لكنها قطعًا معطلة ومزعجة لصاحبها لدرجة كبيرة.
أخِي أنور: إن قلت لك أن الرياضة هي خط علاجك الأول قد تستغرب من ذلك، لكن إذا جربتها والتزمت بها فإن شاءَ الله تعالى سوف تجد فيها خيرًا كثيرًا، هذه نصيحتي ويجب أن تأخذ بها.
النصيحة الثانية: هي تنظيم وقتك، وأن تعطي كل شيء حقه في وقته، أنت تعمل معلمًا، وهذه مهنة من وجهة نظري عظيمة جدًّا جدًّا وراقية جدًّا، فطوّر مهاراتك في عملك، خذ قسطًا كافيًا من الراحة، مارس الرياضة كما ذكرنا، احرص على عباداتك والتواصل الاجتماعي، وطوّر مهاراتك، واستمتع بما هو طيب وحلال ومباح، هذه تعطيك قفزة نفسية عظيمة، تفصل تمامًا ما بين أعراضك الجسدية وتفكيرك، وهذا هو الذي تبتغيه.
الأمر الآخر ومن وجهة نظري أيضًا أرى أنه مهم جدًّا، وهو: ألا تتردد كثيرًا على الأطباء، التردد الكثير على الأطباء يؤدي إلى المزيد من الأعراض النفسوجسدية التي قد تصل إلى مرحلة التوهم، لا أقول أهمل نفسك، لا، الطريقة المثلى والأفضل هي أن يكون عندك طبيب تثق فيه كالطبيب الباطني أو طبيب الأسرة، وتفحص عنده مثلاً مرة واحدة كل أربعة أشهر، فحوصات دورية عامة، هذه تطمئنك كثيرًا وتمنع عنك -إن شاء الله تعالى- الأعراض النفسوجسدية، وتجعلك أيضًا لست مندفعًا نحو التردد نحو الأطباء.
العلاج الدوائي: الدوجماتيل لا بأس به، لكن أعتقد يجب أن تتناول أحد مضادات القلق الاكتئابي الوسواسي، هذه مفيدة جدًّا في مثل هذه الحالات، وأعتقد عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريًا (زولفت) أو (لسترال) سيكون هو الأمثل، والجرعة هي نصف حبة – خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أنا متأكد -إن شاء الله تعالى- هذا الدواء سوف يفيدك، وتناوله مع الدوجماتيل لا بأس في ذلك، لكن عليك أن تأخذ موضوع الرياضة محمل الجد، سوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى- فائدة كبيرة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1gIsuFA
تعليقات
إرسال تعليق