أعاني من صغر حجم الثدي.. فما الطريقة الآمنة والمشروعة لتكبيره؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



أنا سيدة عمري 35 سنة، متزوجة وأم لطفلين.



أعاني من صغر حجم الثدي، فهو غير بارز تماماً، يشبه ثدي الرجل، فلم يكبر أبدا منذ البلوغ، مما ترتب عليه فقدان الثقة في نفسي، وحتى بعد زواجي، أحزن وأتألم كثيراً عندما أرى زوجي ينظر لمفاتن النساء في التليفزيون أو في الشارع، أريد أن أعف زوجي وأعف نظره عن الحرام، ولا أملك ما يثيره ويحرك رغباته، علاقتي الزوجية على وشك الانهيار، أخشى أن يتزوج امرأة ترضي شهوته، خصوصاً أنه عندما يرى امرأة مثيرة يحتلم في نفس الليلة، أخشى كثيراً من عمليات تكبير الثدي، وهل هي حلال شرعاً؟ وإذا لم يتوفر لي تكلفة إجراء العملية، فماذا أفعل لكي أحافظ على زوجي؟



وشكراً لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سميحة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أتفهم مشاعرك -ياعزيزتي-، ولكنني أنصحك بعدم تضخيم المشكلة إلى هذا الحد، فأنت الآن متزوجة لك فترة من الزمن, وقد رزقت بطفلين جميلين -حفظهما الله عز وجل-، وزوجك الآن هو أب أيضا يحب أطفاله ويحبك، ولو كان زوجك يهتم للمظهر الجسدي إلى تلك الدرجة التي تظنينها, لما اختارك أنت من بين الكثيرات, لكنه وبكل تأكيد إنسان ناضج وواع يهتم بالجوهر أكثر من اهتمامه بالمظهر, لذلك فإن اختياره قد وقع عليك أنت لتكوني شريكة لحياته وأما لأطفاله.



إن حجم الثدي تحدده عوامل وراثية بشكل أساسي، والوراثة لا تأتي من الأم فقط, بل تأتي من أجيال سابقة أيضاً، ولذلك فلغاية الآن لا يوجد علاج لتكبير حجم الثدي إلا عن طريق الجراحة التجميلية، وذلك بزرع حشوات داخل نسيج الثدي، أما الأدوية التي يروج لها فهي تعتبر ضارة وخطرة, ويدخل في تركيبها مواد تحاكي الهرمونات, وقد تؤهب لحدوث السرطانات, فلا أنصحك بتجربتها، وتأثيرها في تكبير الثدي-إن حدث- فهو مؤقت فقط خلال فترة استخدام الحبوب, ثم بعد ذلك لا يلبث أن يعود الثدي إلى حجمه الأصلي بعد إيقاف هذه الحبوب، فتكون السيدة قد أخذت كل مساوىء الحبوب, بدون أن تحصل على أية فائدة منها.



وأيضا من العوامل التي تؤثر على حجم الثدي هي الوزن, ولقد لاحظت بأن وزنك أقل سبعة كلغ عن الوزن المناسب لطولك، لذلك أنصحك بزيادة وزنك، فزيادة الوزن ستجعل جزءا من الدهون تتوضع خلف الثدي، وأمام العضلات الصدرية الأمامية, وهذا سيجعل الثدي يبدو بحجم أكبر وسيجعله أيضا بارزاً ومندفعاً للأمام, وقد يكون هذا التغير كافيا لتشعري بالرضا عن نفسك.



وإن كنت متأكدة من أن صغر الثدي عندك قد يؤثر فعلا على علاقتك الزوجية واستقرارها, فهنا أنصحك بالتحدث إلى زوجك بكل صراحة وسماع رأيه في الموضوع، فإن أكد لك ذلك, فهنا يمكن اللجوء إلى عملية تكبير الثدي, وهي عملية أصبحت الآن سهلة, وتتم بسرعة ولا تؤثر على الحمل والإرضاع -إن شاء الله-، وهنا سيكون هو مستعد لتأمين تكلفة هذه العملية.



أما إن أكد لك عدم اهتمامه بالأمر, فهنا أنصحك بقبول نفسك على ما هي عليه, واحمدي الله -عز وجل- على ما حباك به من نعم أخرى كثيرة، أهمها نعمة الأمومة والتي تتمناها الكثيرات.



أسال الله -العلي القدير- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

------------------------------------------------

انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض نساء وولادة وأمراض العقم-،

تليها إجابة: الشيخ أحمد الفودعي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.

-----------------------------------------------

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله -تعالى- أن يصرف عنك كل مكروه، وأن يُديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجك.



نحن نؤكد - أيتها الأخت الكريمة - ما قالته لك الطبيبة من أن وضعك -ولله الحمد- في المستوى الطبيعي، ولكن شعورك بوجود هذه المشكلة في حياتك جعلك تعطينها حجمًا أكبر من حقيقتها، وينبغي أن تُدركي تمام الإدراك - أيتها الأخت الكريمة - بأن الرجل لا يقيس زوجته من خلال جمال جسدها الظاهر فقط، بل هناك الجمال الباطن الذي يعتني به الرجال في الغالب - أعني الرجال العقلاء - كاعتنائهم بالجمال الظاهر أو أشد، فإن هذا الجمال الباطن هو أساس السعادة الزوجية، وهو الدافع لهذه الزوجة أن تقوم بحق زوجها وبحق أبنائها.



ومن ثم فأنت تملكين - أيتها الأخت - هذا الجمال الذي تستطيعين به أن تسحري زوجك السحر الحلال، وتستطيعين به أن تمتلكي قلبه ومشاعره، فإن نفس هذا الزوج تبقى نفسًا كغيرها من النفوس تميل إلى الجمال في جميع جوانبه، ومن ذلك الإحسان في المعاشرة، والقيام بالحقوق، والمبالغة في الإحسان إلى الزوج واكتساب رضاه، ونحن على ثقة من أن هذه المعايير ستكون أبلغ في التقييم لدى زوجك.



أما ما تعانينه من صغر حجم الثدي، فإن كان الصغر لا يُخرجه عن حد العادة التي يألفها الناس في الصغر، وهذا ظاهر حالك، لأنك أم وتُرضعين، وظاهر من حالك أيضًا أنك لا تعانين مشكلة في رضاع الصغار، فإنك لم تذكري ذلك، فهذا كله يؤكد أن هذا الصغر ليس صغرًا يصل به إلى حد الشين والعيب، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز الإجراء الذي تذكرينه من إجراء عملية جراحية، لأن العملية الجراحية لا يجوز إذا كان القصد بها طلب مزيد من الحسن والجمال.



أما إذا كان الصغر قد خرج إلى حد العيب والشين في عُرف الناس فهنا يجوز لك أن تُجري هذه العملية لإزالة هذا العيب والشين، هذا من الناحية الشرعية إذا كان الحال قد وصل إلى هذا، فننصحك بملاطفة الزوج والتودد إليه وإقناعه بأن هذا من جُملة المقدور الذي يُصاب به الإنسان كغيره من الآفات والأمراض، وأن الله -عز وجل- جعل له أسبابًا لتزيله، فعيش الإنسان حياته الطبيعية كغيره من الناس، لعله بهذا الطرح يقتنع -إن شاء الله تعالى-، لكن يغلب على ظننا أنك لست ممن يصل إلى هذه الحال، ولذلك نصيحتنا لك أن تأخذي نصيحة الطبيبة بجد، وتعملي ما تقدرين عليه لتحسين هيئتك الظاهرة، كما ننصحك بالمبالغة في أداء حق الزوج والمبالغة في الإحسان إليه وحسن التبعل له، وهذا سيكون أملك لقلبه.



نسأل الله -تعالى- أن يأخذ بيدك إلى كل خير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1gNWqQJ

تعليقات