لا أعرف طعم الفرح ولا الحزن وأصبحت انطوائية ومشتتة وبلا هدف!

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شكرا لكم على ما تبذلونه في مساعدة الناس، وجعل الله أوقاتكم فيها خيرا، وما تقدمونه في موازين حسناتكم.



أنا فتاة عمري 22 عاما، لدي مشكلة وهي:



• أني لا أعرف طعم الفرح ولا الحزن، إذا أتت مناسبة مفرحة أرى الناس من حولي منبسطين ويفرحون كثيرا ولا أجد ذلك لدي، كذلك وقت الحزن أرى على من حولي الحزن ولا يظهر ذلك لدي، فلا أفرق بينهم مؤخرا، فالأوقات لدي متساوية.



• أعاني من الاكتئاب ونفسيتي تغيرت كثيرا.

• كذلك أصبحت قليلة الكلام، ولا أعرف كيف أتحدث، وأنا من النوع الكتوم الذي لا يحب أن يتحدث عن نفسه ومشاكله.



• أصبحت أكره نفسي وأكره أهلي أيضا، لا أتقبل منهم شيئا، صرت أغضب على أتفه الأسباب، مع أني لست عصبية، ولا أريد أن أكون معهم، أريد أن أكون وحدي، فأصبحت منعزلة في غرفتي ولا أخرج لهم كثيرا، أعلم بأنه خطأ لكن أريد أكون وحدي، مع أني لست انطوائية.



• وأحيانا أتحمس لبعض الأشياء لكن يصيبني الخمول والكسل، فلا أنجز شيئا والوقت لدي ضائع.

• وأيضا أعاني من النسيان، وأحيانا أصبح مشردة الذهن وتركيزي ضعيف في بعض الأوقات.



• وفي الصلاة أعاني من وسواس.

• كذلك مستواي الدراسي في نزول لكن ليس بشكل كبير، وأحيانا أصبح غير مبالية، وفي أوقات المحاضرات أصاب بالملل وأحيانا يشرد ذهني، علما بأني كنت جيدة في دراستي -ولله الحمد-.



• ولا أجيد الحفظ، فأعاني كثيرا في أوقات الامتحانات، بعكس السابق كنت أحفظ سريعا ولا أجد صعوبة.



أحيانا يصيبني فقر الدم وذلك منذ الصغر، وكذلك القولون أتاني من سنة أو سنتين، لا أعلم إذا كان له علاقة بالسبب أم لا؟ علما بأني لم أكن كذلك، تغيرت كثيرا فلا أعرف نفسي وماذا أريد؟



أتمنى إفادتي بشيء ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



أرجو ألا تنقادي بمشاعرك وأفكارك السلبية، انقادي بأفعالك وكذلك بما تتمتعين من أشياء طيبة وجميلة في حياتك. أنت في بدايات سن الشباب، -وإن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل طيب وباهر.



إذًا حاجتك الأولى هي للتغيير المعرفي الإيجابي. وأن تحكمي على نفسك بأنك حزينة من خلال ملاحظة الآخرين أنهم فرحين، هذا أيضًا فيه شيء من عدم إنصاف النفس وتقييمها بصورة غير صحيحة، ليس كل من يبدو أنه فرح هو في الحقيقة مسرور، وليس كل من يبدو عليه الحزن هو في الحقيقة حزين، الناس تختلف في طرق تعبيرها عن وجدانها، والمشاعر الإنسانية متمازجة ومختلطة، والإنسان يجب أن يكون صبورًا ويكون متفائلاً ويكون فعّالاً، هذه التي تُخرجك من شعورك بالضجر والملل الذي أفقدك الرغبة في أن توجّهي حياتك بنسق إيجابي، يزيل عنك التوتر ويُرجعك إلى ما كنت عليه من نفسية جيدة.



قومي -أيتها الفاضلة الكريمة- بجرد عام لحياتك، وركزي على الأشياء الإيجابية في حياتك، وحاولي أن تطوريها. انظري للمستقبل بإيجابية، واجتهدي في حاضرك، والبروز الأكاديمي يجب أن يكون شعارك. تنظيم الوقت يعطيك فرصة للدراسة بصورة جيدة وصحيحة ومرتبة، وكذلك أخذ قسط كاف من الراحة، وممارسة الرياضة، والترفيه عن النفس والتفاعل الاجتماعي الإيجابي، هذه هي المتطلبات التي تزيل الشعور الاكتئابي.



وكوني معبرة عن ذاتك، ولا تحتقني من خلال الكتمان، والرفقة الطيبة دائمًا تُعين الإنسان على أمور الدين والدنيا. ورضا الوالدين مطلب أساسي لترتاح النفوس والعقول ويستقر الوجدان، سيري على هذا الطريق بهذا المنهج، -وإن شاء الله تعالى- ستتحسن أحوالك، سيتحسن التركيز، وتزول أعراض القولون العصبي، وسيزول هذا الملل وهذا الضجر الذي تعانين منه. الوساوس في الصلاة تعامل بحسم شديد من خلال تجاهلها وعدم إعطائها أي فرصة للدخول إلى النفس. أعتقد أن هذا هو الذي تحتاجين إليه، وفي هذه المرحلة لا داعي لاستعمال الأدوية.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1e6q3Pj

تعليقات