ما نسبة تكرار النزيف بعد الولادة؟ وهل يمكن أن يسبب خطراً على حياتي؟

السؤال:

السلام عليكم



خلال ولادتي بابني من سنة تقريباً تعرضت لنزف شديد جداً، استمر أكثر من 6 ساعات، ونزل مستوى الدم في جسمي إلى 5 تقريباً، ونقلوا لي دماً كثيراً، وأخبرني الطبيب أن سبب النزيف كان عدم انقباض -تقلص-الرحم بعد الولادة مما سبب نزفاً شديداً، وخطورة كبيرة على حياتي كدت أموت بسببها على قول الطبيب الذي ولدني، واستغرب من حجم النزيف، وولادتي طالت وكانت متعسرة.



ومن يومين اكتشفت أني حامل في الشهر الأول، وأخشى أن تتكرر معي الحالة، فما نسبة تكرارها؟ وهل يمكن أن تسبب خطراً على حياتي؟ علما أنه في حال وجود نسبة كبيرة لتكرارها فإني سأنزل الحمل حتى لا أرمي بنفسي للتهلكة وأنا أم لطفل، فأعلميني وانصحيني بالله عليك.



كما أنني قمت بالتصوير الشعاعي للصدر (x ray) قبل أسبوع، وقبل علمي بأني حامل، فهل يمكن أن يؤثر على حملي ويعرضه للخطر أو التشوهات؟



أفيدوني بسرعة، حتى أتخذ قراراً.



جزاكم الله كل خير.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



في البدء نحمد الله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.



وأتفهم مخاوفك –يا عزيزتي- بشأن تكرر حدوث النزف في هذا الحمل –لا قدر الله-، ومن الجيد بأنك ملمة تماما بأسباب وتفاصيل كل ما حدث، فهذا أمر هام جدا، ويجب على من يقوم بتوليدك في هذا الحمل أن يكون ملما بشكل جيد بكل ما حدث، حتى يقوم مسبقا بعمل كل التدابير والاحتياطات اللازمة لتفادي تكرار الحالة –لا قدر الله-.



وأحب أن أوضح لك بأن النزف بعد الولادة يحدث بنسبة 5 % من كل الولادات، وهذه النسبة تحدث حتى في أفضل مراكز العالم ولا يمكننا منعها، لكن يمكننا التعامل معها بسرعة قصوى -بإذن الله تعالى- لإيقاف النزف قبل تطوره، وهنا تأتي أهمية مهارة الطاقم الطبي المشرف على الولادة، وأهمية الولادة في مستشفى مجهز بشكل جيد.



وفي حوالي ثلثي حالات النزف التي تحدث بعد الولادة مباشرة، لا تكون السيدة قد تعرضت لنزف في ولادة سابقة، ولا يكون لديها أي من عوامل الخطورة المعروفة للنزف، لذلك يجب دوما التعامل مع كل ماخض على أنها من المحتمل أن تتعرض لحدوث النزف، وبالتالي فإنه يتم عمل تدابير روتينية واحتياطية في كل وحدات الولادة في المستشفيات الجيدة –لا تدري بها الماخض-، للتقليل من احتمال حدوث النزف، ومنها إعطاؤها حقنة في العضل لتقبيض الرحم وذلك فور ظهور طرف كتف الجنين، أو تسريب محلول مقبض للرحم في الوريد يخلط مع المغذي، أو الاثنين معا، أو بروتوكولات أخرى لا مجال لذكرها هنا.



وإن كانت الماخض مثلك قد تعرضت لنزف سابق، أو كان لديها أحد عوامل الخطورة لحدوث النزف، فهنا ستتخذ تدابير احتياطية أخرى أكثر من التدابير التي تتم في الحالة الطبيعية، بمعنى سيتم التعامل مع هذه السيدة وكأنه سيحدث لديها نزف حتى لو لم يحدث، وقصدت من كلامي أن أطمئنك، فحالتك ستعامل بشكل وقائي وفعال -إن شاء الله- لمنع حدوث نزف، وقد تتفاجئين بأن كمية دم النفاس قد تبدو لك أقل من المعتاد -إن شاء الله- بسبب ما سيعطى لك من أدوية وقائية.



إن احتمال حدوث النزف بعد الولادة في الحالة الطبيعية هو 5% كما سبق- وذكرت-، لكن احتمال تكرره عند من سبق وتعرضت له في ولادة سابقة هو ثلاثة أضعاف هذه النسبة، أي حوالي 15%، أي هنالك احتمال 85% أن لا يحدث عندك نزف -إن شاء الله-، واحتمال 15% أن يتكرر النزف -لا قدر الله-، وهذه الأرقام في حالة لم يتم تطبيق العلاج الوقائي، لكن مع تطبيقه فإنها ستكون أقل -بإذن الله تعالى-، وعند اتخاذ الاحتياطات والتحضيرات مسبقا فإنه يمكن السيطرة على أي نزف وفي مراحله المبكرة -إن شاء الله- قبل أن يتحول إلى نزف، وبالتالي فإن الغالبية العظمى من الحالات تمر بشكل طبيعي ولا تحدث أي مشكلة - بإذن الله-.



إذا –يا عزيزتي- إن احتمال تكرر النزف ليس عالـيا، وإن حدث –لا قدر الله- فإن الاستعداد المسبق سيمنع تطوره، ولذلك لا يجوز أبدا التفكير في إجهاض الحمل، فلا يوجد استطباب للإجهاض في هذه الحالة، ولن يقبل أي طبيب أو طبيبة لديها ضمير حي أن تجهض هذا الحمل لهذا السبب، وأنصحك بإخبار طبيبتك بما حدث في الولادة السابقة، وهي ستقوم بتسجيل ذلك بخط أحمر في ملفك الطبي، فهنالك خطة أو توصيات ستتبع في غرفة الولادة -إن شاء الله-، وقد أصبح الآن لديك خلفية واضحة عن هذا الأمر، ومهمتك الآن هي الاعتناء بنفسك وبتغذيتك للحفاظ على مستوى خضاب دم جيد، ولا يجب أن يقل عن 12 لتكوني مستعدة للولادة -بإذن الله تعالى-.



بالنسبة لتعرضك لصورة الأشعة، فلا داعي للقلق، لأن الجنين في المرحلة المبكرة جدا من الحمل يكون على شكل خلايا فقط، ولم يصل بعد إلى مرحلة تشكل الأعضاء، والخلايا إن تعرضت لشيء ضار لا تتشوه بل تموت، لذلك ما سيحدث هو إما أن تموت خلايا المضغة فيحدث الإجهاض، أو أن لا تتأثر الخلايا فيستمر الحمل بالتطور، وهذا التأثير هو ما نسميه بـ (كل شيء أو لا شيء)، لذلك إن تمت مشاهدة نبض الجنين بالتصوير التلفزيوني فلا تكون الأشعة قد أثرت على الحمل، وتعاملي معه وكأنك لم تتعرضي للأشعة أبدا.



نسأل الله عز وجل أن يتم حملك وولادتك على خير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/LgW9Mp

تعليقات