زواجي يتطلب وجود والدي الذي يجهل محل إقامتنا، بما تنصحونني؟

السؤال:

السلام عليكم...



أنا فتاة عمري 27 سنة، تقدم لخطبتي شاب ذو دين وخلق، وأميل للموافقة عليه، ولكن المشكلة هي أن والدي تركنا وتزوج، والآن لا يعرف مكان إقامتنا، ولا يصرف علينا، ووالدي من النوع الصعب، ولا أريده أن يعرف مكان إقامتنا، لأنني أخشى بأن يسبب لنا المشاكل، أقلها بأن يأتي وزوجته الأخرى لزيارتنا، وأسوأها أن يعيشا معنا.



تدهورت حالتنا النفسية، وأوضاعنا في الفترة التي تركنا فيها، وتجاوزنا تلك الفترة بالكاد، ولا أريد العودة مرة أخرى إليها، وأدري بأن قبولي بالزواج سيتطلب الاحتكاك بوالدي، ما نصيحتكم؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجعل هذا الشاب من نصيبك، وأن يبارك لك فيه، ويبارك له فيك، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وهنيئًا لمن طلبت صاحب الدين، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفرج همكم، وأن يغفر ذنبنا وذنبكم.



ولستُ أدري لماذا أنت لا تريدين أن يعرف الوالد؟ ولا أظن أنه يستطيع أن يسبب لك شيء من الحرج، فالوالد غالبًا يفرح بزواج ابنته، ونسأل الله أن يعينك على الخير.



لذلك ينبغي أن تتوكلي على الله -تبارك وتعالى-، وتُخبري والدك بأمر الزواج إذا كان مكانه معروفًا، وإذا لم يكن مكانه معروفًا فعند ذلك الولاية في الزواج تنتقل إلى الأعمام أو إلى الأبناء، يعني حسب التدرج الشرعي، وحسب الموجودين معك، وحسب المتاحين معك من أرحامك من الذين يقومون مقام الأولياء بالنسبة لك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير.



وإذا كنت تعرفين مكان الوالد فنتمنى التواصل معه وإشراكه في الأمر، أما إذا تأكد لك أنه فعلاً صاحب شر فأيضًا نؤكد لك أن في المحكمة الشرعية والقضاء الشرعي ما يوفر لك الحماية، فنحن لا نريد أن يتم الزواج بهذه الطريقة، كما أرجو أن تكونوا مع الوالد حتى لو تزوج بأخرى، وتسعوا في سبيل الإصلاح، ونسأل الله أن يكفَّ عنك شر كل ذي شر، هو ولي ذلك والقادر عليه.



وهذه المخاوف المذكورة ليست في مكانها، فإنك -ولله الحمد- ستصبحين في بيت مستقل، وعندك زوجك، ولن يستطيع الوالد أو غيره أن يدخل بينك وبين زوجك ويحول بينك وبينه، فإن الزوج هو صاحب القرار، وأولى الناس بالمرأة زوجها، وبعد الزواج لا يستطيع إنسان أن يتحكم في المرأة لأنها أصبحت في عصمة زوجها، ودور الوالد هو دور إرشادي ودور توجيهي، وليس له أن يتدخل بالمنع إلا إذا كان الخاطب بلا دين أو كان من أهل الشر والسوء ومن أهل المخدرات أو نحو ذلك، أمَا والخاطب صاحب دين وخلق فإن الوالد وغير الوالد ليس له إلا أن يبارك هذه الزيجة، ونسأل الله أن يُسعدكم بطاعته، وأن يُلهمكم السداد والرشاد.



ونتمنى أن نكون فهمنا المراد، لكن نريد أن نقول: بالعكس المرأة بعد الزواج تخرج من عصمة والدها إلى عصمة زوجها، والزوج هو أولى الناس بها بعد ذلك، وهو الذي يستطيع أن يُدير حياتها، وليس للأب وليس للأم بعد ذلك أن يتدخلوا في حياتها، لأنها أصبحت في عصمة رجل آخر وهو الزوج.



نسأل الله أن يُسعدك، وأن يجمع بينكم على الخير، وأن يرد الوالد إلى الحق ردًّ جميلاً، وأن يلهمه السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1iSu898

تعليقات