خطبت ابنة عمي لكن تصرفاتها معي تحيرني فهل أنهي العلاقة معها؟

السؤال:

تقدمت لخطبة ابنة عمي، وهي فتاة على خلق ودين وجمال، وفي بداية العلاقة كانت لا تتكلم كثيرا بحجة أنها خجولة، ولا تستطيع التعود على الناس بسرعة، ولكن بعد فترة تبين لي أنها تتكلم بشكل طبيعي مع زميلاتها وزملائها في الجامعة، وعندما سألتها قالت: هؤلاء أتعامل معهم دائما، أما أنت فلم أعتد عليك، فقلت لها: نحن أبناء عمومة فكيف هذا؟ قالت: لم أعتد عليك بعد! هي لا تكلمني إلا نادرا، ولا تسأل عني إلا بعد غياب وكأنني أحد صديقاتها، وإن حدث والتقينا يكون وجهها واجماً على عكس ما تكون في الجامعة.



تحدثت مع والدتها فقالت: لا أدري لماذا تفعل ذلك؟ تكلمت مع والدها وتكلم هو معها ولم تتغير، تقربت إليها بهدية؛ لأن الهدايا تقرب القلوب ولم تتغير، حتى أنني قلت لها ذات مرة: لماذا لا تقولين ولا حتى كلمة طيبة؟ قالت: لا أعرف هذا الكلام، أنا فتاة عملية أتصرف بالمواقف فقط.



عرفت بعدها أنها لم تعلن خبر خطبتها، وعند سؤالها عن السبب قالت: لا أدري، لم تأت الفرصة، إلى أن جاء يوم زفاف أختها، وكانت قد دعت زميلات وزملاء من الجامعة، تركتني طوال العرس، بل إنها تحاشتني حتى لا أتحدث مع أي منهم، وعندما حاولت الدخول للحديث تحركوا جميعا، وعندما قلت لها: لماذا فعلت ذلك؟ قالت: لم أنتبه لوجودك اعذرني.



استشطت غضبا ولكن لم أرد إحداث مشكلة في العرس، هي الآن في فترة امتحانات وأفكر جديا في إنهاء العلاقة؛ لأني أشعر بشيء غير طبيعي، فما رأيكم؟ وهل هذه أمور عادية؟ مع العلم أن والدي هو كبير العائلة ولا أريد وضعه في موقف محرج مع أخيه الأصغر.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونتفهم هذا الكلام الذي كُتب إلينا، ولكنا لا نوافق على فكرة الاستعجال حتى لا تُدخل نفسك والآخرين في حرج، ويكفي أن تبعث أختاً من أخواتك -أو عمة من عماتك أو خالة من خالاتك- إلى الفتاة لتستفهم منها وتعرف وجهة نظرها، وتتأكد إن كانت لها رغبة أم لا، فإذا وجدت عندها عدم رغبة فعندها ستكون معذورًا وسيرتفع الحرج، ونحن لا ننصح بالمجاملة في مثل هذه الأمور، فإن الحياة الزوجية الناجحة ينبغي أن يكون فيها رغبة مشتركة وانجذاب مشترك، وارتياح وانشراح من الطرفين.



وينبغي أن تتأكد أيضًا أنها لم تُجبر على القبول بك، وأن هذا محض رأيها الذي ينبغي أن تأخذ به، ونحب أن نؤكد لك أن النساء كثير، والإنسان لا يحزن لمثل هذه المواقف، ولا خير في ودٍّ يجيء تكلفًا، ولكن التثبت ضروري، فربما كانت صادقة، فالذين معها ربما تتكلم معهم رغم أن هذا مخالفة، والكلام معك أيضًا مخالفة قبل الخطبة وقبل وجود هذا الرباط، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، لكن تُبيح له الكلام والتفاهم ومقابلتها في حضور آخرين أو في حضور محرم من محارمها.



ولكن نتمنى أيضًا أن تتريث في هذه المسألة، وأن تُقيم الحجة، فقد انتظرت كثيرًا ولم يبق إلا القليل، ولا مانع أيضًا من أن تفاتحها بنفسك، لكن إذا خشيت أن تجامل أو تحرج منك فالاقتراح الذي قدمناه من أن تذهب أخت لك أو عمة أو خالة لتوضح لها هذه المسألة، وحتى تأتيك بالخبر اليقين من عند الفتاة دون ضغوط تمارس عليها، حتى تتكلم بارتياح، ومن حق هذه الوسيطة أن تُقدم لها النصيحة وتبين لها اهتمامك بها وتبين لها منزلتك وما في نفسك تجاهها، فهي من محارمك، وستعرف كيف تنقل هذه المشاعر إلى الفتاة التي قمت بخطبتها، وعند ذلك ستكون الأمور واضحة، وتبني على قواعد وأسس لن تندم عليها أنت ولن تندم عليها الفتاة.



علمًا بأن هذه الأمور لا ينبغي أن تكون بابًا للخصومات وقطيعة الرحم، فإن الرحم تظل موجودة، والإنسان إذا لم يجد هذه الفتاة سيجد أخريات، وليس عيبًا في الشاب أن ترفضه الفتاة، وليس عيبًا في الفتاة أن يرفضها الشاب؛ لأن هذا هو التلاقي بالأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.



نسأل الله أن يقدر لك الخير، وندعوك إلى عدم الاستعجال في هذه المسائل، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1jEXniD

تعليقات