لماذا يؤلمني جلدي بعد أن أحكه؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله



جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه, وجعله في موازين حسناتكم.



مشكلتي كالتالي: إذا حكيت جلدي بأظفاري -وخصوصا ظهري كاملا أو مؤخرتي- أشعر بألم يدوم لمدة نصف دقيقة تقريبا إلى دقيقة, وكذلك في الذراعين, ولكنه ألم أخف مما سبق، ما المشكلة؟ وما الحل؟ مع العلم أنني قد حللت الدم, وكانت النتائج سليمة.



ودمتم بود.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



ربما يكون ما تعاني منه -أخي الكريم- هو نوع من أنواع الأرتيكاريا, أو الشرى (الشرى المادي) (Physical urticartia) وسوف أعطي لك بعض المعلومات الطبية عن هذا المرض الأرتيكاريا أو الشرى بصفة عامة, وأجيب على تساؤلك حتى تتضح الصورة:



مرض الأرتيكاريا أو الشرى في العادة يظهر في طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسيان من الأرتيكاريا التقليدية:



• النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوى وغيرها) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.



• النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.



في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.



توجد أيضا بعض الأنواع من الأرتيكاريا مرتبطة بالأمور المادية, مثل تغير درجة حرارة الجسم, أو مع بداية العرق, أو التعرض للشمس, أو الماء, أو الضغظ على الجلد, وهذا النوع المرتبط بالضغظ على الجلد أو الذي يظهر بعد حك الجلد, هو المرض الجلدي الذي من الممكن أن تكون مصابا به, من أنواع الأرتيكاريا المادية, ولكن يكون مصحوبا بانتفاخات جلدية مكان الحكة, وفي أحوال كثيرة تختفي بعد مدة قصيرة, ربما من نصف ساعة إلى ساعة, وربما يكون وصفك غير مكتمل, وهذا ما يحدث.



أما إذا كان الأمر غير ذلك, والمشكلة عبارة عن ألم بالجلد فقط, فيكون من الأفضل توقيع الكشف الطبي عند طبيب أمراض أعصاب, وكذلك جلدية؛ لأخذ التاريخ المرضي اللازم, والفحص السريري, وربما طلب بعض الفحوصات, أو الإجراءات الأخرى؛ للوصول إلى التشخيص السليم, والتأكد من خلوك من وجود مشكلات صحية مصاحبة, ومن ثم وصف العلاج المناسب.



تلك الأنواع من الارتيكاريا نسبة حدوثها أقل من الأرتيكاريا التقليدية, ويمكن أن يصاب المريض بأنواع متعددة من الأرتيكاريا المادية, والتقليدية في نفس الوقت.



علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg) ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: الـ (Hydroxyzine 10 mg) مرة واحدة مساء، إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.



وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص, وأيضا للتأكد من التشخيص, وربما سبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة كما ذكرت سابقا, وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.



وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://ift.tt/1nhcdfi

تعليقات