السؤال:
السلام عليكم
عمري 20 سنة، وتوجهي الجنسي الذي شعرت به وعمري 7 سنوات أني أحسست بالإثارة تجاه فتيات، متأكدة من مشاعري 100%، حتى اليوم أبداً لم أحس بالإثارة تجاه أي رجل، عندما أنظر لرجل أراه كجدار، شيء مزعج وخشن كنوع من الحيوان.
أنا - حمدا لله - فتاة مسلمة، ليس لدي أي تشوه جنسي، طبيعية كأي فتاة أخرى، طيلة عمري أحببت النساء وأشعر بالإثارة جسديا تجاه فتاة، والله مشاعري قوية جداً تجاه أي فتاة، بحيث لو جلست فتاة بجنبي لا أقدر أن أتحكم بنفسي، لهذا لا أخرج من البيت عند أهلنا أو الجيران، تقريباً صارت لي فترة تمتد لسنة وخمسة شهور لم أخرج من البيت، والله لا أشعر بلذة الحياة، وأعرف أن ميولي حرام، هذا شيء والله ليس بيدي، تعبت جداً، أنا كل يوم أفكر أن أنتحر، والله أحب أن أتزوج من بنت وأعيش حياتي، ولا تقولوا لي غيري مشاعرك ﻷنه مستحيل، الله خلقني هكذا، هذا ليس ذنبي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الفضفضة والكتابة إلينا، ونشكرك على طرح هذا السؤال الذي يمكن أن ينفعك، وينفع غيرك ممن لم يستطع الكتابة إلينا.
طبعا وكما تعلمين لا يمكن لله تعالى أن يخلقنا على شيء ثم يحاسبنا وربما يعاقبنا عليه، فهذا بعيد كل البعد عن الرحمن الرحيم.
ليس هناك في الطب المدعم بالبراهين ما يشير إلى أن التوجه الجنسي عند الإنسان أمر ولادي، وكل ما يقال عن الدراسات الوراثية والبيولوجية لم تثبت شيئا، إلا أن الغرب عنده موقف قيمي من الأمر، ويحاولون جاهدين إيجاد ما يبرر لهم أن تكون للإنسان الحرية فيما إذا انجذب للجنس الآخر (heterosexual)، أو لجنسه (homosexual)، أو الثنائي التوجه (bisexual)، وعندهم أن هذا أمر اختياري يتعلق بحقوق الإنسان والحرية الفردية، ونحن المسلمين نختلف معهم في هذا التوجه، مما تعلمين من أحكام الإسلام في هذا الأمر، طبعا هذا لا يعني أن توجهك وشعورك بالإثارة نحو الفتيات هو أمر أنت المسؤولة عنه، وأنك أنت قررت هذا.
نفرق عادة بين الجنس (sex) وهو النوع الذي يولد به الإنسان، وسواء كان ذكرا أو أنثى، وبين الجندر (gender) وهو شعور الإنسان النفسي والاجتماعي فيما إذا كان ذكرا أو أنثى، أو أنه ينجذب لجنسه نفسه أو للجنس الآخر، فهذه الأمور سلوك مكتسب مُتعلم، وهو نتيجة تفاعل معقد عن تفاعل الفتاة مع أمها ومع أبيها، ولسبب ما في طريقة التربية والتنشئة بدأت الفتاة تشعر بأنها غير النوع الذي ولدت عليه، أو أن تشعر بالنفور من الشباب والرجال، والانجذاب للفتيات أمثالها، فهذا الجندر والتوجه الجنسي سلوك مُتعلم، وكأي سلوك مُتعلم يمكن أن ننزع هذا التعلم، ونضع مكانه الانجذاب للجنس الآخر، وإن كان هذا يحتاج للجهد والإرشاد النفسي المتخصص.
ومما يجعل هذا التحويل ناجحا، أولا: حماس الشخص ورغبته بالتغيير، وثانيا: لو كان انجذابة لجنسه نفسه ليس 100%، وأن يكون هناك بعض الانجذاب للجنس الآخر، وهذا لا يعني استحالة التغيير إلا أنه قد يصعب أحيانا. وأنا أعالج مثل هذه الحالات، وعند الجنسين، والتغيير ممكن وناجح، إن أحسنا العمل، ولعل الصعوبة الكبيرة هي ربما في قلة الأخصائيين الذين حقيقة لديهم الخبرة النظرية، والتدريبة والعملية لمساعدة الشخص في التغيير، فماذا تفعلين الآن أمام هذا الواقع؟
ومن الواضح أنك تعانين الكثير في قلة خروجك من البيت كي لا تفتني بالفتيات، فالإسلام لا يطالبك بهذه النوعية من الحياة، أريد أن أسألك، ماذا تفعل الفتاة التي تشتهي الرجال وهي مؤمنة وملتزمة، ولا تستطيع الزواج في الوقت الحالي؟! أو ماذا يفعل الشاب المؤمن والملتزم، والحريص على رضى الله تعالى، ويجد نفسه منجذبا ومشتهيا للفتيات، ولا يستطيع الزواج؟! فماذا يمكنك أن تفعلي؟
احتمالان: الأول: أن تجدي أخصائية نفسية خبيرة في العلاج النفسي لمشكلات الهوية الجنسية، واضطراب التوجه الجنسي، ولا بد أن تكون مؤمنة وتخاف الله تعالى، كي تعينك على هذا التغيير، وسيظهر لك من خلال الجلسات منشأ هذا التوجه لديك، وإذا عرف السبب بطل العجب. ولماذا عندك هذا الموقف السلبي من الرجال؟ وما هي الأحداث والتفاصيل الصغيرة التي جعلتك بالشكل الذي أنت عليه؟ وطبعا هذا الحل الأمثل، وقد نجح أناس كثر في تغيير توجههم الجنسي، ولعب عندهم الدين والوازع الخلقي الدور الكبير.
والطريقة الثانية: إن لم تجدي هذه الأخصائية، أو صعب عليك التواصل معها، فأن تقومي بالتغيير من نفسك، بداية بتغيير نظرتك للرجل عامة، من النظرة السلبية له ومن أنه (كجدار، شيء مزعج وخشن كنوع من الحيوان)، أسأل الآن في نفسي: يا ترى ما هي التجارب التي مررت بها في طفولتك الأولى مما جعلك تقفين هذا الموقف من الرجل؟!
حاولي أن ترجعي لسنواتك الأولى، وقبل السبع سنوات، وما هي ظروف تربيتك؟ وعدد إخوتك وأخواتك؟ وطبيعة علاقتك بأمك وأبيك؟ قد لا يكفي هذا الجواب من حيث أن كل هذا الكلام الذي سبق لن يغيّر من توجهك الجنسي، فهذه مجرد استشارة عن بعد، وليس جلسات علاجية تفصيلية.
بنيّتي، أدعوه تعالى أن يشرح صدرك، وييسّر لك أمرك، ويلهمك الصواب، ويذلل لك الصعاب.
السلام عليكم
عمري 20 سنة، وتوجهي الجنسي الذي شعرت به وعمري 7 سنوات أني أحسست بالإثارة تجاه فتيات، متأكدة من مشاعري 100%، حتى اليوم أبداً لم أحس بالإثارة تجاه أي رجل، عندما أنظر لرجل أراه كجدار، شيء مزعج وخشن كنوع من الحيوان.
أنا - حمدا لله - فتاة مسلمة، ليس لدي أي تشوه جنسي، طبيعية كأي فتاة أخرى، طيلة عمري أحببت النساء وأشعر بالإثارة جسديا تجاه فتاة، والله مشاعري قوية جداً تجاه أي فتاة، بحيث لو جلست فتاة بجنبي لا أقدر أن أتحكم بنفسي، لهذا لا أخرج من البيت عند أهلنا أو الجيران، تقريباً صارت لي فترة تمتد لسنة وخمسة شهور لم أخرج من البيت، والله لا أشعر بلذة الحياة، وأعرف أن ميولي حرام، هذا شيء والله ليس بيدي، تعبت جداً، أنا كل يوم أفكر أن أنتحر، والله أحب أن أتزوج من بنت وأعيش حياتي، ولا تقولوا لي غيري مشاعرك ﻷنه مستحيل، الله خلقني هكذا، هذا ليس ذنبي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الفضفضة والكتابة إلينا، ونشكرك على طرح هذا السؤال الذي يمكن أن ينفعك، وينفع غيرك ممن لم يستطع الكتابة إلينا.
طبعا وكما تعلمين لا يمكن لله تعالى أن يخلقنا على شيء ثم يحاسبنا وربما يعاقبنا عليه، فهذا بعيد كل البعد عن الرحمن الرحيم.
ليس هناك في الطب المدعم بالبراهين ما يشير إلى أن التوجه الجنسي عند الإنسان أمر ولادي، وكل ما يقال عن الدراسات الوراثية والبيولوجية لم تثبت شيئا، إلا أن الغرب عنده موقف قيمي من الأمر، ويحاولون جاهدين إيجاد ما يبرر لهم أن تكون للإنسان الحرية فيما إذا انجذب للجنس الآخر (heterosexual)، أو لجنسه (homosexual)، أو الثنائي التوجه (bisexual)، وعندهم أن هذا أمر اختياري يتعلق بحقوق الإنسان والحرية الفردية، ونحن المسلمين نختلف معهم في هذا التوجه، مما تعلمين من أحكام الإسلام في هذا الأمر، طبعا هذا لا يعني أن توجهك وشعورك بالإثارة نحو الفتيات هو أمر أنت المسؤولة عنه، وأنك أنت قررت هذا.
نفرق عادة بين الجنس (sex) وهو النوع الذي يولد به الإنسان، وسواء كان ذكرا أو أنثى، وبين الجندر (gender) وهو شعور الإنسان النفسي والاجتماعي فيما إذا كان ذكرا أو أنثى، أو أنه ينجذب لجنسه نفسه أو للجنس الآخر، فهذه الأمور سلوك مكتسب مُتعلم، وهو نتيجة تفاعل معقد عن تفاعل الفتاة مع أمها ومع أبيها، ولسبب ما في طريقة التربية والتنشئة بدأت الفتاة تشعر بأنها غير النوع الذي ولدت عليه، أو أن تشعر بالنفور من الشباب والرجال، والانجذاب للفتيات أمثالها، فهذا الجندر والتوجه الجنسي سلوك مُتعلم، وكأي سلوك مُتعلم يمكن أن ننزع هذا التعلم، ونضع مكانه الانجذاب للجنس الآخر، وإن كان هذا يحتاج للجهد والإرشاد النفسي المتخصص.
ومما يجعل هذا التحويل ناجحا، أولا: حماس الشخص ورغبته بالتغيير، وثانيا: لو كان انجذابة لجنسه نفسه ليس 100%، وأن يكون هناك بعض الانجذاب للجنس الآخر، وهذا لا يعني استحالة التغيير إلا أنه قد يصعب أحيانا. وأنا أعالج مثل هذه الحالات، وعند الجنسين، والتغيير ممكن وناجح، إن أحسنا العمل، ولعل الصعوبة الكبيرة هي ربما في قلة الأخصائيين الذين حقيقة لديهم الخبرة النظرية، والتدريبة والعملية لمساعدة الشخص في التغيير، فماذا تفعلين الآن أمام هذا الواقع؟
ومن الواضح أنك تعانين الكثير في قلة خروجك من البيت كي لا تفتني بالفتيات، فالإسلام لا يطالبك بهذه النوعية من الحياة، أريد أن أسألك، ماذا تفعل الفتاة التي تشتهي الرجال وهي مؤمنة وملتزمة، ولا تستطيع الزواج في الوقت الحالي؟! أو ماذا يفعل الشاب المؤمن والملتزم، والحريص على رضى الله تعالى، ويجد نفسه منجذبا ومشتهيا للفتيات، ولا يستطيع الزواج؟! فماذا يمكنك أن تفعلي؟
احتمالان: الأول: أن تجدي أخصائية نفسية خبيرة في العلاج النفسي لمشكلات الهوية الجنسية، واضطراب التوجه الجنسي، ولا بد أن تكون مؤمنة وتخاف الله تعالى، كي تعينك على هذا التغيير، وسيظهر لك من خلال الجلسات منشأ هذا التوجه لديك، وإذا عرف السبب بطل العجب. ولماذا عندك هذا الموقف السلبي من الرجال؟ وما هي الأحداث والتفاصيل الصغيرة التي جعلتك بالشكل الذي أنت عليه؟ وطبعا هذا الحل الأمثل، وقد نجح أناس كثر في تغيير توجههم الجنسي، ولعب عندهم الدين والوازع الخلقي الدور الكبير.
والطريقة الثانية: إن لم تجدي هذه الأخصائية، أو صعب عليك التواصل معها، فأن تقومي بالتغيير من نفسك، بداية بتغيير نظرتك للرجل عامة، من النظرة السلبية له ومن أنه (كجدار، شيء مزعج وخشن كنوع من الحيوان)، أسأل الآن في نفسي: يا ترى ما هي التجارب التي مررت بها في طفولتك الأولى مما جعلك تقفين هذا الموقف من الرجل؟!
حاولي أن ترجعي لسنواتك الأولى، وقبل السبع سنوات، وما هي ظروف تربيتك؟ وعدد إخوتك وأخواتك؟ وطبيعة علاقتك بأمك وأبيك؟ قد لا يكفي هذا الجواب من حيث أن كل هذا الكلام الذي سبق لن يغيّر من توجهك الجنسي، فهذه مجرد استشارة عن بعد، وليس جلسات علاجية تفصيلية.
بنيّتي، أدعوه تعالى أن يشرح صدرك، وييسّر لك أمرك، ويلهمك الصواب، ويذلل لك الصعاب.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2198731
تعليقات
إرسال تعليق