أحبها وأريد خطبتها ولكني أخشى الاختلاف مستقبلا.. ما النصيحة؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تفيدوني، وتشيروا علي فيما يؤرقني.



أبلغ من العمر 25 سنة، وأعمل في القطاع الخاص، وظروفي وظروف أسرتي ميسورة -والحمد لله- ولكني لست جاهزا للزواج الآن.



تعرفت علي فتاة تصغرني بـ 6 سنوات في أحد الأنشطة الجامعية، وتعاملت معها تعاملا بسيطا وسريعا في عدة مواقف، بعد حوالي سنة من معرفتها وتعاملنا تأكد لي أننا نتبادل المشاعر ونحب بعضنا، وقد صارحنا بعضنا بمشاعرنا.



هي تحبني وأنا أيضا أحبها، وأريدها زوجة لي إن يسر الله ذلك، ولكن تواجهني عدة عوائق أريد أن أتخذ قرارا بشأنها، فهي رغم طيب معدنها إلا أني أري اختلافا بيني وبينها في بعض الأمور، بعضها حيوي، والآخر يمكن تفهمه.



أسرتي أكثر التزاما من أسرتها، ورغم ذلك هي "البنت" محتشمة الملبس، وتنوي الاحتشام أكثر، والدها منفصل عن والدتها، ومتزوج ويعيش في إحدى بلدان الخليج العربي، ولا يصلي، والدتها ملتزمة وتعيش مع البنت وأخوها.



أيضا لدينا اهتمامات متعارضة أحيانا، فلا أحب لزوجتي أن تعمل، وهي تريد أن تعمل، ولا أحب أن أقيم حفلا للخطوبة أو للزواج كما هو معتاد في المجتمع، ولكني أريد أن تكون الحفلة سهلة، وغير مكلفة، ولا تحتوي على مخالفات كالأغاني والاختلاط، كما أني أغار، ولا أريد لزوجتي أن يراها الناس متزينة.



ما يشجعني أن والدتها كما تأكد لي محترمة وملتزمة، أنا متردد وما زلت في أول معرفتي بها، ويمكن أن أبلغها عن طريق وسطاء ما أحب وما أكره لأعرف مدى تفهمها لي، ومدى إمكانية تأقلمنا مع بعض.



هي تحبني جدا، وأنا أيضا أحبها، أخشى أن أتركها وأفكر فيها مستقبلا وأندم حتى وإن تزوجت، فقد أجد عيوبا رفضتها فيها، ثم اضطررت لأقبلها في زوجتي.



وأعلم أن الحب ضروري للزواج، وقد أحببتها، ولا أريد أن أتركها بسهولة، وأذكر حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "لم ير للمتحابين مثل النكاح".



كما تأكد لي أن والدتها تشعر بحبها لي، وترحب به بالتلميح، أريد أن تكون زوجتي صالحة ءأمنها على بيتي، وتربي أولادي، وتدير شؤون أسرتها، وأرى أن هناك بعض الاختلافات التي يمكن حلها، أو التفاهم عليها، ولكن لا أستطيع أن أتجاهل حبي لها، وتأكدي من حبها.



كما بلغني أنها منذ أشهر تدعو الله أن أكون لها، ومخاوفي فقط من المستقبل، وما يمكن أن تقدمه لبيتها وزوجها وأولادها، وقد أبدت قبولا لعدم العمل، والتفرغ للبيت، وهي ترحب أيضا بارتداء ملابس أكثر احتشاما، وأظن أن باقي الأمور يمكن التوافق عليها.



أرجو أن تفيدوني، فأنا في حيرة من أمري، وأخشى أن أفقدها رغم حبنا المتبادل، أو أن أقبلها وأواجه اختلافاً مستقبلا.



جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل معنا، ونحب أن نؤكد لك أنه لا يوجد رجل بلا عيوب، ولا توجد امرأة بلا عيوب، فكلنا ذلك الناقص المقصر الخطاء، وكل بني آدم خطاء، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، فمن الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.



هذه معاني ينبغي أن تكون واضحة، فإنك إن طلبت الكمال طلبت المحال، ولذلك هذه مسألة ينبغي أن تكون واضحة وفي منتهى الوضوح.



بالنسبة لهذه الفتاة: نحن نرى أنها مناسبة، ونرى أن هذه العلاقة إما أن تتوقف أو تتحول إلى علاقة شرعية، فالآن الأمور تمضي في هذا الاتجاه، لا بد من حسم هذه المسألة، فعليك أن تُخبر أسرتك، وتستخير، وتستشير، وتتقدم رسميًا، أو عليك أن تبتعد؛ لأنا لا نريد للعواطف أن تتمكن، لا نريد لهذه المشاعر العاطفية أن تتعمق في النفوس، ثم بعد ذلك يحدث الفراق، ويحدث الخلاف، ويحدث الرفض، فالآن إما أن تتقدم وإما أن تتأخر، وعلى الإنسان أن يأتي البيوت من أبوابها.



ونحب أن نؤكد أن موافقة الفتاة، وتدين أمها، وحرصها على التغير، هذه كلها أشياء إيجابية وجيدة جدًّا، وإذا كنت أنت صاحب دين فلله الحمد تستطيع أن تؤثر، طالما وجد الانسجام والميل المشترك والمشاعر، مع تحفظنا على هذه المشاعر التي نبتت ونمتْ في غير غطاء شرعي يبرر هذه العلاقة.



فعليك الآن أن تسعى لتصحيح هذه العلاقة، ووضعها في إطارها الشرعي الصحيح، وحتى لا يضيع عليك الوقت وعلى الفتاة، فإما أن تُقبل عليها وتطلب يدها رسميًا وتتقدم إليها، وإما أن تبتعد الآن.



ونحب أن نؤكد لك أن حصول الطلاق وحصول الخلاف، هذا شيء عادي، والفتاة غالبًا ما تتأثر بأمها، وهذا الأب البعيد - الذي تقول: إنه مقصر في الصلاة أو نحو ذلك – لن يكون له تأثير كبير على ابنته، والمهم هو الفتاة في نفسها، والمهم هو رأي الأسرة، فنرى أولاً: أن تطرق الموضوع على أسرتك، وتبين لهم صفات الفتاة، ولا مانع من أن تأتي أختك أو الوالدة إلى مكان العمل، وتتعرف عليها، تعرف هذه الفتاة، تنظر إليها، تعطيك رأيها؛ لأنا لا نريد لك أن تمضي في هذا الموضوع دون أن تُشرك أسرتك، والزواج ليس بين فتىً وفتاة فقط، ولكنه علاقة بين بيتين، وأسرتين، وأحيانًا قبيلتين، ولذلك ينبغي أن تمشي في خطوات ثابتة وسريعة ومؤصلة مضبوطة بضوابط هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.



هذا ما نشير به، ندعوك إلى أن تتقدم، ونعتقد أن الفتاة مناسبة طالما كانت المشاعر متبادلة، وطالما عندها استعداد للتغير، وطالما كنت ميّالاً إليها، والعيوب المذكورة قليلة، وهي تحت السيطرة بفضل الله ومَنِّه، كذلك أيضًا أنت مضيت في هذه العلاقة، ولا نريد أن يضيع الوقت عليك وعليها، ولذلك عليك أن تُشرك أسرتك، وصل صلاة الاستخارة، فإن فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.



نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2199135

تعليقات