السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
أكتب لكم استشارتي هذه، وكلي حسرة وتعب نفسي مما اقترفته يداي في مواقع الشات.
أنا -الحمد لله- لا أحب الزنا، ولم أقع فيه، ولكني وقعت في ذنوب كثيرة في هذا الشات؛ معتقدا أنها أدنى الحرام، أراسل الفتيات، ونخوض في كلام غرامي، وربما أحيانا نصل لدرجة نتبادل عبارات جنسية وغيرها.
بعضهن يراسلنني من أجل التسلية، والبعض يتوهمن الحب والزواج، لكني لم أعد أي فتاة بالزواج، لكنهن يبكين عندما نفترق، وأندم أنني لعبت بمشاعرهن، ولكن من غير قصد تحت وطأة الشهوة والفراغ أراسل في هذا الشات.
وكم من فتاةٍ تركتها منكسرةً تطلب الزواج مني، وأرفض؛ لأننا عرفنا بعضنا عن طريق تواصل محرم، ومارسنا الجنس بالكلام وبالرسائل، فأتوقع أننا لن نوفق في زواجنا هذا؛ لأننا أخطأنا الطريق، وأنا ضعيف أتوب وأرجع لمواقع الشات، أبكي وأندم، والآن قررت التوبة وعدم الرجوع البتة، ولكن يعذبني ضميري بخصوص الفتيات السابقات.
ما العمل الذي تنصحونني به أن أعمله لهن، كي يأتيهن مثوبته أكثر من الدعاء والاستغفار؟ فأنا أدعو لهن وأستغفر، لكن لا أزال أشعر بالذنب وعذاب الضمير، وأنصح كل شاب بعدم التواصل مع أي فتاة لا تحل له؛ فإن عذاب الضمير هو أعظم من كل شيء.
انصحوني ماذا أفعل؟ تراودني أفكار كثيرة ومزعجة أنني ظالم وقاس فيما عملت، أندم وأبكي، وألطم وجهي، وأحتقر نفسي كلما تذكرت سوابقي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تواق للخير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يتقبل توبتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-؛ فإني أحمد الله إليك أن يسر الله لك التوبة والإقلاع عن هذه المعصية، فهذه من محبة الله تبارك وتعالى لك، ومن نعم الله العظمى عليك، لأن الله تبارك وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأنت الآن ممن يحبهم الله تبارك وتعالى، والمطلوب منك أن تحافظ على هذه التوبة بعينك، وأن تجتهد في ألا تنقضها ما دمت حيًّا؛ لأن من علامات التوبة النصوح: الإقلاع عن الذنب فورًا، والندم على فعله، وعقد العزم على ألا يعود إليه الإنسان بأي حالٍ من الأحوال، وها أنت الآن قد منَّ الله عز وجل عليك بعد طول مجاهدة ومقاومة بتحقيق رغبتك وأمنيتك، وأصبحت الآن تائبًا، فهنيئًا لك هذه التوبة، وأسأل الله أن يتقبلها منها، وأتمنى ألا تنقضها حتى تلقى الله سبحانه وتعالى وأنت على خير.
وفيما يتعلق بهؤلاء الفتيات اللواتي كان بينك وبينهنَّ من الحديث فيما لا ينبغي وما لا يجوز، فأرى -بارك الله فيك- أنه ليس أمامك إلا ما تفعله من مسألة الدعاء والاستغفار لهنَّ، وما دمت قد نصحتهنَّ على قدر استطاعتك فأرى أن هذا يكفي، وأنا لا أريد لك أن ترجع مرة أخرى إلى الحديث معهنَّ، ونصيحتهنَّ بترك هذه الأشياء وعدم الاغترار بكلام الشباب عبر هذه وسائل التواصل؛ مخافة أن تضعف، وأن تعود مرة أخرى إلى هذه المعصية.
ولكن أقول: يكفيك أنك قد تبت إلى الله تبارك وتعالى، وأقلعت عن الذنب من أجله وحياءً منه جل جلاله، وعليك -بارك الله فيك- أن تجتهد في الدعاء لهنَّ بأن يعينهنَّ الله تبارك وتعالى على مثل ما أعانك من الخير، وأن يرزقهنَّ الله تبارك وتعالى أزواجًا صالحين صادقين، وأن يغفر لهنَّ ما حدث من المعاصي والذنوب والآثام، وأعتقد أنك بذلك -إن شاء الله تعالى- سوف تتمكن من جبر هذا الخلل بالإكثار من الطاعات التي طالبك الشرع بها، فإن طرق الطاعة كثيرة ومتعددة ومتنوعة، وتستطيع من خلالها أن تحقق أكبر قدر ممكن من الحسنات التي بها -إن شاء الله تعالى- يُذهب الله السيئات، كما وعدنا بقوله تعالى: {إن الحسنات يُذهبن السيئات} وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) فركز على كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات، واستعن بالله ولا تعجز، واجتهد في الحفاظ على هذه التوبة؛ لأنها نقلة نوعية في حياتك، والحمد لله تعالى أنك قد أعانك الله وأغلقت أبواب الفتن، ونسأل الله تعالى أن يحول سيئاتك إلى حسنات.
وأرجو ألا تشغل بالك بموضوع الفتيات الآن، فإن الأمر هذا أصبح بين يدي الله تعالى، كل المطلوب منك -كما ذكرت لك- إنما هو مواصلة الدعاء لهنَّ، مع الاستغفار لهنَّ، وأيضًا الإكثار من التوبة والعودة إلى الله تعالى، والإكثار من الأعمال الصالحة، واسأل الله أن يتقبل منا ومنك، واعلم أن الله أمرك بالتوبة ووعدك بقبولها، كما أخبر الله تبارك وتعالى حيث قال: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، وقال جل وعلا: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجاهلة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}.
أسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأن يتوب علينا وعليك، وأن يثبتنا وإياك على الحق، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
أكتب لكم استشارتي هذه، وكلي حسرة وتعب نفسي مما اقترفته يداي في مواقع الشات.
أنا -الحمد لله- لا أحب الزنا، ولم أقع فيه، ولكني وقعت في ذنوب كثيرة في هذا الشات؛ معتقدا أنها أدنى الحرام، أراسل الفتيات، ونخوض في كلام غرامي، وربما أحيانا نصل لدرجة نتبادل عبارات جنسية وغيرها.
بعضهن يراسلنني من أجل التسلية، والبعض يتوهمن الحب والزواج، لكني لم أعد أي فتاة بالزواج، لكنهن يبكين عندما نفترق، وأندم أنني لعبت بمشاعرهن، ولكن من غير قصد تحت وطأة الشهوة والفراغ أراسل في هذا الشات.
وكم من فتاةٍ تركتها منكسرةً تطلب الزواج مني، وأرفض؛ لأننا عرفنا بعضنا عن طريق تواصل محرم، ومارسنا الجنس بالكلام وبالرسائل، فأتوقع أننا لن نوفق في زواجنا هذا؛ لأننا أخطأنا الطريق، وأنا ضعيف أتوب وأرجع لمواقع الشات، أبكي وأندم، والآن قررت التوبة وعدم الرجوع البتة، ولكن يعذبني ضميري بخصوص الفتيات السابقات.
ما العمل الذي تنصحونني به أن أعمله لهن، كي يأتيهن مثوبته أكثر من الدعاء والاستغفار؟ فأنا أدعو لهن وأستغفر، لكن لا أزال أشعر بالذنب وعذاب الضمير، وأنصح كل شاب بعدم التواصل مع أي فتاة لا تحل له؛ فإن عذاب الضمير هو أعظم من كل شيء.
انصحوني ماذا أفعل؟ تراودني أفكار كثيرة ومزعجة أنني ظالم وقاس فيما عملت، أندم وأبكي، وألطم وجهي، وأحتقر نفسي كلما تذكرت سوابقي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تواق للخير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يتقبل توبتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-؛ فإني أحمد الله إليك أن يسر الله لك التوبة والإقلاع عن هذه المعصية، فهذه من محبة الله تبارك وتعالى لك، ومن نعم الله العظمى عليك، لأن الله تبارك وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأنت الآن ممن يحبهم الله تبارك وتعالى، والمطلوب منك أن تحافظ على هذه التوبة بعينك، وأن تجتهد في ألا تنقضها ما دمت حيًّا؛ لأن من علامات التوبة النصوح: الإقلاع عن الذنب فورًا، والندم على فعله، وعقد العزم على ألا يعود إليه الإنسان بأي حالٍ من الأحوال، وها أنت الآن قد منَّ الله عز وجل عليك بعد طول مجاهدة ومقاومة بتحقيق رغبتك وأمنيتك، وأصبحت الآن تائبًا، فهنيئًا لك هذه التوبة، وأسأل الله أن يتقبلها منها، وأتمنى ألا تنقضها حتى تلقى الله سبحانه وتعالى وأنت على خير.
وفيما يتعلق بهؤلاء الفتيات اللواتي كان بينك وبينهنَّ من الحديث فيما لا ينبغي وما لا يجوز، فأرى -بارك الله فيك- أنه ليس أمامك إلا ما تفعله من مسألة الدعاء والاستغفار لهنَّ، وما دمت قد نصحتهنَّ على قدر استطاعتك فأرى أن هذا يكفي، وأنا لا أريد لك أن ترجع مرة أخرى إلى الحديث معهنَّ، ونصيحتهنَّ بترك هذه الأشياء وعدم الاغترار بكلام الشباب عبر هذه وسائل التواصل؛ مخافة أن تضعف، وأن تعود مرة أخرى إلى هذه المعصية.
ولكن أقول: يكفيك أنك قد تبت إلى الله تبارك وتعالى، وأقلعت عن الذنب من أجله وحياءً منه جل جلاله، وعليك -بارك الله فيك- أن تجتهد في الدعاء لهنَّ بأن يعينهنَّ الله تبارك وتعالى على مثل ما أعانك من الخير، وأن يرزقهنَّ الله تبارك وتعالى أزواجًا صالحين صادقين، وأن يغفر لهنَّ ما حدث من المعاصي والذنوب والآثام، وأعتقد أنك بذلك -إن شاء الله تعالى- سوف تتمكن من جبر هذا الخلل بالإكثار من الطاعات التي طالبك الشرع بها، فإن طرق الطاعة كثيرة ومتعددة ومتنوعة، وتستطيع من خلالها أن تحقق أكبر قدر ممكن من الحسنات التي بها -إن شاء الله تعالى- يُذهب الله السيئات، كما وعدنا بقوله تعالى: {إن الحسنات يُذهبن السيئات} وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) فركز على كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات، واستعن بالله ولا تعجز، واجتهد في الحفاظ على هذه التوبة؛ لأنها نقلة نوعية في حياتك، والحمد لله تعالى أنك قد أعانك الله وأغلقت أبواب الفتن، ونسأل الله تعالى أن يحول سيئاتك إلى حسنات.
وأرجو ألا تشغل بالك بموضوع الفتيات الآن، فإن الأمر هذا أصبح بين يدي الله تعالى، كل المطلوب منك -كما ذكرت لك- إنما هو مواصلة الدعاء لهنَّ، مع الاستغفار لهنَّ، وأيضًا الإكثار من التوبة والعودة إلى الله تعالى، والإكثار من الأعمال الصالحة، واسأل الله أن يتقبل منا ومنك، واعلم أن الله أمرك بالتوبة ووعدك بقبولها، كما أخبر الله تبارك وتعالى حيث قال: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، وقال جل وعلا: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجاهلة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}.
أسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأن يتوب علينا وعليك، وأن يثبتنا وإياك على الحق، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2199234
تعليقات
إرسال تعليق