أشعر برهبةٍ ولا أستطيع مواجهة الآخرين!

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أنا فتاة عمري 22 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، وعدم القدرة على الحديث والتعبير عن الذات، وذلك عندما أتحدث مع الغرباء, حيث يظهر صوتي خافتاً متقطعاً، وأشعر بالخوف والخمول والكسل، ولا أستطيع مواجهة الآخرين، ورغم ذلك لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، وهذا طبعي منذ الصغر؛ حيث إنني كثيرة الصمت، قليلة الكلام، أحب العزلة والانفراد، وعند وجودي مع مجموعة لا أبادر بالكلام، ولا أتحدث، إلا إذا وجه لي الكلام، حينها أجيب بكلمات مختصرة لعدم الإحراج، لكنني في المنزل مع أهلي أنطلق في الكلام.



علماً بأن أمي تعاني من مرض نفسي، وهو القلق والرهاب الاجتماعي، حيث لديها ضيق في التنفس وغثيان، وتمر ثلاثة أيام بدون أن تنام أو تنعس، وعندما تتكلم مع الغرباء ينقطع صوتها بسبب الرهبة، وتستخدم حبوب (ستلازين)، و (تربتزل)، لكنها الآن أصبحت اجتماعية.



سؤالي: ما هو الحل لحالتي، سواء لتعديل السلوكيات أو أدوية بدون آثار جانبية؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ .www حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



حالتك هي نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط، وربما يكون أيضاً لديك بعض سمات الشخصية الانطوائية، وما تعانين منه -إن شاء الله تعالى- ليس بالأمر المزعج، لكن يجب أن يعالج، وطرق العلاج واضحة جدًّا، وهي:



أولاً: يجب أن تثقي في نفسك، وتثقي في مقدراتك، والثقة في المقدرات تأتي من خلال إدراك الذات، وإدراك الذات يعني استكشاف مصادر قوتها، ومصادر ضعفها، والتعامل مع النفس على هذا الأساس، بأن أسعى لتقوية ما هو قوي، وتقوية ما هو ضعيف أيضاً.



ثانيًا: هنالك تدريبات عملية مهمة، أول هذه التدريبات هو ما نسميه في الخيال، اعرضي نفسك في خيالك، وأنت جالسة في الغرفة -مثلاً- تصوري أنك أمام مجمع كبير من النساء -أمام الطالبات، أو هنالك دعوة منزلية في المنزل-، وقد طُلب منك أن تُرحبي بالناس، وأن تقدمي موضوعاً ما، لأنه حتى تحية الضيوف ووداعهم أيضاً تتطلب نوعاً من المراس الاجتماعي الإيجابي. عيشي هذا النوع من الخيال لمدة عشرة دقائق لمرة واحدة في اليوم.



ثالثًا: أنت ليس لديك الأعراض الجسدية المصاحبة للرهاب الاجتماعي، وهذا أمر جيد، وخوفك من انقطاع الصوت هو خوف افتراضي -يعني أنه ليس واقعياً-، وهذه سمة وسواسية، فالتجاهل هنا مهم جدًّا، وبما أنه لا تبدو عليك أي بوادر للخوف داخلياً، هذا يجعل وضعك أفضل من وضع كثير من الناس؛ لأن الرعشة والتلعثم الظاهر وتسارع ضربات القلب، هي التي تزيد من الرهبة عند الناس، وأنت -الحمد لله تعالى– لا يظهر عندك هذه الأعراض بشدة.



رابعًا: عليك أن تُكثري من الاطلاع، والإلمام بالمعرفة؛ لأن الإنسان الذي لديه معلومات يستطيع أن يتواصل مع الناس بصورة أفضل، وابدئي بأهل بيتك، أنت قلت أن أداءك جيد، لكن أريدك أيضاً أن تقومي بحواراتٍ أكثر عُمقاً، مثلاً مع والدتك تحدثي عن أي موضوعٍ يخص الأسرة، واقرئي موضوعاً معيناً في صحيفة ثم ناقشيه مع والدتك؛ هذا يعمق من مقدراتك.



خامسًا: عليك بالتدرب على تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال الرجوع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها الكثير من الإرشادات الجيدة.



سادسًا: يجب ألا تتأثري بحالة والدتك، أنا أعتقد أن التأثير الإيحائي موجود في مثل هذه الحالة، والمقصود بذلك أن والدتك تعاني من نفس الصعوبات التي تحدثت عنها، فلا تربطي بين الأمور على هذا النسق، وفي ذات الوقت تأكدي أن والدتك قد تحسنت جدًّا.



سابعًا: العلاج الدوائي: تشاوري حوله مع أهلك وذويك، بما أنك لا تستطيعين الذهاب إلى الطبيب النفسي، والحصول على الدواء ليس بالصعب؛ لأن معظم الأدوية النفسية ونسبة لسلامتها لا تحتاج لوصفة طبية، أنت تحتاجين لعقار (زيروكسات Seroxat)، هذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، والجرعة المطلوبة هي (عشرة مليجرام) - أي نصف حبة - ليلاً، استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبة كاملة يومياً، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.



أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2198769

تعليقات