السؤال:
السلام عليكم
أنا عمري 17 عاما، لدي فراغ عاطفي بنسبة كبيرة، ومخاوف من هذا الفراغ، وأنا -ولله الحمد- أقرأ القرآن وأصلي، ووالدي يحبني، وأمي أيضا، لكن الفراغ العاطفي في قلبي دائما يتعبني، وكذلك أعاني من التعلق.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نوفل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أيها الابن الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، وهنيئًا لمن تعلق بكتاب الله تبارك وتعالى وواظب على صلاته، بل هنيئًا لمن فاز مع ذلك وبعد ذلك وقبله بحب والديه، وإذا شبع الإنسان من هذه العواطف وروَّى روحه كذلك بالقرآن والذكر والإنابة فماذا ينتظر بعد ذلك؟
لم نفهم ما المراد بالتعلق؟ هل أنت تتعلق بالجنس الآخر (مثلاً) تعلقًا عاطفيًا؟ عند ذلك نحن نؤكد أن هذا أمر طبيعي، ولكن الإنسان ينبغي أن يقابل هذه الفطرة إما بالزواج إذا كان مستطيعًا ومهيأً للزواج، وإما أن يصوم، امتثالاً لوصية النبي العدنان: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
أو يشتغل عن ذلك باستبدال هذه الطاعة بالعمل المفيد والدراسات النافعة وشغل النفس بالمفيد، فإما أن يستعلي، وإما أن يستبدل هذه الطاقات الموجودة في الإنسان ويشتغل بما يُرضي خالق الإنسان، كذلك إما أن يسلك سبيل العفاف، والعفاف يحتاج فيه إلى أن يحفظ بصره، وأن يحفظ عينه، وأن يحفظ سمعه، وأن يتجنب مواطن وجود النساء، وأهم من كل هذا أن يعلق قلبه بحب الله تبارك وتعالى، فإن القلوب العامرة بحب الله تبارك وتعالى والرغبة في طاعته لا يمكن أن تشتغل بمثل هذه الأمور.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وندعوك إلى الاقتراب من والديك، والحرص على البر لهما، والإحسان إليهما، والتواصل العاطفي معهما، وأنت ذكرت أنك محبوب بالنسبة لهم، فبادلهم المشاعر في هذا الحب الحلال، واعلم أن المسلم يحب الله، ثم يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحب الصحابة، ويحب كل ما يحبه الله تبارك وتعالى، وينطلق في محابه، وفي عواطفه من حبه لله تبارك وتعالى، فيحب ما يحبه الله تبارك وتعالى، ولا مانع من أن يُحب الزوجة الصالحة أو المخطوبة الصالحة التي يرغب في الزواج منها، شريطة أن يبدأ هذا الحب الحلال بالرباط الشرعي، أما قبل ذلك فإن الإنسان ليس من مصلحته أن يتوسع في العواطف؛ لأنها عواصف؛ ولأن العواطف التي لا تُحكم بضوابط الشرع وبالها على أهلها، ولا تجلب على الإنسان إلا الصعاب والأتعاب.
فاجعل محابك، وحركاتك وسكناتك تنطلق من ثوابت هذا الدين، والمؤمن يردد ويعمل بقوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} فهو يحب الله ويحب كل ما يحبه الله تبارك وتعالى، وإذا وجد المرأة الصالحة، فإنه يُعلن رغبته ويُخبر أهله ويذهب ويطلب يدها بطريقة رسمية، فإذا أصبحت زوجة له تقرب إلى الله بحبها، وتتقرب إلى الله تبارك وتعالى بهذا الحب الحلال لزوجها الحلال.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن نكون قد فهمنا المراد، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
السلام عليكم
أنا عمري 17 عاما، لدي فراغ عاطفي بنسبة كبيرة، ومخاوف من هذا الفراغ، وأنا -ولله الحمد- أقرأ القرآن وأصلي، ووالدي يحبني، وأمي أيضا، لكن الفراغ العاطفي في قلبي دائما يتعبني، وكذلك أعاني من التعلق.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نوفل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أيها الابن الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، وهنيئًا لمن تعلق بكتاب الله تبارك وتعالى وواظب على صلاته، بل هنيئًا لمن فاز مع ذلك وبعد ذلك وقبله بحب والديه، وإذا شبع الإنسان من هذه العواطف وروَّى روحه كذلك بالقرآن والذكر والإنابة فماذا ينتظر بعد ذلك؟
لم نفهم ما المراد بالتعلق؟ هل أنت تتعلق بالجنس الآخر (مثلاً) تعلقًا عاطفيًا؟ عند ذلك نحن نؤكد أن هذا أمر طبيعي، ولكن الإنسان ينبغي أن يقابل هذه الفطرة إما بالزواج إذا كان مستطيعًا ومهيأً للزواج، وإما أن يصوم، امتثالاً لوصية النبي العدنان: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
أو يشتغل عن ذلك باستبدال هذه الطاعة بالعمل المفيد والدراسات النافعة وشغل النفس بالمفيد، فإما أن يستعلي، وإما أن يستبدل هذه الطاقات الموجودة في الإنسان ويشتغل بما يُرضي خالق الإنسان، كذلك إما أن يسلك سبيل العفاف، والعفاف يحتاج فيه إلى أن يحفظ بصره، وأن يحفظ عينه، وأن يحفظ سمعه، وأن يتجنب مواطن وجود النساء، وأهم من كل هذا أن يعلق قلبه بحب الله تبارك وتعالى، فإن القلوب العامرة بحب الله تبارك وتعالى والرغبة في طاعته لا يمكن أن تشتغل بمثل هذه الأمور.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وندعوك إلى الاقتراب من والديك، والحرص على البر لهما، والإحسان إليهما، والتواصل العاطفي معهما، وأنت ذكرت أنك محبوب بالنسبة لهم، فبادلهم المشاعر في هذا الحب الحلال، واعلم أن المسلم يحب الله، ثم يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحب الصحابة، ويحب كل ما يحبه الله تبارك وتعالى، وينطلق في محابه، وفي عواطفه من حبه لله تبارك وتعالى، فيحب ما يحبه الله تبارك وتعالى، ولا مانع من أن يُحب الزوجة الصالحة أو المخطوبة الصالحة التي يرغب في الزواج منها، شريطة أن يبدأ هذا الحب الحلال بالرباط الشرعي، أما قبل ذلك فإن الإنسان ليس من مصلحته أن يتوسع في العواطف؛ لأنها عواصف؛ ولأن العواطف التي لا تُحكم بضوابط الشرع وبالها على أهلها، ولا تجلب على الإنسان إلا الصعاب والأتعاب.
فاجعل محابك، وحركاتك وسكناتك تنطلق من ثوابت هذا الدين، والمؤمن يردد ويعمل بقوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} فهو يحب الله ويحب كل ما يحبه الله تبارك وتعالى، وإذا وجد المرأة الصالحة، فإنه يُعلن رغبته ويُخبر أهله ويذهب ويطلب يدها بطريقة رسمية، فإذا أصبحت زوجة له تقرب إلى الله بحبها، وتتقرب إلى الله تبارك وتعالى بهذا الحب الحلال لزوجها الحلال.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن نكون قد فهمنا المراد، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2199348
تعليقات
إرسال تعليق