هل هناك طريقة للوقاية من السكر أو تأخيره؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله



العمر 37 عاما، أدخن منذ أكثر من عشر سنوات بواقع 30 سيجارة يوميا، أعمل أعمال مكتبية ونشاطي الرياضي قليل نوعا ما، الطول 172، الوزن 80.



الأشهر الأخيرة أصابتني سخونة في باطن القدم عند الاستلقاء، وبعد وجبات الطعام سخونة كأنها حرقة بمقدمة القدم من الأسفل، وعند فحص عينات الدم لدي تبين أني مصاب بحالة ما قبل السكر إذ أن فحصي "صائما 117" و"مفطرا 150 إلى 170"، أكثر من مرة.



الرجاء مساعدتي في الوقاية، أو تأخير المرض، وأريد أفضل دواء لذلك.



وجزاكم الله خير الجزاء ودمتم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



العلاج الأمثل لمثل هذه الحالات هو تغيير نمط الحياة life style modifications، وهذا العلاج لا يقل أهمية إن لم يكن أفضل من العقاقير الطبية، ونعني بذلك التدخين، وإنقاص الوزن، والإقلال من الدهون والملح والإنفعال الزائد، وعلى ذلك فالمدخن يجب عليه وفورا الإقلاع عن التدخين، وهذه مسألة تكون بالإرادة والعزيمة، والقيام بها في لحظة واحدة.



فقط اتخاذ القرار والتخلص من المخزون من السجائر، وإخبار المحيطين بك، والاصدقاء بقرارك، ولا تحتفظ بالسجائر في المكتب، أو السيارة، أو المنزل، وتجلد بالصبر عشرة أيام حتى تتخلص الخلايا التي أدمنت النيكوتين من اعتمادها عليه في النشاط، والتفاعلات، وحتى تمر فترة الرغبة في التدخين والتوتر العصبي، ولا مانع من الخروج في إجازة قصيرة، ومصاحبة غير المدخنين، وتناول حبوب مسكنة مثل بنادول، أو بروفين، وبعد مرور تلك الأيام العشرة بإذن الله سوف تتخلص من النيكوتين كمادة إدمان، وسوف -إن شاء الله- تتخلص من الكحة بنسبة 90 % .



والأهم من ذلك كله أن الوظيفة الأساسية للسجائر هي اللعب في الشرايين، وتدمير الغشاء المبطن لها، عكس مرض السكر الذي يترك تأثيره على الشرايين بعد سنوات طويلة من الإصابة به، ومع ضبط نسبة السكر في الدم بالعلاج، والحمية الغذائية فإن تأثير السكر على الشرايين يظل محدودا فترات طويلة من الزمن.



إذن قرار الإقلاع عن التدخين هو قرار إجباري، وليس اختياريا، وقرار يساعد كثيرا في وقف تدمير الشرايين، وبالتالي يحمي أعضاء الجسم بلا استثناء العيون والقلب والشرايين والكلى والرئتين والعملية الجنسية، وحتى لا ننسى عضوا ويغضب علينا، فليس هناك عضو بمنأىً عن ضرر السجائر.



والنقطة الثانية من تغيير نمط الحياة هي ضبط وإنقاص الوزن، ويأتي ذلك من خلال الحمية الغذائية الجيدة، وممارسة الرياضة، وعلى رأسها المشي- فقط المشي- والحركة، وهناك عداد للمشي يسمى pedometer يساعد ويشجع على المشي كل يوم حتى 10 كم، مع تجنب الحلويات والسكريات والمخبوزات بكل أنواعها، أو التقليل منها والإكثار من السلطات والخضروات الطازجة والمطبوخة، وهذا يساعد على إنقاص الوزن، وعلاج السكر في نفس الوقت، وما ينطبق على الوزن ينطبق تماما على السكر، فالإقلال من الوزن، والحمية عنصر أساسي في العلاج، والوقاية من مرض السكر.



بقي الإقلال من الملح والمخللات، والإقلال من التوتر والانفعال، وبهذا تحافظ على شرايينك وأوردتك، وتقلل من نسبة الدهون والكوليستيرول في الدم، وتؤخر السكر إلى أبعد مدى.



ومع الوزن الزائد تزيد معدل مقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين، ولا يقوى على العمل الجيد، وهو إدخال السكر إلى داخل الخلايا لحرقه وتحويله إلى طاقة، وضبط نسبته في الدم، وهناك دواء جيد يساعد على تحسين علاقة الإنسولين بالخلايا، وهو دواء جلوكوفاج 500 مج يمكنك تناول قرص بعد الغذاء والعشاء يوميا، وبالتالي يتم ضبط نسبة السكر وتتخلص من التنميل والسخونة في القدمين واليدين.



وفقك الله لما فيه الخير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2200221

تعليقات