السؤال:
السلام عليكم
شكرا لكم, وفي موازين حسناتكم.
مشكلتي أن الظروف تحتم علي التعامل مع أشخاص أعرفهم وأشخاص لا أعرفهم بشكل يومي, ولكن يعاملوني بدونية واستحقار, فأرفع صوتي عليهم, وأستخدم يدي لأدفعهم بدون ضرب؛ لكي أشعرهم أني قادر على أخذ حقي منهم, وأشعر أني مجبور على تصرفي هذا, ولكن بعدها أندم ندما شديدا جدا, وأقسم أن لا أعود إلى ذلك.
ولكن؛ يصادفني موقف آخر مع شخص آخر, وأعيد الكرة معه؛ لأن أكرم ما على الإنسان كرامته, وأنا أعرف أنه ظلم, ولكن البادي أظلم, فما المخرج؟ إن سكت زادوا إسفافا واحتقارا وسخرية مني, وإن أخذت حقي ظلمت وشعرت بتأنيب الضمير, فما الحل؟ فأنا تعبت وأتعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ebnadm2 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يوسّع صدرك، وأن يرزقك الحلم والأناة وسعة الصدر، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل– من أنك أحيانًا تضطر إلى استعمال بعض العنف مع الذين يُبدون لك نوعًا من الاحتقار أو النظرة الدونية أو قلة الشأن مما يجعلك تثور وتخرج عن طبعك، وتحاول أن تدفعهم بدون ضرب، ولكن تجتهد في أن تُشعرهم بأنك قادر على أن تأخذ حقك منهم، وهذا التصرف يبدو من وجهة نظري تصرفًا طبيعيًا، لأن الإنسان لا يقبل الضيم ولا يقبل الإهانة، وأنا معك في ذلك، فالإنسان فعلاً الحر الأبيُّ لا يقبل أبدًا أن ينظر إليه أحد نظرة دونية أو أن يحتقره أو أن يقلل من شأنه، لأن مثل هذه التصرفات تُخرج الإنسان عن طبيعته، بل تحوله إلى أشبه ما يكون أحيانًا بالثور الهائج الذي لا يلوي على شيء ولا يُبصر شيئًا، وإنما يريد أن ينتقم ممن أهانه أو انتقص من كرامته.
ولكنك كما تعلم أننا أمة مسلمة، وأنت في بلاد الغرب، وهذه التصرفات أحيانًا قد تكون محسوبة على المسلمين من أنهم أرباب العنف وأنهم صُنّاع الإرهاب وأنهم لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون الإنسانية –وغير ذلك– فيُخشى من هذا التصرف أن يترتب عليه سلبيات كبيرة تلحق بالإسلام كله؛ لأن هؤلاء الناس إن فعلوا ذلك بك وأنت قاومتهم بهذه القوة والعنف لن يفكروا فيما فعلوه، وإنما سيُلقون اللوم عليك لأنك دافعت عن نفسك بهذه الطريقة.
ولذلك أنا أتمنى –بارك اللهُ فيك– أن تجتهد في دفع هذا الاعتداء بأي نوع آخر بعيدًا عن العنف أو الشدة أو القوة، إن استطعت ذلك فحسن، وإن لم تستطع وكان لا بد من أن يكون هناك شيء من المواجهة فأنا أرى أن تنصرف ولا تحاول أن تنازلهم في باطلهم، لأنه مع الأسف الشديد هذه التصرفات الفردية تُحسب على المسلمين ككل، ويقولون (انظروا إلى هؤلاء المسلمين همج رعاع، لا يعرفون قيمًا ولا حضارة ولا إنسانية ولا رقيًّا، وهذا رجل منهم يريد أن يقتل أخاك في الإنسانية بدون أي رحمة أو هوادة، وهذا دينهم) ومن خلال تصرفاتك (حقيقة) يصبُّون جام غضبهم على الإسلام والمسلمين.
لذا أرى –باركَ الله فيك– أن تتحلى دائمًا بالصبر الجميل، وأن تعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) والله تبارك وتعالى يقول: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يُحب المحسنين} وقال لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: {فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك} والنبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه، ومن كظم غيظه كساه الله تبارك وتعالى من حلل الجنة يوم القيامة).
فأنا أتمنى –باركَ الله فيك– ألا تنازل هؤلاء، لاحتمال أن تكون هذه التصرفات مقصودة لإثارتك حتى يصورك أو يتكلموا عن الإسلام من خلالك ويقدحوا فيه، فاجتهد في إغلاق هذا الباب على قدر استطاعتك، وإذا وجدت أنه لا بد من الاحتكاك فأقول انصرف عن هذا المكان ولا تحتك معهم، حتى لا توقع نفسك في حرج، وحتى لا يكون تصرفك محسوبًا على الإسلام والمسلمين على أنهم ليس لها مبادئ وأنها أمة همجية.
حاول قدر الاستطاعة استعمال أي وسيلة من الوسائل الممكنة، وابتعد عن قضية التعنيف أو الضرب أو الدفع إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً، وتحمل، فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر خير من المؤمن الذي لا يخالط ولا يصبر، وإذا كان لا بد فاترك هذا المكان واذهب إلى غيره، لعلك أن تجد أُناسًا لا يعرفونك فتبدأ حياتك معهم فتكون بذلك قد أخرجت نفسك من هذا الضيق الذي كان من الممكن أن يؤدي إل تشويه صورة الإسلام، أو إلى إلحاق الضرر بسمعة المسلمين.
عليك بالصبر الجميل؛ لأن الله أمرنا بالصبر الجميل، وعليك بالحلم والأناة وسعة الصدر، واعلم أن هذه الأمور حتى وإن كان فيها شيء من المشقة إلا أن أجرها عظيم وثوابها عظيم عند الله، قال تعالى: {ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون}.
أسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يعيننا وإياك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق .
السلام عليكم
شكرا لكم, وفي موازين حسناتكم.
مشكلتي أن الظروف تحتم علي التعامل مع أشخاص أعرفهم وأشخاص لا أعرفهم بشكل يومي, ولكن يعاملوني بدونية واستحقار, فأرفع صوتي عليهم, وأستخدم يدي لأدفعهم بدون ضرب؛ لكي أشعرهم أني قادر على أخذ حقي منهم, وأشعر أني مجبور على تصرفي هذا, ولكن بعدها أندم ندما شديدا جدا, وأقسم أن لا أعود إلى ذلك.
ولكن؛ يصادفني موقف آخر مع شخص آخر, وأعيد الكرة معه؛ لأن أكرم ما على الإنسان كرامته, وأنا أعرف أنه ظلم, ولكن البادي أظلم, فما المخرج؟ إن سكت زادوا إسفافا واحتقارا وسخرية مني, وإن أخذت حقي ظلمت وشعرت بتأنيب الضمير, فما الحل؟ فأنا تعبت وأتعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ebnadm2 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يوسّع صدرك، وأن يرزقك الحلم والأناة وسعة الصدر، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل– من أنك أحيانًا تضطر إلى استعمال بعض العنف مع الذين يُبدون لك نوعًا من الاحتقار أو النظرة الدونية أو قلة الشأن مما يجعلك تثور وتخرج عن طبعك، وتحاول أن تدفعهم بدون ضرب، ولكن تجتهد في أن تُشعرهم بأنك قادر على أن تأخذ حقك منهم، وهذا التصرف يبدو من وجهة نظري تصرفًا طبيعيًا، لأن الإنسان لا يقبل الضيم ولا يقبل الإهانة، وأنا معك في ذلك، فالإنسان فعلاً الحر الأبيُّ لا يقبل أبدًا أن ينظر إليه أحد نظرة دونية أو أن يحتقره أو أن يقلل من شأنه، لأن مثل هذه التصرفات تُخرج الإنسان عن طبيعته، بل تحوله إلى أشبه ما يكون أحيانًا بالثور الهائج الذي لا يلوي على شيء ولا يُبصر شيئًا، وإنما يريد أن ينتقم ممن أهانه أو انتقص من كرامته.
ولكنك كما تعلم أننا أمة مسلمة، وأنت في بلاد الغرب، وهذه التصرفات أحيانًا قد تكون محسوبة على المسلمين من أنهم أرباب العنف وأنهم صُنّاع الإرهاب وأنهم لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون الإنسانية –وغير ذلك– فيُخشى من هذا التصرف أن يترتب عليه سلبيات كبيرة تلحق بالإسلام كله؛ لأن هؤلاء الناس إن فعلوا ذلك بك وأنت قاومتهم بهذه القوة والعنف لن يفكروا فيما فعلوه، وإنما سيُلقون اللوم عليك لأنك دافعت عن نفسك بهذه الطريقة.
ولذلك أنا أتمنى –بارك اللهُ فيك– أن تجتهد في دفع هذا الاعتداء بأي نوع آخر بعيدًا عن العنف أو الشدة أو القوة، إن استطعت ذلك فحسن، وإن لم تستطع وكان لا بد من أن يكون هناك شيء من المواجهة فأنا أرى أن تنصرف ولا تحاول أن تنازلهم في باطلهم، لأنه مع الأسف الشديد هذه التصرفات الفردية تُحسب على المسلمين ككل، ويقولون (انظروا إلى هؤلاء المسلمين همج رعاع، لا يعرفون قيمًا ولا حضارة ولا إنسانية ولا رقيًّا، وهذا رجل منهم يريد أن يقتل أخاك في الإنسانية بدون أي رحمة أو هوادة، وهذا دينهم) ومن خلال تصرفاتك (حقيقة) يصبُّون جام غضبهم على الإسلام والمسلمين.
لذا أرى –باركَ الله فيك– أن تتحلى دائمًا بالصبر الجميل، وأن تعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) والله تبارك وتعالى يقول: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يُحب المحسنين} وقال لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: {فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك} والنبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه، ومن كظم غيظه كساه الله تبارك وتعالى من حلل الجنة يوم القيامة).
فأنا أتمنى –باركَ الله فيك– ألا تنازل هؤلاء، لاحتمال أن تكون هذه التصرفات مقصودة لإثارتك حتى يصورك أو يتكلموا عن الإسلام من خلالك ويقدحوا فيه، فاجتهد في إغلاق هذا الباب على قدر استطاعتك، وإذا وجدت أنه لا بد من الاحتكاك فأقول انصرف عن هذا المكان ولا تحتك معهم، حتى لا توقع نفسك في حرج، وحتى لا يكون تصرفك محسوبًا على الإسلام والمسلمين على أنهم ليس لها مبادئ وأنها أمة همجية.
حاول قدر الاستطاعة استعمال أي وسيلة من الوسائل الممكنة، وابتعد عن قضية التعنيف أو الضرب أو الدفع إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً، وتحمل، فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر خير من المؤمن الذي لا يخالط ولا يصبر، وإذا كان لا بد فاترك هذا المكان واذهب إلى غيره، لعلك أن تجد أُناسًا لا يعرفونك فتبدأ حياتك معهم فتكون بذلك قد أخرجت نفسك من هذا الضيق الذي كان من الممكن أن يؤدي إل تشويه صورة الإسلام، أو إلى إلحاق الضرر بسمعة المسلمين.
عليك بالصبر الجميل؛ لأن الله أمرنا بالصبر الجميل، وعليك بالحلم والأناة وسعة الصدر، واعلم أن هذه الأمور حتى وإن كان فيها شيء من المشقة إلا أن أجرها عظيم وثوابها عظيم عند الله، قال تعالى: {ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون}.
أسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يعيننا وإياك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق .
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195244
تعليقات
إرسال تعليق