أريد حلاً واضحاً للتخلص من انجذابي للبويات

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أشكر لموقعكم الرائع هذه الاستشارات الذهبية، جزاكم الله عنا خير الجزاء، وأحسن إليكم كما أحسنتم إلينا.



أنا فتاة جامعية في العشرين من العمر، أعتقد أن شكلي الخارجي جميل -بفضل الله- وملفت للنظر بالنسبة لبنات جامعتي، وقد ابتلاني الله ببعض المواقع الإباحية التي آذتني كثيراً، وحرمتني من التوفيق في حياتي، -والحمد لله- توقفت ذلك من عدة أشهر، أجد في نفسي ميلاً كبيراً للبويات في جامعتي -جامعة الملك عبد العزيز في جدة- كما أن شخصيتي الاجتماعية والمحبة للمغامرة والمنطلقة، والمحبة لتجربة الأمور الجديدة تدفعني بقوة للتعرف على إحداهن، مع أن خلفيتي الدينية القوية هي رادعي الوحيد إلا أنني ألحظ لطفهن في المعاملة، وألسنتهن المعسولة وأناقتهن في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى أنهن ينظرن لي كثيراً، وأعلم أني سوف يكون مرحبا بي بينهن.



أنا أفكر بهن كثيراً، خاصة عندما أراهن أشعر بالكثير من الاضطراب؛ لأن خوفي من ربي يبعدني عنهن وفي ذات الوقت أتقطع لتجربة التعرف عليهن، المعذرة على كلامي لكني أعتقد أن نسبة السحاق بينهن كبيرة -والعياذ بالله-، ماذا أفعل؟ أريد حقاً أن لا أهتم لهن وأنظر لهن، فكرت كثيراً واستغفرت ودعوت ربي، أريد حلاً واضحاً، كنت قد تعرفت على فتاة تكبرني سناً، كانت بين البويات وبين البنات الطبيعيات، وأعجبتني بطريقة كبيرة جداً، وأصبحت هاجسي الوحيد في عدة أيام من لقائنا الأول، وبفضل استشاراتكم قطعت علاقتي بها، ولم يكن باستطاعتي سؤال غيركم لحرجي.



تقدم لي الكثير من الخطاب لكن أهلي رفضوا لأنهم لم يناسبوا بيئتي، كما أني مشتركة في تحفيظ قرآن، من سنتين حفظت القرآن كاملاً، والآن أسعى لأخذ إجازة به، وأحافظ على صلاتي، وأعشق ربي وأحب مناجاته وأشتاق له كثيراً، وأطلب منه رضاه عني دائماً، سمعت إحدى أفضل علماء النفس المشهورين يقول أنه في بعض الأحيان يكون في سيكولوجية الفتاة ميل فطري إلى بنات جنسها، فيجب على الأهل اكتشاف ذلك مبكراً والتفرقة في المضاجع، وتزويجها وتعليمها محاربة هذه المشاعر -هذا كما فهمت- أرجوكم قولوا لي كيف أتحكم في تفكيري الذي أجاهد كثيراً للسيطرة عليه؟ وكيف أوقف هذا الانجذاب والتعلق الغريب الذي يزداد قوة من فترة لأخرى؟



تعبت كثيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ ابنتي حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، وعلى ثقتك بهذا الموقع.

لأسباب متعددة تتعلق غالبا بالتربية وظروف الحياة وخاصة طبيعة علاقة الفتاة بأمها، وربما بأبيها، قد يصبح عند الفتاة نوع من أنواع مشكلات الهوية الجنسية أو ما نسميه الجندر، كأن يصبح عندها ميول الجنوسية المثلية، وكما هو الحال ربما معك، فتبدأ الفتاة بأن تثيرها مَن مِن جنسها من الفتيات، وسواء كن البويات أو لا، والأخطر من هذا عندما تبدأ الفتاة بممارسة علاقات مع فتيات أخريات، الأمر الذي تجاهدين نفسك مأجورة على عدم القيام به، ومن الواضح أنك حريصة أن لا يقع ذلك منك ولهذا كتبت إلينا بالسؤال.



ولا شك أن مشاهدة بعض الأفلام والمواقع الإباحية التي تشجع مثل هذه العلاقة، تزيد من مثل هذا الميل، وخاصة إن رافقتها ممارسة العادة السرية؛ حيث تشجع الخيالات المثلية المرافقة على هذا الميل والاضطراب.



طبعا أمر التغيير والعدول عن هذا الميل المثلي وهذه الرغبة الجنسية ليس بالأمر السهل، إلا أن من أهم عوامل نجاح هذا التغيير هو حماس الشخص وحافزيته للتغيير، وربما يلعب الحافز الديني والإيماني الدور الكبير هنا، وكذلك لوجود عدم ارتياح الفتاة لمثل هذا الانجذاب والميل.



وأمامك طريقان للتغيير: الأول: أن تمسكي نفسك وتجاهديها لتمنعيها من استمرار هذا الميل، وتتوقفي طبعا عن متابعة المواقع التي تصرفك عما تريدين تحقيقه، فتحاولي الانصراف قدر ما تستطيعين عن هذه الرغبات والخيالات، وما يرافقها من مخالطة البويات والافتتان بمظهرهن وبملابسهن وعطورهن...إلخ، وأن تعتبري نفسك مبتلاة كأي إنسان آخر تراوده نفسه على الحرام، إلا أنه يمنع نفسه ويقاومها، وسواء كان مع جنسه أو من الجنس الآخر من الذكور.



والطريق الثاني: وهو إن صعب عليك القيام بهذا الأمر من نفسك، فتتجهي إلى أخصائية نفسية مسلمة ملتزمة، فأنت قد تحتاجين لغير قليل من العلاج والإرشاد النفسي، وخاصة للتعرف عما يمكن أن يكون قد مررت به في صغرك، وهنا يأتي دور الأخصائية النفسية صاحبة الخبرة في التعامل مع المصابة باضطراب الهوية الجنسية والانجذاب المثلي، فأنصحك بمراجعة الأخصائية النفسية، وأن تكون أخصائية نفسية ملتزمة، وإلا فبعض الأخصائيين النفسيين -غير الملتزمين وليس كلهم- قد يقول لك ما معناه، أنك جنوسية مثلية، وأنه هكذا خلقك الله، وما عليك إلا أن تعيشي كما أنت! وليس هذا بالصحيح علميا، بينما الأخصائية النفسية المسلمة الملتزمة، وصاحبة الخبرة في اضطرابات الهوية الجنسية ستسعى لمساعدتك وإصلاح هذا الحال.



ولاشك أن العادة السرية مع الخيالات الأنثوية المثلية تزيد من شدة هذا الميل الجنوسي المثلي، لأنه يتغذى طيلة الوقت بمثل هذه الخيالات المثيرة للرغبة الجنسية؛ ولذلك يقوم العلاج أحيانا على استبدال هذه الخيالات المثلية بالخيالات الغيريّة أي الخيالات الذكرية، حتى تصبح الفتاة تنجذب للذكر أكثر من انجذابها للأنثى.



أرجو أن تحاولي التغيير وعدم الاستمرار بمتابعة ما يثير هذه الشهوة، وأن يكون فيما ورد في هذا الكلام ما يعين، وحفظك الله من كل سوء، وحفظ عليك ما أنعم به عليك من العقل والفهم والخلق، وحفظ القرآن والشكل الجميل، وهذه كلها مسؤولة كبيرة كما تعلمين، وأعانك على تأدية حقوقها.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195349

تعليقات